الرئيسية » كلمة حرة » الإدارة الناجحة وعكسها…..!

الإدارة الناجحة وعكسها…..!

خير الله علي

النظافة، الترتيب، الأناقة، العمارة الجميلة، الشوارع النظيفة، الحدائق الواسعة المنظمة، كل هذه المعطيات ومثيلاتها مؤشرات على تطور الدولة، ورقي شعبها، وعلوّ مقامه بين الأمم، ودليل على احترام هذا الشعب للأنظمة النافذة، والقوانين التي وضعت، أساسا، للنهوض به وبمجتمعه، والمحافظة على أي مكتسبات تحققت له بهذا الخصوص.

ولا يكفي، انطلاقا من ذلك، أن يبني الفرد قصرا، وأن يعتني به وبحديقته، وأن يسخى سخاء كثيرا على شكله وديكوراته وما يحتاجه من مقتنيات فنية وتحف باهظة الثمن، وفي الوقت ذاته يتعامل مع مؤسسته التي يعمل فيها، ومع الشارع الذي يسير فيه، والحديقة التي يستجم فيها، وجميع المرافق العامة، وكأنها مكبا للقمامة.

النظافة والترتيب والحرص عليهما، بهذا المعنى، جزء لا يتجزأ من عمل المسؤول أينما كان في وزارة او مؤسسة أو شركة، بل يمكن الربط، في كثير من الأحيان بين اهمال هذه الأمور وفساد الإدارة، أو بين الاهتمام بها ونجاح ورقي أعضاء هذه الإدارة.

بعض المدراء يتذرعون بأن المبالغ المرصودة في الموازنة السنوية للصيانة لا تكفي لإحداث فرق في هذا الجانب، وهذا الكلام يدحضه الواقع…الواقع الذي يقول إن بعض المديريات يديرها أشخاص حريصون على أدق التفاصيل المتعلقة بالنظافة والصيانة والتجديد، وهم الأنجح في إداراتهم مهنيا وأخلاقيا.

ولأننا نتحدث عن محافظة طرطوس لا نريد أن نسمي المدراء المميزين حتى لا نحسدهم ونؤلب عزّالهم عليهم، وهم لم يحافظوا على الصورة الجميلة لمؤسساتهم لو لم تكن متابعتهم مستمرة، وعمليات الصيانة عندهم دائمة ودورية.

فثمة مؤسسات لم يعاد طلاء جدرانها، أو اجراء أي صيانة لها من الخارج والداخل منذ تأسيسها قبل عقود ..في كل زاوية أو تحت الدرج أو فوقه أكوام من الخردة…حماماتها متهالكة وقذرة ..نوافذها أعشاش للطيور..بلّورها تغطيه طبقة من الغبار ، أما الستائر فقد تبخرت…ذهبت مع الريح.. كل مكتب فيها مطبخ، قهوة.. شاي ..متة ..زهورات وطبعا سخان كهربائي، وأحيانا غاز سفاري.

هل من الصعوبة بمكان أن تكون الصيانة دورية لهذه الأمور؟ هل من الصعوبة بمكان أن يكون هناك مطبخ صغير أو بوفيه في كل مؤسسة، أو في كل طابق في حال كانت المديرية ضخمة وعدد موظفيها كبير؟

بعض المؤسسات حولها وجائب يمكن أن تكون حدائق صغيرة تزدهي بالورود المتنوعة وربما بعض الأشجار المثمرة، ولا تحتاج من أجل أن تكون منظمة وجميلة إلا جزءا يسيرا من تعويضات المدير الكبيرة في غالب الأحيان وليس من اعتمادات الصيانة.

من المؤسف أن نجد أنفسنا دائما في المربع الأول من مربعات المعرفة وهو مربع البديهيات، فنعود للحديث عنها وبها في الوقت الذي تجاوز الاخرون فيه كل مربعات المعرفة ومستطيلاتها ودوائرها ومثلثاتها.

للرسول الكريم محمد(ص) أحاديث كثيرة عن النظافة أشهرها قوله: النظافة من الايمان وعندما حكم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: رحم الله امرأً أهدى اليّ عيوبي…..اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.

(سيرياهوم نيوز1-خاص بالموقع30-5-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فلسطين في كل مكان..

  مالك صقور   لم يخطئ الذي قال إن “إسرائيل ” احتلت معظم بلدان العالم الإسلامي وحتى أغلب الأنظمة العربية ؛ ولم تستطع أن تحتل ...