الرئيسية » الإفتتاحية » قرارت لابد منها..وسريعاً 

قرارت لابد منها..وسريعاً 

 

 

رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد

 

تعيش نسبة كبيرة من السوريين ،وخاصة ذوي الدخل المحدود منهم ،واقعاً سيئاً جداً بسبب ارتفاع تكاليف معيشتهم ومعالجة امراضهم ومتطلبات حياتهم عدة اضعاف مقارنة بدخلهم، واينما ذهبنا وحيثما حللنا لانسمع الا الشكوى، مع شرح مسهب عن صور المعاناة اليومية ،نتيجة هذا الواقع الذي يستفحل يوماً بعد اخر، لعدم وجود معالجات شافية ووافية وكافية للاسباب التي ادت وتؤدي اليه!

واذا كان المواطنون بشكل عام ،يعيشون هذا الواقع السيئ، فان من يعيشه بشكل أسوأ وأكثر ايلاماً ومعاناة، هم الجرحى الذين يعجزون عن العمل ،وذوي الشهداء من امهات وزوجات واولاد، الذين فقدوا معيليهم وبقوا دون دخل يذكر يزيد عن الرواتب الضعيفة المخصصة لهم

 

وهنا اسمحوا لي ان اعود للقول مجدداً بخصوص هؤلاء، ان من ضحّى بنفسه واستُشهد خلال مواجهة الإرهاب من أجل أن نبقى ويبقى الوطن,علينا أن (نضحي)كمجتمع ودولة من أجل ذويه حتى يعيشوا بكرامتهم بعيداً عن العوز وذل السؤال والطلب والحاجة..ومن ضحّى بجزء من جسده خلال مقارعة الإرهاب وبقي (شهيداً حياً)علينا أن نبقى إلى جانبه ونقدم له كامل الرعاية المادية والمعنوية حتى يكمّل حياته بكرامة

 

صحيح ان الجميع من مسؤولين رسميين وحزبيين ونقابيين وفعاليات المجتمع المختلفة ,يتحدثون عن هؤلاء ،وصحيح انهم في عقل وقلب ووجدان كل سوري شريف ..لكن الصحيح ايضاً ان الامر مختلف تجاههم في القوانين النافذة وفي الممارسة الفعلية ،فما يقدم للجرحى وذوي الشهداء من قبل المجتمع والحكومة أقل من حاجتهم الفعلية لحياة عزيزة وكريمة بكثير !

 

لقد قدمت الدولة وتقدم لهؤلاء بعض مايستحقون وثقتنا كبيرة أنها ستقدم لهم في فترات لاحقة بقية مايستحقون ..لكن واقع معظمهم (وبالأخص ذوي شهداء القوات الرديفة إضافة لزوجات الشهداء اللواتي لايملكن مسكناً ولديهن عدداً من الأطفال وغير موظفات أو راتبهن قليل)لايستحمل الإنتظار والتأخير في المعالجة أبداً ,ومن ثم على الحكومة أن تضعهم في سلّم أولوياتها وأن تفضّلهم على الكثير من الأمور الأخرى التي تنفق عليها ..الخ

 

وضمن هذا الإطار نرى انه لابد من القيام بجملة خطوات وقرارات لصالحهم منها:( إحداث وزارة أو مؤسسة رسمية بإسمهم تكون المرجع الوحيد لهم والمكان الذي تصب فيه التبرعات لصالحهم,ومساواة شهداء القوات الرديفة بشهداء الجيش,وتأمين فرص عمل لمن لم تؤمّن له حتى الآن من ذوي الشهداء,ورفع رواتبهم للحد الذي يوفّر متطلبات معيشتهم بكرامة,وتأمين مساكن للشهداء المتزوجين الذين تركوا زوجات وأطفالاً ولا يملكون أي مسكن ,وزيادة رواتب وتعويضات الشهداء الأحياء وعدم التأخير في تقديم مايحتاجونه من أدوية ومعالجات طبية وإقامة المزيد من النشاطات الإجتماعية لهم ..الخ)

 

فهل سنشهد هذه الخطوات قريباً من حكومتنا أم أنها ستؤجلها للزمن المفتوح معلقة ذلك -دون مبرر مقنع لهؤلاء -على مشجب الظروف والإمكانات ؟

(سيرياهوم نيوز ٣-الثورة)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كلام في مواجهة ظروفنا الاستثنائية!!

  رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد يتعرض وطننا لظروف استثنائية قاسية منذ 2011 وحتى الآن، وتفاقمت تلك الظروف في السنوات الاخيرة خاصة في المجال الاقتصادي والمعيشي ...