آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » عيدُ الأم: مهداةٌ لأمي… ولكلِّ الأمهاتِ… ولكلِّ من يقدّسُ الأم…

عيدُ الأم: مهداةٌ لأمي… ولكلِّ الأمهاتِ… ولكلِّ من يقدّسُ الأم…

 

كتب د. المختار

جئتُ لأصفَ الأمَّ بأبلغِ العباراتِ، علّني أوفيها بعضَ حقِّها، فاكتشفتُ ضعفي إذ وجدتُ أنَّ اللهَ قد خصَّها بأجملِ الآياتِ وأبلغِها وهي آيةُ الخلق…

لقد خصَّ الأمَّ بنعمةِ الخلقِ وجعلَها مبعثَ الحياةِ، وسرَّ استمرارِ الكونِ وعمارتِه، فطوبى لكِ، وطوبى لنعمةِ الخلقِ والبعثِ والأمومةِ فيكِ…

بعيدِها تتوهُ مني المعاني… وتَحارُ الحروفُ… وتتبعثرُ عندي الكلماتُ كلما أتيتُ لأكتبَ…

فهل أكتبُ لها…؟
أم أكتبُ عنها…؟

فذكرُ الأمِّ حاضرٌ في الوجدانِ…
حضوراً غيرَ خاضعٍ لطارئ الزمانِ ولا المكانِ…

فهل أكتبُ أنَّ أمي كالشمسِ التي أضاءَت الكونَ من حولي لأتلمسَ دربي في الحياة…

أم أكتبُ أنَّ أمي تقرظُ من الشعرِ أعذبه، مع أنّها لا تعرفُ الكتابةَ….
تعطي من الفلسفةِ أعمقها، مع أنّها لم تتعرف على نظرياتِها… تعطي من الحبِّ أصدقَه، حتى ارتبطَ بها كلُّ عميقٍ متأصل…

ترافعُ عني كمحامِ دفاعٍ ماهرٍ، وتسهرُ على مرضِي الليالي كطبيبٍ تعمّقَ في كلِّ الاختصاصاتِ…؟

لا أدري متى أدّت أمي قسمَ المحامي، وقسمَ الطبيبِ لتدافعَ وتحنوا بكلِّ هذه الوجدانيةِ…

فكيف لي تقديرُ حبِّ الأمِّ الأبدي وغيرِ المشروطِ، وهي الملاذُ الأولُ حين يُفتقَدُ الحنانُ والراحةُ والأمان…
سامحيني أيتها الأمُّ إذ أتيتُ لأحدّثَك عن العطاءِ، وقد غَفِلتُ أنّكِ المخلوقُ الوحيدُ الذي يعطي بلا حدودٍ، وبلا مقابل…

أتيتُ لأحدثَك عن العطاءِ، فوجدتُك أنتِ التي تُعطي بعد اللهِ المعطي. غريبٌ هذا المخلوقُ، “الأمُّ” خُلقَ ليُعطي…!!
الناسُ تستمتعُ حين تأخذُ والأمُّ متعتُها حين تعطي…
تضحكُ وهي تعطي… تبكي وهي تعطي…
تتعبُ حتى تعطي…
وتعطي حتى تتعبُ…
وتظلُّ تعطي…!!
ألم أقل لكم غريبٌ هذا المخلوقُ، إنّه خُلقَ ليعطي…

كيف لكَ أن تقدّمَ لها الراحةَ وهي ينبوعُ الراحةِ، وحضنُها أكثرُ الأماكنِ راحةً، ومهما كبرنا نبقى صغاراً أمامَها، ونبقى صغاراً بنظرِها…

أيُّ العطورِ تُهدي إليها ورائحتُها هي عطرُك الأجملُ، ولو وضعوك بين آلافِ السيداتِ مُغشى العينين لاهتديت إلى رائحةِ أمِّكَ، فرائحتُها علامةٌ مسجلةٌ، وأقربُها إلى قلبِك.

أيتها الأمُ الفاضلةُ، أنتِ من الكمالِ أكملُه، ومن الجمالِ أجملُه، وأنتِ القيمةُ الأقدسُ، وبكِ ارتبطت كلُّ القيمِ الأصيلةِ، احترامُكِ مقياسُ الرجولةِ، وبرُّكِ مقياسُ الصدقِ والفلاحِ والتقى، هكذا أنتِ بنظري، وأما بنظرِهم فلا أبالي…

أمي بماذا أدعو لكِ، وأنا الذي بدعائِك تستقيمُ حالي، وتشتدُ أوصالي، فأتسلحُ بدعائِك ولا أبالي…

أيتها الأمُّ: أعلنُ استسلامي، وقلةَ حيلتي، وعجزَ كلماتي أن أوفيَ بعضَ خصالِك، والله أعلمُ بحالي…

لكنني بعدما عجزتُ تذكرتُ ما كنتِ تقولين:
ياولدي “كن مع اللهِ ولا تبالي”. فسُرَّ خاطري وحُطّت رحالي وقلت:
إذاً على اللهِ اتكالي.

الرحمةُ لروحِ أمي، ولجميعِ #الأمهاتِ.
تحيةً لجميعِ #أمهاتِ الشهداء.
تحيةً لكلِّ #أمهاتِ العالم.
تحيةَّ لكلِّ سيدةٍ هي بمقام الأم.

(سيرياهوم نيوز ٣-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيف اجعل زوجي يترك مراسلة البنات..؟؟؟

        1 الخيانة الزوجية أمر مؤلم، ولكن طالما تتمسكين بهذا الزوج فعليك التحلي بالعقل، فحاولي ألا تواجهيه بقسوة أو انفعال، بل تحدثي ...