آخر الأخبار
الرئيسية » شخصية الأسبوع » شهيدة البعث حميدة الطاهر

شهيدة البعث حميدة الطاهر

 “ما جئتك شاعرة على منبر فوق كل مديحة أنت , وإنما تحدي التحدي من شبيبتك الظافرة , من رجال زرعت فيهم البطولة والإباء فمن أجدر منا بمحبتك وأنت السيف الدمشقي الأصيل , رغبت يا أبي ألا يمر عيد الشبيبة هذا العام مثل كل عام , وكانت رغبتي جامحة أن أكون شعلة هذا العيد على أرض الجنوب الطاهر , قنبلة تزهر غضباً وغلاً في  مآقي الغزاة” .
بهذه الكلمات توجهت ابنة الفرات لقائدها حافظ الأسد قبل استشهادها برسالتها التي وقعتها بالدم  تقطع فيها العهد بأن تكون أمل الأمة ومعقل الرجاء حتى تحرير أخر شبر من ترابنا الغالي .
ولدت الشهيدة حميدة مصطفى الطاهر عام 1968 في مدينة الرقة السورية , عرفت بعشقها للعمل والتفاني في خدمة المجتمع , تميل إلى كتابة الشعر وحب المطالعة ,رائدة على المستوى الشبيبي في مختلف المواد العلمية والثقافية , شاركت في العديد من  الندوات والمناظرات .
انتسبت إلى صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1983 ,آمنت بالوحدة العربية , وحقوق الشعب الفلسطيني , واسترجاع الأراضي المغتصبة .
في منتصف آب من العام 1985 غادرت حميدة مدينة الرقة إلى دمشق للمشاركة في أحد الأنشطة الشبيبية لكنها لم تعد ,وقلق والداها عليها كثيراً وبدأا بالبحث عنها في كل مكان من سورية إلى أن وصلا إلى لبنان دون جدوى , فقد صممت على تنفيذ مخططها الذي أرادت رسم معالمه بقوة وإرادة لاتتوفر إلا عند الأقوياء .”
في 10/10/1985 تلقت والدتها رسالتها الأولى من خلال إحدى رفيقاتها تقول فيها :
“سامحوني لأني خرجت دون أن أقول لكم عن الحقيقة العظيمة التي أخفيتها وسافرت لأجلها والتي ستتحقق سعادتي بها ..وما دمتم تريدون سعادتي فلا تحزنوا علي بل احتفلوا بالعرس الذي سيحتفل به كل الناس ….أمي الحبيبة أريدك أن تعرفي أنني سأصلي آخر ركعتين قبل الانفجار بثوان, وروح ابنتك ذهبت إلى جوار ربها طاهرة كما عهدتها .
رغبت أن أكتب رسالتي بدمي , ولكن أرفض أن أموت بغرفتي , أريد أن أتفجر وسط أعدائي وأعداء الله , وهذه أمنيتي الوحيدة ولا شيء أتحسر عليه سوى أنني هل سأعرف ما فعلت بهم أم لا …”
وقبل تنفيذ العملية بيوم جاءها الضابط المشرف على العملية ليخبرها بموعد التنفيذ , وأخبرها بأنها تستطيع التراجع عن قرارها وسألها إن كانت مصممة على التنفيذ فطلبت منه التوجه إلى الرقة قائلة هذه رغبتي ويقول الضابط :”كنت أعتقد أنها عزفت عن رغبتها في تنفيذ العملية , وتوجهت برفقتها إلى الرقة وكان الوقت عند المغيب , وعند الساعة الواحدة ليلاًوصلنا جسر الرقة الجديد فطلبت مني التوقف , فترجلت من السيارة ووقفت عند حاجز الجسر لدقائق تعبّ من نسائم الفرات وتستمع إلى خرير مائه , فطلبت مني الدخول إلى المدينة وأشارت لي المرور بهذا الشارع وذاك إلى أن أوقفتني أمام أحد المنازل وقالت هذا منزلنا فاعتقدت أنها ستنزل بأي لحظة لكنها فاجأتني قائلة : ” توجه إلى دمشق ”، وعدنا بسرعة نشق الطريق باتجاه لا عودة فيه لحميدة .
وفي ظهر يوم 26 / تشرين الثاني /1985 توضأت حميدة ثم صلت ركعتين وأرادت ركوب سيارتها، وكانت تتمنى أن تكون سيارتها بيضاء ولباسها أبيض كما قالت في رسالتها : ” تمنيت أن تكون سيارتي بيضاء , ليكون كفني أبيض , ولأنني عروس سوف ألبس إذا سمحوا لي لباساً أبيض” .
لكن ظروف العملية جعلت من سيارتها زرقاء ولباسها لباساً عسكرياً , فقد استقلت سيارة أحد ضباط جيش العدو الذي أسرته القوات السورية , وتنكرت بمثل زيّه , لكي تستطيع تجاوز الحدود المنصوبة في طريقها الوعر , والوصول إلى غايتها المنشودة وتنفيذ عمليتها الاستشهادية على أكمل وجه .
فقد انطلقت بسيارتها المفخخة بما يزيد عن /280/ كغ من  مادة (T N  T  )  شديدة الانفجار إلى منطقة جزين في الجنوب اللبناني وفجرت نفسها في موقع عسكري مشترك للعدو الصهيوني وجيش أنطون لحد موقعة أكثر من /50 / قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوفهم , وأزهرت حميدة غلاً وغضباً في مآقي الغزاة .
(سيرياهوم نيوز-حزب البعث29-11-2020 )
x

‎قد يُعجبك أيضاً

الأديب الألماني غوته

  ولد يوهان فولفغانغ غوته عام 1749 في فرانكفورت ، ترعرع في كنف والده الغني الذي وفر له تعليماً مدرسياً خاصاً ، كما لعب اهتمام ...