الرئيسية » كتاب وآراء » ورقة مفتوحة أمام شعبنا.. وحزب الله سيدخل الحرب

ورقة مفتوحة أمام شعبنا.. وحزب الله سيدخل الحرب

فؤاد البطاينة

من الأساسي جدا أن نعلم بأنه إذا كانت هناك خلاصة واحدة لأمريكا والغرب من معركة طوفان الأقصى فهي أنها أثبتت لهم بأن الشعب الفلسطيني تحت الإحتلال قادر وحده على تفكيك الكيان ” وهذا في الوقت الذي كانوا فيه يعتقدون بأن هذا الكيان قد استقر في فلسطين والمنطقة وبموقع متسيد فيها وبأنه على وشك وضع اليد على الأقصى وضم الضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينيه.

فتهديد الكيان بالتفكيك بحد ذاته يعتبر حدثاً تدميريا للغرب، وراسخاً عندما يكون على يد الشعب الفلسطيني لسببين يبرران لهم تجاوز مصطلح الخطوط الحمراء، أذكرهما تاليا لضرورة استثمار النصر العظيم في المواجهة القائمة وهما.

 ـ الأول: أن الكيان الصهيوني في فلسطين هو بالنسبة لأمريكا وأوروبا وللإمبريالية مستعمرة على هيئة دولة وجودها مصيري للمصالح العليا لهم، تمكنوا من خلالها احتلال الوطن العربي واخضاع أنظمتها وتسخيرها لتدمير دولها، والقفز من تحييدها عن القضية الفلسطينية الى إذعانها للتعاون مع الكيان. وأن سقوط هذا الكيان المستعمرة، يعني تماماً انتهاء الوجود الغربي ومصالحه العليا في الشرق الأوسط بكل تداعياته على مصالحهم في العالم وعلى ما يوفره من نهوض للعرب والمسلمين..

ـ الثانية: أن زوال الكيان الصهيوني من فلسطين يعني لهم عودة يهود الخزر هؤلاء الى مستنقع دول الغرب، وعودة الصراع فيها، والذي كان قد أنهك اوروبا أربعة قرون وتُوج بما سمي بالمشكلة اليهودية وتصديرها لفلسطين او للوطن العربي. وقد المح بلينكن الى هذا بقوله في تل أبيب ،، جئتكم كيهودي لا كوزير خارجية أمريكا، إلى أين سنذهب ؟،،.

ومن هنا فإن الحرب الدائرة هي حرب الغرب ممثلاً بالأطلسي وليس الصهيونية العالمية وحدها، والهدف هو إزالة كل من وما يهدد امن ووجود الكيان كمستعمرة لتأمين إزالة شر المحذورين المشار اليهما، وإعادة هيبة الكيان وأهميته في وسط الأنظمة العربية والدولية. بمعنى أن حربهم هذه هي ضد محور المقاومة والرفض وكل من يقول لا لأمريكا وباستراتيجية الاستفراد

وبالنسبة لهم في هذا، فإن الشعب الفلسطيني ومقاومته هو التهديد الأول والأعمق والحقيقي لأنه صاحب المصلحة المباشرة والحق والشرعية، والموجود داخل الكيان وداخل ما يوصف بالشرعية الدولية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، ولكونه الطرف الباعث لفتح الجبهات السياسية الدولية، والمقاومة ضد الإحتلال. بمعنى أن غزة بشعبها ومقاومتها هو الهدف الأساسي والأول لهم ونقطة الإنطلاق.

فالأطلسي والأساطيل لم تأتي لغزة، فلغزة يكفيها ارسالهم الدعم للكيان ومشاركتهم له بالتخطيط والمد بالسلاح والمال ليقوم بالمهمة.بل أتت الأساطيل الى حزب الله تهديدا له للإلتزام بالحياد باعتباره قادراً على افساد عملية القضاء على غزة ومقاومتها. فحزب الله في حساب العدو مقاومة مرتبط استدامتها وقرارها بإيران ومصالح إيران، وبأن إيران ليست معنية بتحرير فلسطين، ولا قادرة على تهديد الكيان وفرض الضغوطات باستخدام حزب الله في غياب المقاومة الفلسطينية. وأنها أي إيران بالتالي لا تغامر بحرب مع الغرب مجتمعاً تهدد من خلالها إنجازاتها الاقتصادية والصناعية والعسكرية والعلمية التي جعلتها قوة اقليمية ودولية.

وهنا وضمن هذا التصور، إذا تراجعت أمريكا عن مهاجمة حزب الله بعد غزة تحت ضغط هاجس حرب اقليمية لا تريدها أو ليست في صالح الطرفين والمنطقة، فسيمضي الغرب بعد القضاء على المقاومة الفلسطينية في سياسته بنزع سلاح حزب الله سلميا من خلال عملية سياسية شاملة مع إيران في مسيرة طويلة الأمد.وستكون العملية السياسية أسهل كثيراً من ذي قبل بعد انهاء المقاومة الغزية. وستبقى في هذه الأثناء أساطيل أمريكا في المتوسط لاستخدامها في القضاء على معادلة الردع مع لبنان. بمعنى أن هذا التصور يجب أن يقابله تصور.

وعلى جميع الوجوه، إن خطة تحالف الأعداء في حربهم القائمة في فلسطين الأن واضحة ومعلنة لا لبس فيها ولا توقعات. وهي الحرب الاستنزافية الطويلة نسبياً على غزة بالقصف الصاروخي المكثف والمستمر عن بعد بسياسة الأرض المحروقة، إلى أن تصبح الطريق واهمين سالكة لدخول غزة بأقل الخسائر، وتصفية المقاومة بعد تحويلها لجيوب. وإذا نجح الكيان افتراضا خاطئاً في هذا الاختراق، فلن يبق في غزة، بل سيلجأ لتسليمها لسلطة أوسلو، وقد يكون هذا عربوناً قدمه بلنكن لعباس في عمان كي يتعاون مع الاحتلال لكبح مقاومة الضفة

وهذا حاضر في ذهن إيران وحزب الله. وليس عندي من شك من أن حزب الله سيدخل المعركة ، ولكنه باعتقادي بصدد تسبيب واختيار طبيعة ومجال تدخله العسكري وتوقيته لتأمين شروط عدم ارتداد هذا التدخل على بنيته الأساسية، وبما لا ينطوي أو يؤدي تدخله إلى حرب اقليمية.

 وهنا وبمعزل عن التدمير المتواصل والمذابح والإبادة الجماعية بحق شعب غزة ودخولها في مأساة انسانية لم يؤرخ التاريخ لمثلها، وعن قضم قدرات المقاومة الغزية رجالا وسلاحا مع مرور الوقت، فإني أقول طالما التصميم لدى حزب الله بأن لا تسقط غزة ومقاومتها ويسقط معها المنجز التاريخي المعجز في طوفان الأقصى ويُصبح علينا حجة وعبئاً ، فإن التأخير في التدخل أو التهديد بالتدخل سيجعل من الظروف أكثر تعقيداً وليس في صالح الهدف.

 وفي الختام نستهجن ونعتب ونرفض ما تضمنته مسودة مشروع قرار قدمته روسيا لمجلس الأمن، من نقاط كما سرّب، ومنها تسمية أسرى العدو بالرهائن ظلماً وعدواناً ونفاقاً بدلا من تسميتهم باسمهم كأسرى حرب إعجازية شهدها العالم، ومطالبتها بإخلاء سبيلهم دون ذكر لتبادل الأسرى وهي تعلم بأن كل أسرانا في سجون الاحتلال هم رهائن اختطفوا من البيوت والشوارع لا في معارك وحروب، وكذلك تحاشي تسمية الطرف الفلسطيني بالمقاومة الفلسطينية، رغم علمها بأن الامم المتحدة الممثلة للشرعية الدولية تعترف بوجود احتلال يترتب عليه المقاومة المشروعة في القانون الدولي، وهذه المقاومة موجوده بقوة وتمثل الشعب الفلسطيني وكل شعوب العرب، ولكن لتعلم روسيا وكل وكل المتآمرون الغربيون بأن إسرائيل الى زوال وسترد اليهم بضاعتم المسماة بالمشكلة اليهودية التي صدروها لفلسطين.

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السعودية والقضية الفلسطينية والحرب على غزة

  رأي مضاوي الرشيد   يكثر اللغط عند الحديث عن الموقف السعودي من الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة والقضية الفلسطينية بشكل عام. وهذا ليس بالأمر ...