الرئيسية » مجتمع » عيد تحت الأنقاض.. من قصص الزلزال في اللاذقية في عيد الأم

عيد تحت الأنقاض.. من قصص الزلزال في اللاذقية في عيد الأم

عبير سمير محمود

 

«يوم مأساوي ليس كباقي الأيام»، بهذه العبارة اختصرت أمهات متضررات من الزلزال في اللاذقية توصيف مناسبة 21 آذار لهذا العام، متناسيات مفهوم الأمومة أمام الكارثة الأليمة التي حرمت بعضهن من سماع كلمة «أمي» بعد فقدانهن لأولادهن يوم السادس من شباط الماضي.

 

السيدة رنيم رنو من سكان الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية تحدثت لـ«الوطن»، عن اليوم الكارثي الذي أفقدها أولادها الثلاثة وزوجها برمشة عين، لتنجو وحدها بعد ساعات طويلة قضتها تحت الأنقاض في بناء «الرنو» في الحي الشعبي بالرمل الفلسطيني.

 

وقالت السيدة رنيم: إنها خسرت معنى الأمومة مع خسارتها لفلذات كبدها (سليم 21 عاماً، نغم 18 عاماً، يزن 14 عاماً) في يوم الزلزال مع انهيار المبنى كاملاً يوم 6 شباط المنصرم، لتفقد معه كلمة «أم» إلى الأبد وفق قولها.

 

وقالت: لا خسارات كبيرة بعد خسارة أولادي وزوجي، فالمناسبات باتت لا قيمة لها ويوم الأم أحد أصعب الأيام الذي سيمر علي في حياتي مع فقداني لمن جعلوني أماً وتركوني ورحلوا، لأبقى وحيدة لا أطفال ولا أولاد ولا زوج لي بعد هذه الكارثة الأليمة.

 

وأضافت أم سليم: إنها تعتبر عيد الأم يوماً مأساوياً من بعد عام 2023، قائلة: إن المنزل تهدم بنا وخسرنا البيت والسيارة لأصحو وأجد نفسي وحيدة لا أولاد ولا زوج ولا أحد من عائلتي، فأي عيد سيكون لي هذا اليوم (عيد الأم) لا مناسبات بعد الآن في حياتي.

 

واستذكرت السيدة آخر هدية قدمها لها أولادها في عيد الأم الماضي 21 آذار 2022، لتقول وهي تبكي بحرقة: كانوا يتفقون فيما بينهم لشراء هدية لي يستطلعون ما ينقصني في المنزل ويذهبون إلى السوق ويتبضعون هدايا جميلة لي آخرها أداة كهربائية «خلاط يلندر» وقطعة أثاث «صمدية» للزينة منقوش عليها اسمي (رنيم) وضعتها قرب الشاشة على الحائط لتكون أمامي، إلا أن جميع هذه الهدايا باتت تحت الركام كما منزلنا مع كامل البناء الذي تهدم ليلة الزلزال الكارثية.

 

وأشارت إلى أنها تعيش اليوم مع عائلة زوجها في حي بستان الصيداوي من دون أي ذكريات ملموسة من أولادها بعد خسارتها كل شيء، لتبقى الذكريات في القلب تحرقها يوماً بعد آخر بعد رحيلهم عنها في ذلك اليوم المشؤوم، لتعجز عن التفكير في يوم الأم بما كان أولادها يحضرونه لها وتتخيلهم كأنهم إلى جانبها!.

 

من جهتها، تقول السيدة المتضررة من قرية اسطامو، نادين بلال لـ«الوطن»: إنها لم تعد تشعر بأهمية أي مناسبة بعد كارثة الزلزال، فالأهم حسب وجهة نظرها أن تبقى عائلتها بخير دون أن تتمنى منهم أي هدية أو ما شابه.

 

وأضافت السيدة التي خسرت منزلها كاملاً في قرية سطامو ليلة السادس من شباط 2023: إنها اضطرت وعائلتها بعد أن حدث الزلزال فجر 6 شباط إلى الخروج مسرعين من البناء الواقع في بداية قرية اسطامو، متجهين نحو أقارب لهم في القرية، دون أن يخرجوا معهم أي غرض من المنزل الذي تهدم خلال الهزة الثانية التي حدثت في يوم الزلزال.

 

واعتبرت نادين أن رب العالمين أنقذها وعائلتها من كارثة الفقدان الجسدي والروحي، لتقتصر خسارتهم على الخسارة المادية مع تهدم البناء بالكامل.

 

فيما يخص عيد الأم، قالت إنها تعتبر أن بقاء ولديها «ماغي 14 عاماً، رصين 11 عاماً»، بصحة جيدة هو الهدية الأثمن لها على الإطلاق، معيدة في ذاكرتها آخر هدية قدماها لها في منزلهما العيد الماضي وهي قطعة أثاث للمنزل وبقيت حيث الأنقاض بعد تهدم البيت ليلة الزلزال.

 

وأكدت أم رصين أن عيد الأم يختلف اليوم عن باقي الأعياد السابقة وهم يقضونه اليوم خارج المنزل بعيداً عن ذكريات عقد من الزمن عاشتها في بيت الزوجية الذي أصبحت فيه أماً وتحول اليوم إلى ركام وأنقاض لا حياة تصلح فيه للأعياد بعد الآن.

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا ضابط ولا رقيب ولاضمير .. ومناظر لن أنساها ماحييت!!

  سعاد سليمان اليوم ، وكما في كل يوم .. مشاهد راسخة حين تمر امام فرع من فروع المصرف التجاري في طرطوس . هناك يزدحم ...