آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » خطط «الترانسفير» الجديد: إسرائيل تستميل شركاءها الأفارقة

خطط «الترانسفير» الجديد: إسرائيل تستميل شركاءها الأفارقة

محمد عبد الكريم أحمد

 

أثارت تقارير تناقلتها وسائل إعلام عبرية، حول محادثات أجرتها إسرائيل مع «الكونغو الديموقراطية ودول أخرى» في شأن إمكانية استيعاب مهاجرين فلسطينيين من قطاع غزة، جدلاً واسعاً، في ضوء عجز دولة الاحتلال، مع دخول الحرب شهرها الرابع، عن تحقيق انتصار حاسم. وفيما نفى مسؤولون إسرائيليون تلك التقارير، مؤكدين أن المسألة تتعلّق «برغبة جانب من سكان غزة في الهجرة طواعية» إلى خارج القطاع، انضمّت تشاد ورواندا إلى الكونغو الديموقراطية في رفض الادّعاءات بوجود محادثات مع إسرائیل في هذا الخصوص.

إسرائيل والتهجير في أفريقيا: وصلة توني بلير

من بين تلك التقارير، واحد لـ«زمان إسرائيل»، جاء بعد أيام قليلة من إعلان وسائل إعلام عبرية اختيار رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، لتولّي مسألة تهجير الفلسطينيين «بعد انتهاء الحرب في غزة»، علماً أنّ الترتيب الزمني لهذه التقارير يؤشّر إلى وجود اقتراحات تمّت مناقشتها بالفعل. ويضاف إلى ما تقدّم، أن المملكة المتحدة، التي أرسلت قوات عسكرية إلى الشرق الأوسط لدعم إسرائيل في حربها، تُطوّر منذ أشهر خطّة لإعادة توجيه طالبي اللجوء لديها إلى رواندا، رغم قرار «المحكمة العليا» البريطانية بعدم قانونية خطّة (تشرين الثاني 2023) حكومة ريشي سوناك في هذا الخصوص. كما أن لندن وقّعت، في الخامس من كانون الأول الماضي، «معاهدة هجرة» جديدة مع فرنك رواندي تتضمّن تمويل الحكومة مجمل عملية إعادة التوجيه، بما فيها نفقات اللاجئين الذين سيعاد تسكينهم في الدولة الواقعة في شرق أفريقيا لمدّة تصل إلى خمس سنوات. ورغم نفي بلير صلته بأيّ عملية تهجير، سلّطت الصحافة البريطانية الضوء على أدوار رئيس الوزراء الأسبق، قبل 20 عاماً، في مواجهة موجات اللاجئين إلى بلاده، عبر اقتراحه خطّة لإرسالهم إلى معسكرات في جزيرة مُل الإسكتلندية، أو نقلهم إلى «ملاذات آمنة» في دول ثالثة، مِن مِثل تركيا وجنوب أفريقيا وكينيا («غارديان» – 29 كانون الأول)، وهي خطّة تشبه حدّ التطابق خطّة رواندا الحالية، وكذلك الخطط الصهيونية المطروحة على الطاولة بالنسبة إلى غزة.

اختارت إسرائيل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، لتولّي مسألة تهجير الفلسطينيين

 

وبالنظر إلى خريطة الدول التي يُتوقّع توجّه إسرائيل إليها لطلب استقبال أعداد من الفلسطينيين، والتي تأتي في مقدّمتها الكونغو ورواندا، فإن تمويل مثل هذه الخطط، ربما تأمل دولة الاحتلال أن يأتي من شركائها الخليجيين في الشرق الأوسط وفي أفريقيا على السواء، ولا سيّما أن بلير نفسه يؤدي بالفعل، ومنذ سنوات، خدمات لمصلحة الإمارات (من بوابة «معهد توني بلير للتغيير العالمي» الذي يحظى بتمويل أساسي من الإمارات والبحرين)، التي تضخّ حالياً – وفي السياق نفسه – استثمارات ضخمة وغير مسبوقة في دولتَي الكونغو (آخرها استثمارات بقيمة مليارَي دولار في قطاع المناجم) ورواندا.

 

 

الكونغو والصديق الإسرائيلي

ربّما يرجع بروز اسم الكونغو في مثل هذه الخطط، إلى العلاقات الكونغولية – الإسرائيلية المتينة (في ظلّ الارتباط المعروف بين الجانبين منذ عهد نظام الرئيس الأسبق، موبوتو سيسي سيكو، وثيق الصلة بوكالة الاستخبارات الأميركية ونظيرتها الإسرائيلية، والذي وصف الكيان بأنه «صديق دائم»)، والتي وصلت ذروتها في أيلول الماضي بإعلان الرئيس الكونغولي، فليكس تشيسيكيدي – الذي نال مدة رئاسة ثانية ستنتهي بحلول عام 2029 – عزم بلاده نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وإعلان نتنياهو في الوقت نفسه نيّته إعادة فتح السفارة الإسرائيلية في كينشاسا بعد إغلاق استمرّ لعقدين تقريباً، على خلفية الأزمات المتلاحقة في الكونغو. والجدير ذكره، هنا، أن كينشاسا برزت في مرحلة ما بعد 7 أكتوبر بين مجموعة من العواصم الأفريقية الداعمة صراحة للموقف الصهيوني في الحرب.

 

إسرائيل والخيار شمشون

استدعت تصريحات الوزيرَين الإسرائيليَين، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، تعليقاً من وزارة الخارجية الأميركية (2 الجاري)، التي رفضت ما أدلى به الوزيران في خصوص «إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة»، معتبرةً إيّاها «استفزازية وغير مسؤولة»، لافتةً، في بيان، إلى أن واشنطن ترى غزة «أرضاً فلسطينية وستظلّ أرضاً فلسطينية»، حيث لن تكون لحركة «حماس» سيطرة عليها مستقبلاً. كذلك، بادرت فرنسا وألمانيا وعدد من الدول الغربية إلى إدانة مثل هذه الخطط «اليمينية»، في الوقت الذي تحدثت فيه منافذ إعلامية إسرائيلية (i24) عن شمول الخطّة «مئات الآلاف من سكان غزة». غير أنّ هذه الإدانة لم تكن مصحوبة بضغوط حقيقية على حكومة بنيامين نتنياهو للتبرّؤ من تلك الخطط، التي يظلّ العامل الرئيسي دون دخولها حيّز التنفيذ صمود الغزيين في أرضهم، رغم ما يرتكَب بحقهم من جرائم، وما يمارَس عليهم من حصار.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الخارجية الروسية: الاعتداء على جسر القرم سيقابل برد روسي ساحق

حذرت وزارة الخارجية الروسية واشنطن ولندن وبروكسل من الاعتداء على جسر القرم، مؤكدة أن أي عدوان محكوم عليه بالفشل وسينتج عنه رد ساحق من قبل موسكو. ...