آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » ايهما تختار الجزائر.. غزل روسيا ام حب امريكا الجديد

ايهما تختار الجزائر.. غزل روسيا ام حب امريكا الجديد

رشيد بورقبة

ظهر لافروف رئيس الدبلوماسية الروسية في احد التلفزيونات الروسية حديثا و هو يغازل الجزائر غزلا فيه الكثير من كلمات الود و الحب  و الامتنان لمواقف الجزائر و كل ما يرتبط بتاريخ علاقات روسيا و الجزائر الذي لا يمكن لأي كان ان يتعرض له بأذى كما قال   في اشارة واضحة الى دعوة مجموعة من اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي  و عددهم حسب قوله سبعة وعشرون الذين طالبوا في الايام القليلة الماضية بتسليط عقوبات على الجزائر عقابا لها على موفقها الداعم لروسيا مستذكرا مواقف الجزائريين التي لا تقبل المساومة.

 و هذا معروف كرر لافروف و هو يعدد صفات الشعب الجزائري الذي خاض حربا ضروسا من اجل نيل استقلاله قائلا في هذا الشأن بأنه لا يمكن ان ينحاز الجزائريون مهما كانت الظروف الى الجانب الذي يخوض حربا ضد اصدقائهم التاريخين مستذكرا بالمناسبة دعم الروس للجزائر في حربها ضد الفرنسيين و هو يغازل المسئولين الجزائريين بمواقف الاتحاد السوفياتي غير ناسيا ان يستحضر ذكريات تاريخية هامة من سجل  العلاقات المتينة  التي تربط كل من الروس و الجزائريين حينما راح يسترسل في الحديث عن الايام الاولى لاستقلال الجزائر بل ما لفت فعلا  انتباهي في هذه النقطة بالذات قوة الذاكرة لدى لافروف الذي لم يغب عنه ما حدث في اللحظات الاولى عند وقف اطلاق النار بين فرنسا و الجزائر في شهر مارس سنة 1962  مؤكدا ان القادة الروس كانوا اول من اعترف باستقلال الجزائر بل جاء على ذكر التفاصيل الدقيقة التي ميزت الثلاثة اشهر التي فصلت بين الاعلان عن وقف اطلاق النار و اجراء الاستفتاء العام في شهر يوليو من عام 1962  .

المحصلة في كل هذا ان وزير الخارجية الروسي خرج للعلن هذه المرة ليقول للجميع و بشكل خاص للأمريكيين ان الجزائر حليف لروسيا في افريقيا بل اغدق على المسئولين الجزائريين بمديح لم يقال  إلا ايام الحرب الباردة حينما كان كبار القادة الجزائريين بداء من الرئيس الراحل احمد بن بلة الذي كان دوما يفاخر بصدقات قادة الاتحاد السوفياتي  و نفس العلاقات ظلت قائمة في عهد الرئيس بومدين هذا الاخير زاد في تطويرها اكثر من سابقه في حرب اكتوبر بين العرب و اسرائيل و هذه ايضا قصة لا تقل اثارة عن ما يثار في الوقت الحالي .

المهم لافروف رد بحواره مع القناة الروسية التي استضافته يوم اول امس للحديث عن الحرب الدائرة رحاها بين روسيا اوكرانيا  على اصحاب دعوة معاقبة الجزائر التي تقف حسبهم مع العدو معددا خصال اصدقاء الروس و الجزائر حسبه ليست اي صديق بل صديق نثق فيه قال رئيس الدبلوماسية الروسية كثيرا ونعتبره من اوفى الاصدقاء لأنه ببساطة يمثل لنا سندا قويا كما كنا له نحن سندا قويا ايام حرب الخمسينات ضد المستعمر الفرنسي لذلك نجد ان اعضاء الكونغرس الامريكي ارتكبوا خطئا جسميا حينما اعتقدوا ان الشعب الجزائري سوف ينحاز او يتزعزع موقفه استسلاما لدعوتهم ..

هذا المديح و عبارات الاطراء الفاتنة كانت تكون عادية كونها تصدر من حليف و صديق تاريخي ولو انها صدرت في توقيت بعيد قليلا عن التفاعلات التي تعرفها الاحداث في الاونة الاخيرة في ظل دعوات الاغراء التي تتلقاها الجزائر من اكثر من طرف وكلهم يطلبون ود الجزائر و الاكثر غرابة في كل ذلك ان يظهر في الافق و بكبرياء الاغراء الاكثر اثارة و الامر هنا يتعلق بالحب  الامريكي الجديد الذي ظل عصيا على قلوب الامريكيين لأسباب تاريخية مفهومة من الناحية الواقعية .

فأي طرف يغري الجزائر و ايهما احق بالاحترام و الاجابة غزل روسيا المتجدد ام حب الولايات المتحدة الجديد علما ان مقولة انما الحب للحبيب الاول قد لا تستطيع الايام و المصالح المتغيرة ان تمحيها من ذاكرة الجزائريين بسهولة لذلك المصالح التي تبحث عنها الجزائر لا تختلف عن مصلحة روسيا التي تبقى رغم كل ما حدث و يحدث من بين المصالح الجزائرية الاستراتيجية الكبرى رغم ما يحمله الاغراء الامريكي اليوم الى الجزائر في ظل الحرب العالمية الاقتصادية و الاعلامية التي تستهدف كل شئ اليوم.

اعلامي جزائري

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الثورة الطلابية الثانية…..(الجزء الاول)…..

  باسل الخطيب المظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية ليست حدثاً عادياً البتة…. هذه المظاهرات سببها الاحتجاج على السياسة الأمريكية الداعمة للعدوان الصهيوني على غزة، و ...