آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » الخير ليس بضع وجبات!

الخير ليس بضع وجبات!

 

غانم محمد

بداية، يستحق من يفكّر بتقديم وجبات للأسر الفقيرة خلال شهر رمضان المبارك أو خارجه الشكر، فهو على الأقلّ فكّر وفق إمكانياته بما هو جميل ومطلوب، لكن أن نعمل على (تعويم) الحالة، وكأنها حالة عامة وبالتالي لم يعد هناك مكان لفقير بيننا، هذا يدخل تحت بند (التضليل).

راجعوا عناوين الأخبار، ففي كثير منها نقرأ: تقديم 100 وجبة يومياً لاهلنا في.. أو إفطار مجاني تقيمه.. أو توزيع سلل غذائية لألف محتاج… إلخ.

إن كان القصد من مثل هذه الأخبار هو إظهار المجتمع بأحلى صوره فهو ليس كذلك على الإطلاق، وإن كان واقع الحال مقتصراً على هذه (الومضات) فهذا يزيد من وجعنا، وإن كان القصد أن نقول إنه لا يوجد إلا هؤلاء الـ (ألف محتاج) فقد سقطنا في غياهب التضليل..

نعم، هناك حقّ للفقير في مال الغنيّ، ولكن لا يؤخذ هذا الحقّ على شكل (هبات وصدقات)، وإنما بموجب قوانين صارمة تكرّس الحدّ الأدنى من العدالة الاجتماعية، على عكس ما هو معمول به الآن، حيث تنصر القوانين أصحاب الأموال على حساب الفقراء، وتعمّق الهوّة بينهما.

لا نُقصر حديثنا على شهر رمضان المبارك، ولم ولن نتأثر بـ (بوستات الإيمان الفجائية)، فمفردات الواقع بين أيدينا، وهي تقول بكل وضوح وصراحة إن غياب العدل في 99% من هذه المفردات أفرز طبقة اجتماعية مقهورة، تتسوّل رائحة الشواء، أو منظر بضع غرامات من (الجبنة مثلاً) على ما يُسمى مجازاً (موائدهم)!

ببساطة مواطن (عادي جداً)، ووسط خطاب (واعظ) يعكّر هدوءنا عبر الشاشات (إن توفرت الكهرباء)، يريدون أن يصلحوا ما بيننا وبين الله، وينسوا أن يصلحوا ما بينهم وبين أقرب الناس إليهم!

العقل المشغول بـ (خواء) معدة فارغة ينتج أفكاراً أكثر جدة، مما ينتجه أولئك المتخمون طعاماً و(خطابات) هم لا يؤمنون بها..
ويبقى السؤال الأهم: ماذا فعلت الجهات الحكومية (الإنسانية) من خطوات على الأرض لدعم الإنسان الفقير في رمضان، هل يكفي أن نخرج مع (الكاميرات) لنصور عمال النظافة وشرائح أخرى من (المعترين) وهم يضطرون لـ (الابتسامة) عندما يمدّون لهم (كيساً) فيه من الدعاية والإعلان أكثر مما فيه من محتويات.. يا عيب الشوم… اللهم إني صائم!
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

متفائلون يا كاظم الغيظ..!!!

    مالك صقور   سألني من وراء المحيط وهو ينعم في إحدى ولايات أميركا عن حالنا ؟فقلت له : بغض النظر عما يتنبأ به ...