الرئيسية » مجتمع » البروباغندا الصهيونية شغّالة

البروباغندا الصهيونية شغّالة

عبد الرحمن جاسم

 

على الرغم من انكباب الإعلام الغربي على غسل جرائم الاحتلال الصهيوني وتبني سرديته، إلا أنّه يبدو أنّ الأمر ليس كافياً. ها هو يدأب على تسويق القصص الوهمية واختراع الأكاذيب ضمن آلة بروباغندا هائلة ترمي إلى شيطنة المقاومة الفلسطينية. أكاذيب كثيرة عمل هذا الإعلام على نشرها مع انطلاق عملية «طوفان الأقصى»: «لقد وجدنا جثثاً لأربعين طفلاً إسرائيلياً فيما الجيش (جيش الاحتلال) يفتش عن جثث إضافية وهو يتنقل من بيت إلى آخر» هكذا قالت مراسلة قناة «آي 24 نيوز» الصهيونية نيكول زيديك في تقريرها الإخباري عن قيام المقاومة بـ قطع رؤوس» أربعين طفلاً في مستوطنة «كفار عزة». سرعان ما تلقفت وسائل إعلام كبيرة ومعروفة الخبر.

 

 

 

 

Hollywood Isn’t The Easiest Place To Navigate – Ask These Stars!

HERBEAUTY

 

تبيّن أنّ شاني لوك ترقد حيّة في أحد مستشفيات غزة

 

بعد ساعة أو ساعتين ربما، عادت زيديك لتشير إلى أنّها لم تر ذلك بأم العين، وأنها نقلت الأمر بناءً على ما أخبرها به «جيش» الاحتلال. لكنّ الأخير صرّح لوكالة «الأناضول» عن عدم وجود معلومات تؤكد هذه المزاعم. خبرٌ مماثل كان ممكناً في إطار عملٍ منطقي، أو حتى في «تغطية» لقضية لا تتعلّق بالعرب أو الفلسطينيين، أن يقضي على مسيرة زيديك المهنية، لكنه لم يمر مرور الكرام فقط، بل تم التعامل معه على أنه حقيقي و«خطأ ممكن الحدوث». اللافت أن زيديك لم تتراجع عن كلامها، فهي في تغريدتها الكاملة تركت الباب مفتوحاً ضمن منطق «أنّ العدد قد يكون أكثر من هذا بكثير». تقديم إسرائيل في دور الضحية صورة يشتغل عليها الإعلام الغربي. مثلاً، نشر الصحافي الاستقصائي سليمان أحمد المتواجد في بريطانيا فيديو لفضائية «سي. أن. أن»، حيث يظهر مراسلوها في كيان الاحتلال يركضون ويرتمون على الأرض، في ما يبدو أنه نوع من التغطية لقصف حي ومباشر عليهم، ليتضح أن ما يحدث هو «تمثيل» و«تدليس» وفق الصوت الحقيقي للفيديو الذي سيُضاف صوت إليه وفق ما يشرح أحمد ويبدو واضحاً وجلياً في الفيديو. إلى جانب الخبر المزعوم عن الأطفال الأربعين «مقطوعي الرأس»، كرّر الإعلام الغربي كالببغاء شائعة تعرية «كتائب القسام» الفتاة الألمانية شاني لوك التي كانت تحضر المهرجان الموسيقي في صحراء النقب يوم انطلاق عملية «طوفان القدس»، وقد ظهرت شبه عارية وغائبة عن الوعي في الشاحنة التابعة للمقاومين. الخبر حول شاني لوك لم يكن حقيقياً، إذ خرجت والدتها في فيديو وأعلنت أنّ ابنتها حية ترقد في حالة حرجة في أحد مستشفيات غزّة.

Hollywood Isn’t The Easiest Place To Navigate – Ask These Stars!

HERBEAUTY

ادعت مراسلة قناة «آي 24 نيوز» الصهيونية أنّ المقاومة قطعت رأس أربعين طفلاً

 

شائعات وأخبار كاذبة كثيرة واظب الإعلام الغربي على نشرها مثل جريدة «لو موند» الفرنسية التي تحدثت عن أنّ المقاومة قتلت السيّاح الـ 250 الذين كانوا يحتفلون في صحراء النقب. إذ نشرت مقالاً بعنوان «كيف تحوّلت حفلة rave إلى حفلة رعب». وقررت الصحيفة أن تأخذ مصادرها كليةً من الكيان العبري من دون أن تعير أي أهمية للمصداقية المهنية، فتحدثت في المقال عن مئتي قتيل من حضور حفلة الموسيقى. وكانت «لوموند» قد نشرت مقالاً آخر حمل تقريباً العنوان نفسه، في تلميح ربما إلى أنّ الفن والموسيقى والغناء تسبّب إشكالية لـ«المسلمين المتطرفين» و«أشباه داعش» كما يريد الغرب وإعلامه تقديم «حماس» ومقاوميها. الـ«سي. أن. أن» «كبيرتهم التي علمتهم السحر»، تحدثت عن «الأبرياء المختطفين» من قبل «حماس»، مع العلم أن معظم «المعتقلين» وفق أكثر من مصدر هم «مجندون صهاينة، أو جنود نظاميون في جيش الاحتلال، وقد يكون هناك بعضٌ من عائلاتهم أخذوا معهم». لا تهتم القناة الأميركية بالحقيقة، فهي تصنعها منذ حرب الخليج في عام 1990، ومستعدة لليّ عنق الحقيقة دوماً حين يتعلّق الأمر بإسرائيل.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

«المطارنة الموارنة»: نرفض إبقاء النازحين السوريين في لبنان … خوري: المشكلة عند الأوروبي والأميركي

في الوقت الذي أكد فيه الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري على جاهزية سورية لاستقبالهم خلافاً لما يتردد وأنها اتخذت كل الخطوات الممكنة ...