آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » الرسالتان التربوية والإعلامية لمواجهة الغزو الفكري

الرسالتان التربوية والإعلامية لمواجهة الغزو الفكري

 حسين صقر:

غالباً ما تتداخل مجالات العمل التربوي، والإعلامي الملتزم، لكونها تحمل رسالة توعوية هادفة، ويشكل الجانبان سداً منيعاً في وجه كل أنواع الغزو الفكري والثقافي الذي يرمي لخلخلة الصف الاجتماعي الواحد.
فالتربية التي تتميز بالتكوين والتفاعل المباشر بين المسؤولين عن العمليات التربوية، وبين الأجيال التي يرعونها، يوازيها الإعلام بكل وسائله لترسيخ مبادئ العمل التربوي الناجح، والذي من شأنه تنشئة جيل يعلم ماله وما عليه، وقادر على تجاوز التحديات والمغريات والصعوبات، ويعي معنى النصح والإرشاد والتوجيه، وهذا بالنتيجة يقوده بشكل آلي للعمل الناجح الذي تنعقد عليه الآمال لإنجاح الذات وبلوغ الغايات.
وهنا تلتقي الرسالتان التربوية والتعليمية، لينتج عنهما التربية الإعلامية والتي بدورها تترك أثراً ملموساً في صناعة الرأي و التغيير المنشود في الرؤى والمفاهيم والتطبيقات التربوية، و الوصول إلى تقديم الخدمات الكاملة للفرد والمجتمع، بحيث يشعر الفرد بقيمة العمل ومساهمته في بناء المجتمع، وشعور المجتمع بأهمية تقديم كل أسباب النجاح والعوامل المساعدة لهذا الفرد كي يكون عنصراً فاعلاً وليس متطفلاً.
والرسالتان المذكورتان لن تؤديا العمل المطلوب دون التركيز على المؤسستين الثقافية والفكرية لتعريف الفرد بأهمية العمل الذي تبنى به الأوطان من خلال الاعتماد على الذات وعلى الإمكانات المحلية المتوافرة، والتأكيد على شدة تأثير الرسالتين التربوية والإعلامية لما لهما دور مهم في التعريف بتلك الجوانب، لأن التربية الإعلامية يمكنها أن تساعد المربين على ضبط هذه التأثيرات وترشيدها وبلورتها في إطار يخدم الأهداف المنشودة.
ولأنه من المعروف أيضاً أن التربية بمفهومها المجرد، تشكل بحد ذاتها نشاطا أو عملية اجتماعية هادفة، وأنها تستمد مادتها من المجتمع الذي توجد فيه، إذ إنها رهينة المجتمع بكل ما فيه ومن فيه من عوامل ومؤثرات وقوى وأفراد ، وأنها تستمر مع الإنسان منذ أن يولد وحتى يموت.

r8.jpg
لذلك فقد كان من أهم وظائفها إعداد الإنسان للحياة ، والعمل على تحقيق تفاعله وتكيفه المطلوب مع مجتمعه الذي يعيش فيه فيؤثر فيه ويتأثر به.
ولأن هذا التأثر والتأثير لا يُمكن أن يحصل إلاٌ من خلال المؤسسات الاجتماعية المتنوعة التي تتولى مهمة تنظيم علاقة الإنسان بغيره، تعمل تلك المؤسستان على تحقيق انسجامه المطلوب مع ما يحيط به من كائنات ومكونات، فإن العمليتين التربوية والتعليمية مستمرتان مع الإنسان إلى مالانهاية.
فالمؤسسات الأهلية و الاجتماعية على اختلاف أنواعها تتولى مهمة تربية الفرد، وتعليمه قيمة العمل والنجاح، وكذلك التكيف مع مجتمعه، وتنمية وعيه الإيجابي، وإعداده للحياة.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية والفكرية والدينية لا تكون على نمط واحد، أو كيفية واحدة طول حياة الإنسان، إذ إنها متعددة الأشكال، مختلفة الأنماط، وتختلف باختلاف مراحل عمر هذا الإنسان، وظروف مجتمعه، وبيئته المكانية والزمنية والمعيشية، وما فيها من عوامل وقوى. كما تختلف باختلاف نوعية النشاط التربوي الذي تتم ممارسته فيها.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

«السمنة».. بين العادات غير الصحية والعوامل الوراثية

تعد السمنة إحدى أكبر مشكلات العصر الصحية، وأكثر مشكلات التغذية شيوعاً، ما جعلها الشغل الشاغل للأطباء، كونها ذات علاقة بكثير من الأمراض كارتفاع ضغط الدم ...