آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » رغد صدام حسين وقتل الحكاية .. خيانة الأب .. أم الوقوع في الكمين؟؟

رغد صدام حسين وقتل الحكاية .. خيانة الأب .. أم الوقوع في الكمين؟؟

*كتب :نارام سرجون

يأتي الابناء أحيانا ويخربون كل مايبنيه الأباء .. ولكن ليس الذهب والأموال ما يضيعه الابناء .. بل ماهو أغلى من الذهب .. انهم يقتلون الاساطير والحكايات المكتوبة بدم اللحظات .. ودم التاريخ لحظة بلحظة .. ان قتل الحكايات أمر لايقدر عليه الا الأبناء الذين كانوا في الحكايات أبطالا ثانويين فيها ..
منذ ايام وأنا أحس ان حكاية صدام حسين أنهتها ابنته رغد التي قبلت ان تظهر على محطة العربية وفي ضيافة الاعلام السعودي الذي أكل لحم أبيها حيا وميتا .. وكان هو الاعلام الذي حرض على غزو العراق .. ومن أرض الخليج والسعودية كانت الطائرات الاميريكة تتذخر بآلاف القنابل وتنطلق وتقصف وتبيد وتقتل بكل شهية ..
هل تجهل رغد أنه من السعودية صنعت داعش حيث اندفعت جيوش الوهابية لتستولي على جيش ابيها الذي تم تسريحه عمدا ليسقط في فخ الحرمان ويتوجه مرغما الى المال السعودي ويتحول الى جيش داعشي .. قتل نصف العراقيين حرقا وتفجيرا وانتحارا ..
حكاية صدام حسين بدأت ليس عندما تسلم الحكم في العراق .. بل عندما وقف امام حبل المشنقة غير هياب ولاوجل وصاح فلتسقط الصهيونية .. وعاشت فلسطين ..

هناك أمام حبل المشنقة كانت الوصية للعراقيين .. وماقبل هذه اللحظة سيرة عادية وصفحة سياسية عادية للعراقيين .. ولكن من هذه اللحظة بدأت أسطورة صدام حسين الذي لم يقبل بالمساومة على كرامة العراق وحقوق العراق بان يبيع الاستقلال ويقبل بالعروض الامريكية بأن يقبل باعلان استسلام العراق وانهاء المقاومة العراقية والقبول بالشروط الامريكية للسلام مع اسرائيل ..
جاءت ابنته رغد بذريعة حماية اسم صدام حسين واستعادته وهدمت الحكاية عندما قبلت ان تعرص حكايتها على محطة سعودية .. البلد الذي تآمر على العراق وسورية ومصر وايران وفلسطين وليبيا

انها تبييض لصفحة السعودية .. وهي اعلان عن انضمام العراق السني الى الجهود السعودية ضد ايران .. لأن رغد رأت ان العراق مستباح من ايران .. وكذلك كل دول المنطقة حتى اليمن .. ولكنها لم تذكر اميريكا التي تستبيح العراق بكلمة واحدة .. وفيها قواعد ضخمة وأشهرها قاعدة عين الاسد التي كانت قاعدة بناها العراقيون ووسعوها أيام صدام حسين .. ولم تذكر رغد اكبر سفارة اميريكة في العالم في بغداد على انها استباحة للعراق وهي ايضا قاعدة عسكرية خفية .. ولم تذكر ان الطيران الامريكي لايسمح للطيران العراقي ان يحلق الا باذنه .. وأن مطارات العراق كلها تدار من شركات امنية بريطانية وامريكية واسرائيلية .. ولم تر رغد كيف ان اسرائيل تستقر وتسبيح كل كردستان العراق .. ولم تر ان الطيران الاميريكي قتل مواطنا عراقيا هو (ابو مهدي المهندس) وضيفه الايراني قاسم سليماني) في العراق .. وان الحشد الشعبي العراقي يقصف يوميا .. فقط رأت رغد ان ايران تستبيح العراق والمنطقة .. وهي دعوة لاخراجها من العراق كما تطلب اميريكا .. التي ستبقى ..

وباقي اللقاء ثرثرة نعرفها والمقصود باللقاء هو اعادة التحام العراقيين “الجدد” بالاخوة العربية السعودية والخليجية واستعادة القادسية واعلان جبهة عربية موحدة .. ضد ايران ومحورها ..

السؤال الذي يطرح نفسه لماذا سمح باخراج هذا اللقاء الآن؟؟ وهل رغد مرغمة عليه وعلى هذه التصريحات أم انها وقعت في كمين محكم التوقيت؟؟ هل هي مختطفة مثلما كان سعد الحريري مختطفا ومرغما على اطلاق تصريحات عدوانية؟؟ هل هي تتعرض للضغوط والابتزاز ؟؟ ولماذا يسمح لها بالبقاء في الاردن وهو محشو بالمخابرات الامريكية والاسرائيلية الا لغاية في نفس يعقوب؟ هل ذلك لقاء ثمن ام من أجل دور قادم لها؟ بل لماذا كل القيادة العراقية ورموزها التي لم تعدم سمح لها بالاقامة فقط في دول الخليج المحتل او دول تتبع لاميريكا مثل الاردن؟؟ .. لم يسمح لأي شخصية عراقية ان تقيم في سورية.. فهل هذا من قبيل الصدفة؟؟ ولماذا هذا الفصل بين طاقات وسياسيي سورية والعراق يذكرنا بمطلب كولن باول من الرئيس الأسد بعد سقوط بغداد بعدم استقبال العلماء واساتذة الجامعات العراقيين كي تتمكن المخابرات الاسرائيلية والامريكية من تصفيتهم وقتل مئات الأساتذة الجامعيين والطيارين العراقيين الذين اتهمت ايران بقتلهم ؟؟

رغد صدام حسين .. ربما كنت تحاولين انقاذ نفسك او انصاف صدام حسين .. ولكنك قتلت الحكاية التي كنا نحكيها .. وعلقت تمثال صدام حسين متسولا على بوابة سعودية .. وأعلنت استسلام الرجل الذي لم يستسلم أبدا في الحكاية ..
واأسفاه .. على الحكايات التي يبنيها الآباء ويقتلها الأبناء ..

(سيرياهوم نيوز-المدونة الشخصية لنارام سرجون٢٠-٢-٢٠٢١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

200 يوم على العدوان الإسرائيلي… غزة مدمرة

200 يوم من حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة لم يترك الاحتلال الإسرائيلي خلالها أسلوباً من أساليب القتل والتدمير والتهجير إلا ومارسه بحق 2.4 مليون ...