مهند سليمان
صناعة تطعيم الخشب بالصدف حرفة تحتاج الكثير من الصبر والدقة والهواية في المقام الأول إلى جانب الخبرة الطويلة لتعلم أسرارها والوصول إلى منتج يحمل إبداعات الحرفي من خلال الزخارف الدقيقة والكتابات المخطوطة يروي من خلالها قصة أراد إظهارها بطريقة فنية جاذبة.
حسين راز الذي بدأ العمل في الحرفة منذ نحو 12 سنة قال من ورشته الصغيرة لـ سانا: “هناك العديد من النماذج التي يتم تصنيعها يدويا إما مبتكرة من خيال الحرفي نفسه أو مستندة إلى التراث القديم والتصميم التي كانت ايام الدولة العباسية وبعدها الأيوبية وغيرها”.
ويشير راز إلى اختلاف الاخشاب المستخدمة في الحفر من حيث استخدامها أو قابليتها للالتواء فمنها ما هو مقاوم للرطوبة ومنها ما يتميز بمرونته أو سمرته أو قابليته للصقل وأكثر أنواع الخشب المستخدم في هذه الحرفة هو الجوز أو خشب الزان.
ويقول: “بعد اختيار الخشب المناسب تبدأ مرحلة الرسم على أوراق الزبدة التي تطبع وتلصق على الخشب ومن ثم تأتي مرحلة الحفر اليدوي وتنزيل الصدف الذي يجلخ ليتناسب مع النقش المرسوم ويكون مصنوعا في العادة من عظام الجمال أو الصدف البحري أما المرحلة النهائية فهي عبارة عن حف الخشب المطعم ليصبح ناعما وتلميعه عن طريق المسح بزيت البرداغ ليبقى على لونه الطبيعي”.
وعن المنتجات التي يقوم بتصنيعها أوضح أنها عبارة عن الحقائب الخشبية المطعمة بالصدف والتي تلقى طلباً داخل سورية وخارجها إضافة إلى الصواني مشيرا إلى أنه يقوم بالترويج لمنتجاته عن طريق المعارض والبازارات ووسائل التواصل الاجتماعي وأكد أن هناك العديد من الحرفيين الذين خرجوا من سورية نتيجة الحرب وتخريب منشآتهم على أيدي المجموعات الإرهابية وهم من المحبين لمهنتهم بشكل كبير ويتطلعون للعودة وإعادة العمل بها كما كانت قبل الحرب.
وحول الصعوبات قال إنها تلك التي تواجه كل الحرفيين وتتمثل في تأمين المواد الأولية للعمل إذ يتم الاعتماد حاليا على الخشب القديم الذي يعاد تصنيعه والاستفادة منه نتيجة صعوبة الاستيراد ليتسنى للحرفي تصدير الإنتاج المطلوب بشكل كبير من قبل العديد من البلدان الراغبة بهذه المنتجات.
وأعرب راز عن استعداده لتعليم الحرفة لكل من يجد في نفسه الموهبة والرغبة مبيناً أن الأفضل أن يكون تعلم الحرفة منذ الصغر لأنها من الحرف التي تحتاج إلى صبر وتحمل ونفس طويل لتعطي القطعة حقها في كل مرحلة من مراحل العمل ويجب أن يمتلك المتعلم ذوقاً فنياً رفيعاً واهتماماً بالرسم لأن أساس الحرفة يعتمد على الفن والرسم لإعداد لوحة فنية متكاملة.
ويعبر راز عن ثقته بأن هذه الحرفة عصية على الاندثار لأنها تمتلك إلى جانب قيمتها التراثية التي أصبحت جزءا من حياة الدمشقيين قيمة اقتصادية عالية تفرض نفسها على الأسواق لافتا إلى أنه يرغب بإيصال منتجاته إلى كل أنحاء العالم لأنها تعبر عن إحساسه وثقافة بلاده.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا