آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » الاقتصاد السوري وحرب الدوري والبجعة ؟!

الاقتصاد السوري وحرب الدوري والبجعة ؟!

أ.د: حيان أحمد سلمان  2020/07/26

نقول: نعم (لا يمكن لعصفور دوري صغير أن يفهم طموح بجعة كبيرة) عبارة ساخرة قالتها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية (هوا شون ينغ) للمسؤولين الأمريكيين في ظل التوتر الكبير بينهما ،ولا سيما بعد أن أغلقت أمريكا القنصلية الصينية في ( هيوستن ) وردّت الصين بإغلاق القنصلية الأمريكية في ( شين جدو) أيضاً.
ورمزية البجعة الكبيرة هنا تعبر عن الصين، فهي أكبر بلد في العالم /1,5/ مليار نسمة ومساحتها /9،6/ ملايين كم2 والثالثة عالمياً ( 1/15) من مساحة العالم و/25% / من مساحة آسيا وتعادل مساحة الدول الأوربية الثلاثين مجتمعة ، ولها حدود بحرية و برية مع /14/ دولة ، وبدأت الصين منذ سنة /2020/ بزيادة الاهتمام بالبحر الأبيض المتوسط باعتباره من المرتكزات الأساسية لمشروعها الاستثماري العالمي ( الحزام والطريق ) وأعلنت بتاريخ 3/1/2020 عن افتتاح معهد دراسات متخصص لدراسة هذا البحر في جامعة ( شينخوا ) و تم تعيين /50/ عالماً صينياً فيه،ولكن من جهة اخرى يسعى (ترامب) لتأجيج الحرب مع الصين. وأكد أحد المراكز البحثية الأمريكية على أن (ترامب) سيصطنع حرباً مع الصين ورد الرئيس الصيني مباشرة وقال: إن الصين لاتريد حرباً مع أمريكا ، و اقتصادياً تحتل الصين المركز الثاني عالمياً وتعتمد على عامل الزمن لتكون الأولى قريباً بسبب تورط أمريكا في أغلب المشكلات الدولية، وهي متأكدة أن الخارطة الاقتصادية الدولية ستتغير قريباً ولمصلحتها ،وقد أكد ثعلب السياسة الأمريكية الأسبق (كيسنجر) في كتابه (النظام الدولي) و قال :(إن مرحلة انتقال النظام الدولي من نظام إلى آخر تختفي فيها الضوابط ويصبح الميدان مفتوحاً لأكثر اللاعبين عناداً ) ، وتسعى الصين بمشروعها الكبير (الحزام والطريق) الذي يربط أكثر من /68/ دولة في ( أوروبا وآسيا وأفريقيا ) مع بعضها بعضاً وأكثرها عبر البحر الأبيض المتوسط الذي يمتد على مساحة تزيد عن /2,5/ مليون كيلومتر مربع ويضم أكثر من /190/ جزيرة ويشرف عليه أهم المضائق البحرية وهي شرايين التجارة العالمية ومنها ( ارواد – جبل طارق – البوسفور – الدردنيل – قناة السويس – جزيرة مالطا وصقلية وقبرص …إلخ ) ، و تسعى الصين لزيادة استثماراتها في مرافئ دوله وعددها /23/ دولة ومنها مثلاً ( بيراوس في اليونان – فالنسيا في إسبانيا – طنجة – مالطة – باب المندب – موانئ إيطالية – وبور سعيد وقناة السويس…الخ ) و بنت قاعدة عسكرية في جيبوتي لضمان حرية الملاحة البحرية بين المحيط الهندي والبحر المتوسط عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس وتأسيس شركة نفطية في اليونان …إلخ.
وهنا نسأل هل ستخضع أمريكا لهذا التمدد الصيني، ولا سيما بعد دعوة الصين لتحالف مع القوى المؤثرة الصديقة ولا سيما ( روسيا وإيران وسورية وغيرها )؟ ومن ثم دعت أمريكا لتشكيل حلف معادٍ للصين و هذا سيصعّد الصراع بين أمريكا بحزبيها الديمقراطي بشعاره (الحمار) منذ سنة /1828/ من قبل ( أندرو جاكسون ) أو الجمهوري بشعاره ( الفيل ) منذ سنة /1860/ من قبل ( ابراهام لنكولن) مع (التنين) الصيني المعتمد سنة /7000/ قبل الميلاد و(الدب) الروسي المعتمد في القرن السادس عشر و(الأسد ) الإيراني المعتمد في القرن الثامن عشر ، أم تتصالح البجعة مع الدوري؟!
و أين نحن (بنسرنا ) منذ سنة /1945/ و مصلحتنا مع (الصين و روسيا وإيران ) فهل نحجز مقعداً في مبادرة الحزام والطريق ونحوّل شاطئنا إلى مركز نمو حقيقي؟ نرجو ونأمل ذلك.

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الليبرالية الجديدة والفقر المدقع والحكومة السورية … «أي شخص يعتقد أن النيوليبرالية تؤدي إلى تنمية البلدان النامية أو إعادة إعمار البلاد المنكوبة من دون تدخل فعال وقوي للدولة.. فهو إما ساذج أو اقتصادي»

د. جوليان بدور   شكلت المقابلة التي أجرتها صحيفة «الوطن» مع وزير الاقتصاد السيد محمد سامر الخليل في 28/03/2024، فرصة ثمينة لي، لكوني أعيش خارج ...