الرئيسية » يومياً ... 100% » ياأصحاب الشأن ..ارحموا الفقراء!!

ياأصحاب الشأن ..ارحموا الفقراء!!

*سعاد سليمان
مع ارتفاع الأسعار في كل مجال .. ارتفعت أجور السكن .دون قرار رسمي , أو توجيه , أو حتى اختبار ..فكل من يملك بيتا لا يسكنه , يؤجره لمحتاج بعد أن يرفع أجره إلى ضعف الأجر بل وأكثر .. ودون دراسة , أو بحث .. فإن معظم من يستأجر بيتاً ليسكنه هو فقير ..ليست معادلة كيميائية بل واقع ملموس .واقعنا المر الذي نعيشه اليوم جعل من صاحب الملك رأسمالياً أو اقطاعياً أو مستغلاً أو رجلاً بلا ضمير .. وحكمته : أنا ومن بعدي الطوفان .لماذا ؟ ما الأسباب ؟أسبابه موجبة .. هكذا يراها فالغلاء شمل كل شيء , وشمل كل الناس , وبات المستأجر تحت سياط الأجار,  والغلاء على السواء ..يمكنك أن تستغني عن تناول اللحوم مثلا , أو الحلويات لكنك تريد بيتا يأويك .وحتى اللحظة ما تزال الجهات المعنية , أو ربما لم تعد معنية في السيطرة على السوق , وغريزة القطيع فيه .كارتفاع سعر حبة  البطاطا السورية التي لا تحتاج لمهرب , أو حدود مفتوحة مثال ..والألعن .. أن صاحب الملك لم يعد يقبل بعقد سنوي هو عقد كاذب , وهمي .. يقبله المستأجر مرغماً, ومن ينجز المعاملة بتجرد حيث يضع المالك أجرة بيته في العقد الرسمي , وأمام الموظف الرسمي في البلدية خمسة آلاف ليرة مثلا أجرة شهر كامل , وتكون في الواقع مائة ألف ليرة .. وتمر المعاملة مرور الكرام .. لا أحد يرفض , أو يستنكر الكذب المفضوح ..المستأجر مضطر بل مجبر لكن الموظف ؟؟حين سألت موظفاً يعمل في هذا المجال : كيف تقتنع أن أجرة شقة خمسة آلاف ليرة في الشهر في هذه الأيام , وتقبل أن تكمل معاملة العقد بأجور رمزية وهمية ؟ أجاب :  أنه يعمل عمله كموظف , ولا يحق له التدخل .. هو يوثق الاجراء فقط !!بالأمس كان صاحب الملك يصنع عقداً سنوياً .. اليوم تقلص العقد لعدة شهور لا تتجاوز الستة حتى يتجدد الأجر مع كل تجدد .. فالأسعار تمشي صعوداً .. وإلى الهاوية .وهي تتماشى مع كل ازدياد في أسعار البطاطا , والبقدونس , والزيت ..وسؤال يفرض نفسه : هل يمكن للحكومة التي تتدخل في كل شيء اليوم أن تتدخل في هذا الشأن ؟سؤال لا جواب له .. فالحكومة مشغولة جداً اليوم .. لا تشغلوها بالفقير الذي بات يسكن في محل , أو سقيفة هو , وأسرته .. والمشاهد المؤلمة خير دليل .. ما عليكم إلا التجول في أحياء طرطوس , ورؤية البؤس بالعين المجردة , والحاجة , والفقر في صور لم نكن نتوقع رؤيتها يوماً .. ولا حتى في الاحلام .لن يبكيكم , أو يهز مشاعركم مشهد امرأة عجوز تنام في حديقة عامة إذ تمرون بها وتمضون , وكأنها تلبس قبعة إخفاء .. ولن يهزكم مشهداً لأسرة تسكن في محل مفتوح بابه على الشارع العام , وأدواته حصيرة , وطراحة , وربطة خبز !!اليكم .. أصحاب الشأن .. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .

(سيرياهوم نيوز4-12-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بأي آلاء الحق تكذبون؟ …

  بقلم: د. حسن أحمد حسن غريبٌ أمرُ الردَّاحين الذين من كل حدب وصوب يتقاطرون… يتقاسمون ما أُمْلِيَ عليهم من مصطلحات هجينة مشبوهة ومشوهة ما ...