آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » مسؤولية مشتركة

مسؤولية مشتركة

هناء ديب
تباعاً وبخطوات متسارعة تتخذ الجهات التنفيذية القرارات الخاصة بكل ملف من ملفات الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية وحتى الاجتماعية التي كانت ولاتزال مصدر الضغط الاقتصادي والمعيشي على المواطن طوال السنوات الأخيرة، وتجلى تأثيرها السلبي الكبير مؤخراً في تراجع القدرة الشرائية للناس وارتفاعات جنونية في الأسعار تركت الجميع بوضع حائر ومتساءل عن مبررات التأخير في معالجتها.
هي دون شك سلسلة من القرارات المنتظرة التي طالب الجميع بها لأنه كان يجد فيها سداً لمنافذ فساد واسعة قدمت الثراء لقلة من المستفيدين وأضرت بأغلبية المواطنين نعم قد يعرقل بعضها العمل ويفتقد بعضها الآخر لاكتمال آلية العمل والتحضير الجيد لتنفيذ القرار لتفادي ثغرات التطبيق خاصة ما يتعلق حالياً بتعبئة البنزين عبر الرسائل النصية الذي واجه ضعف النت وتأخر وصول الرسائل إلا أنها وكما يرى الأغلبية الحل الأمثل لوقف المحسوبيات والتجاوزات التي كانت تتم على محطات الوقود كذلك الحال مع قرار تأخير الحصول على ترخيص إداري للمنشآت الصناعية الإنتاجية لإتاحة الفرصة لها للعمل وسد احتياجات السوق من المواد وغيرها من التوجهات والخطوات التي تصب بمجملها في تسهيل العمل وإزالة عراقيل كثيرة والأهم ترجمة عشرات الشعارات والتصريحات التي كانت ترفعها الجهات المعنية قولاً لا فعلاً في أغلب الأحيان.
ساحة العمل والإنتاج ومجموعة الملفات والقضايا الحياتية تحتاج للكثير من الخطوات التحفيزية العملية من الجانب الحكومي لتفادي النقص والتقصير الحاصل والعمل على معالجة المشاكل المتراكمة بما يقدم معطيات ومؤشرات ايجابية للمواطن عن أداء الجهات التنفيذية الذي كان بمرمى النقد والاتهام من الناس وحتى الإعلام الذين كانوا يجدون أن مجالات وخيارات التخفيف من معاناة وتبعات الوضع الاقتصادي على المواطن عديدة وتحتاج فقط لاعتمادها بالوقت المناسب وتوجيهها للقطاعات الأكثر اولوية.
نعم الحمل الأكبر يبدو على الحكومة وهذا واجبها تجاه المواطن ولكن بالمقابل فإن الوصول للنتائج الجيدة والفاعلة على الأرض يتطلب دعماً من الشريك الوطني الآخر ونقصد هنا قطاع الأعمال من تجار وصناعيين ومستوردين ليكونوا على قدر المسؤولية وما تحمله كلمة تاجر من قيم ومبادئ وأخلاق ابتعد أغلبية تجارنا عنها وكانوا للأسف في كثير من الأحيان عامل ضغط واستغلال على الناس لأن همهم الأول تحقيق الربح الفاحش وعدم التنازل عن أي هامش منه تفرضه ظروف قاسية وضاغطة تواجه البلد، وتتطلب من الجميع تسخير جهودهم وإمكاناتهم لتجاوز المرحلة أو التخفيف من تبعاتها لذلك المطلوب من هذا الطرف تبيض صفحته التي سادها سواد كبير في أذهان الناس لتكاتف الجهود الرامية لتجاوز الأزمة.
(سيرياهوم نيوز-الثورة ٨-٤-٢٠٢١)
x

‎قد يُعجبك أيضاً

عَنْ شاعرٍ مُتفَرِّدْ

  أحمد يوسف داود   (جِئتُ والأرضُ طفلةٌ منْ شقاءٍ وغديْ غامضٌ ووجهي شريْدُ   صوْتُ حَوّاءَ شاسِعٌ لسْتُ أَدري تَنقُصُ الأرضُ بينَنا أمْ تزيْدُ!. ...