الرئيسية » يومياً ... 100% » مسؤوليات كبرى على الحكومة والأحزاب!

مسؤوليات كبرى على الحكومة والأحزاب!

كتب:خالد العبود

الحامل الرئيسيّ لصمود سوريّة، هو شعبها العظيم الباسل، الّذي قدّم ملحمةً تاريخيّة هائلة، دفاعاً عن حاضره وماضيه ومستقبله، وهذا أمرٌ سوف يتوقّف عنده التاريخ طويلاً طويلاً.. -هذا الحامل لصمود سوريّة، والّذي ألحق الهزيمة بمشروع العدوان عليها، ليس بحاجة فقط إلى دورٍ آخر مختلفٍ عن الدّور الذي تؤّديه بعض مؤسّسات الدولة الخدميّة والمعيشيّة، بالنسبة له، وهو الدور الّذي يمكن أن يكون أكثر حضوراً واستجابةً وصدقاً ونبلاً ووطنيّةً، من قبل هذه المؤسّسات والقائمين عليها.. -السوريّون اليوم بحاجةٍ إلى دورٍ نوعيّ توعويٍّ آخر، تؤدّيه مؤسّسات حزبيّة وغير حزبيّة، ومؤسّسات رسميّة في جهاز الدولة، منها إعلاميّة وثقافيّة وتربويّة، إضافةً إلى منظماتٍ ونقاباتٍ مسؤولة.. -ليس مقبولاً أن يُتركَ السوريّون اليوم، يواجهون هذا العدوان الخطير والكبير جدّاً، على تفاصيل حاضرهم ومستقبلهم وماضيهم أيضاً، دون انخراطٍ كاملٍ إلى جانبهم، تماماً مثلما فعلت المؤسسة العسكريّة التي استبسلت دفاعاً عنهم، في مراحل أخرى من عمر العدوان.. -على الدولة – ولأوّل مرّةٍ نقول على الدولة – أن تنتبه من خلال مؤسّساتها المسؤولة، على أنّ غربة الوعي الذي يطحن بعض السوريّين، نتيجة أسبابٍ طبيعيّةٍ اتّصفت بها تفاصيل المعركة التي خاضتها بعض مؤسّسات الدولة، وجلّها أمنيّ، خلق فراغاً معرفيّاً ونقص اطلاعٍ ودرايةٍ على هذه التفاصيل، وبالتالي على حقيقة وموضوعيّة نتائجها!!.. -وهو أمرٌ خطيرٌ جدّاً، سوف يؤدي إلى تبعاتٍ، اجتماعيّة وثقافيّة وروحيّة، تتطابق وتبعات الهزيمة ذاتها، إذ أنّه من الممكن أن تنعكس هذه التبعات وطنيّاً، على حال السوريّين لاحقاً!!.. -وهي تبعاتٌ وملحقاتٌ يمكنها أن تفعل فعل الهزيمة ذاتها، فيما لو تُركت دون تصدّ واعٍ لها، يضعها في سياقاتها الصحيحة، الّتي يجب أن تكون فيها وعليها.. -أخيراً.. * للتدليل على رأينا الذي سقناه أعلاه، نعتقد بأنّ قسماً واسعاً من السوريّين – نؤكّد على “واسعاً” – كان يعيش الهزيمة كاملة في مرحلة من مراحل العدوان، خاصة عندما كانت مناطق شاسعة من أراضينا، تسقط في يد المجموعات المسلحة، والكثيرون الكثيرون، كانوا يرثون حالنا على أساسٍ من ذلك!!.. * إضافةً إلى قسمٍ واسعٍ آخر من السوريّين، كان يعتبر في مراحل أخرى من العدوان، أنّ بلاده منتهية، وما عليه إلاّ الخلاص، فجمّع ماله واولاده، وباع كلّ ما يملك، وغادر مهاجراً.. * لهذا نعتقد أنّ كثيراً من المواقف التي اتخذها قسمٌ واسعٌ من شعبنا، في مراحل متنوعة من العدوان، اتّخذها على أساس وعي ناقصٍ بهذه المراحل، وفي جلّه لا يتحمّل مسؤولية ذلك، وإنّما هناك مسؤوليات كبرى، على مؤسّسات رسميّة وأحزاب وقيادات رأي ونخبٍ، باعتبار أنّها كانت مسؤولة عن تشكيل وعي شعبيّ كامل، بكلّ مرحلة مرّرنا فيها، من مراحل العدوان..

(سيرياهوم نيوز-صفحة الكاتب29-9-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بأي آلاء الحق تكذبون؟ …

  بقلم: د. حسن أحمد حسن غريبٌ أمرُ الردَّاحين الذين من كل حدب وصوب يتقاطرون… يتقاسمون ما أُمْلِيَ عليهم من مصطلحات هجينة مشبوهة ومشوهة ما ...