آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » هل يملك ترامب “خطّة حرب” مُتكاملة ضدّ الصين مثلما كشَف مُستشاره السابق بانون؟ ومتى سيتم تفعيلها؟ وما عُلاقتها بالحريق الغامِض الذي نشب على ظهر الفرقاطة الأمريكيّة في قاعدة “سان دييغو”؟ ولماذا تُشير أصابع الاتّهام إلى الصين وإيران؟

هل يملك ترامب “خطّة حرب” مُتكاملة ضدّ الصين مثلما كشَف مُستشاره السابق بانون؟ ومتى سيتم تفعيلها؟ وما عُلاقتها بالحريق الغامِض الذي نشب على ظهر الفرقاطة الأمريكيّة في قاعدة “سان دييغو”؟ ولماذا تُشير أصابع الاتّهام إلى الصين وإيران؟

لم تُفاجئنا تصريحات ستيف بانون كبير المُستشارين الاستراتيجيين للبيت الأبيض سابقًا التي أدلى بها لقناة “فوكس نيوز” وكشَف فيها بأنّ لدى الرئيس دونالد ترامب خطّة مُتكاملة لمُواجهة الحزب الشيوعي الصيني ثمّ إسقاطه، لأنّ الرئيس ترامب يعيش حالةً من “الهوَس” أو “الفوبيا” اسمُها الصين هذه الأيّام.

الخطّة التي تحدّث عنها بانون وضعها “المجلس الحربي” الذي يَضُم “فُرسان نهاية العالم” وهُم: روبرت أوبراين مُستشار الأمن القومي، كريستوفر راي رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، مايك بومبيو وزير الخارجيّة، ووليام بار المدّعي العام.

الخطّة حسب بانون تتضمّن حربًا تكنولوجيّةً ومعلوماتيّة، واقتصاديّة، مثلما تتضمّن مُحاولة السيطرة على بحر الصين الجنوبي الذي تدّعي الصين أنّها تملك 90 بالمِئة من مِياهه وأجوائه، مثلما تتضمّن أيضًا دعم حُلفاء مِثل الهند والفلبين، وفيتنام وماليزيا، وربّما تكون الذّريعة مُعاقبة الصين على نَشرِها فيروس كورونا في الولايات المتحدة والعالم.

الصين ردّت على هذه التّهديدات الأمريكيّة بمُناورةٍ عسكريّةٍ في بحر الصين الجنوبي قبل أُسبوعين تضمّن استعراض صواريخ باليستيّة مداها مِن 3000 إلى 4000 كم، يُمكن تحميلها برؤوسٍ نوويّة أو تقليديّة وقادرة على تدمير حامِلات الطائرات الأمريكيّة في المُحيط الهادي، وقاعدة غوام على وجه التّحديد، وتوقيع اتّفاق تعاون معلوماتي واستِخباري واقتِصادي مع إيران تَنُص أحد بُنوده على استثمار الصين 400 مِليار دولار في البُنى التحتيّة والصناعات العسكريّة الإيرانيّة.

ما يُقلق الإدارة الأمريكيّة التفوّق الصيني في مُعظم مجالات “الذّكاء الصّناعي” وقِطاع التكنولوجيا والاتّصالات خُصوصًا بشقّيه العسكريّ والمدنيّ، ولهذا تَشُن حربًا ضروسًا ضدّ شركة “هاواوي” العملاقة رأس حِربة قِطاع الاتّصالات الصيني، ومارست إدارة ترامب ضُغوطًا على دولٍ عديدةٍ لمُقاطعة هذه الشّركة ومنع التّعاطي معها، ولكنّها لم تنجح إلا مع بريطانيا وكندا، وفَشِلَت فشَلًا ذريعًا مع فرنسا ودول أوروبيّة أخرى.

أيّ حرب أمريكيّة على الصين، سواءً تكنولوجيّة أو عسكريّة ليست مضمونة النّتائج، مثلما يُؤكّد خُبراء عسكريّون أمريكيّون مِن بينهم السيّدة ميشيل فلورنوي المُرشّحة لتولّي وزارة الدفاع في حالة فوز الديمقراطي جون بايدن، التي حذّرت من احتِمال انزلاق بِلادها في مُواجهة مع الصين، وقالت “إنّ أمريكا ليس بِوسعِها إحراز تقدّم سريع في الجو أو الفضاء أو البحر”.

ولعلّ الحريق الهائل الغامِض الذي نشب على ظَهر الفرقاطة الأمريكيّة “بون إم ريتشارد” في قاعدة سان دييغو نتيجة انفجار داخلها، واستَغرق فرق الإطفاء أربعة أيّام للسّيطرة عليه، وأدّى إلى إصابة العشرات من البحّارة، هو إنذارٌ آخرٌ شديد اللّهجة للرئيس ترامب وإدارته، خاصّةً أنّ هُناك تقارير تُؤكّد أنّه نتيجة عمل إرهابي مُتعمّد، ومن غير المُستَبعد أن يكون نتيجة هُجوم “سيبيري” صيني أو إيراني، فهذه الفرقاطة ستخرج من الخدمة لفترة عامين على الأقل لإصلاحها، وقد تُكلّف عمليّة الإصلاح من 3 إلى أربعة مِليار دولار، وهي تكاليف قريبة مِن إصلاح نظيرتها “إس إس كول” التي هاجمتها خليّة تابعة لتنظيم “القاعدة” في عدن.

لا نعرف ما إذا كانت تسريبات بانون الخطيرة هذه تأتي في إطار الحرب النفسيّة ضدّ الصين، حيث تتصاعد الحرب الباردة بين البلدين، ولكن ما نعرفه، ومِن خِلال المُتابعة لهذه الحرب وتطوّراتها، أنّ الولايات المتحدة مُنخرطةٌ حاليًّا في حربٍ اقتصاديّةٍ ضدّ الصين لمنعها من التربّع على قمّة العالم الاقتصاديّة، وهي حربٌ لم تُحقّق النتائج المأمولة حتّى الآن، الأمر الذي قد يدفع باتّجاه مُواجهة عسكريّة لتعويض هذا الفشَل في ظلّ وجود رئيسٍ مُتهوّرٍ وعُنصريّ اسمه ترامب.. واللُه أعلم.

 

سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 21/7/2020

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شقيقة رئيس كوريا الشمالية: سنواصل بناء قوة عسكرية هائلة

شقيقة الرئيس الكوري الشمالي كيم يو جونغ تصرّح بأنّ الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية تدفعان البيئة الإقليمية إلى اضطرابات خطيرة.   صرّحت عضو اللجنة المركزية ...