آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » اقتصاد الحاكورة ..!؟

اقتصاد الحاكورة ..!؟

سلمان عيسى 

منذ تلك اللحظة التي اعلن فيها عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء الاسبق للشؤون الاقتصادية ان الصناعة قاطرة النمو، بدأت الزراعة في سورية تحتضر .. وعندما اعلن عن تطبيق اقصاد السوق الاجتماعي .. كان الاقتصاد السوري بركيزتيه الاساسيتين، الصناعة والزراعة، يرقص ( مشية الدوري ) .. فلا هو قائم على الزراعة ولا على الصناعة لأن السوس بدأ ينخر في كليهما .. تكفي العودة الى الوراء قليلا .. الى ما قبل الازمة، عندما كنا نعيش البحبوحة كما كنا نعتقد، حيث الكثير من المواطنين اقتنى سيارة بسبب التسهيلات المصرفية التي كانت تقدم لشراء السيارة، لكن تلك التسهيلات لم تكن متوفرة لاقامة مشروع استثماري في محافظة كطرطوس مثلا .. او اية محافظة اخرى إلا بشق الانفس وبمئة واسطة وواسطة رغم وجود تشريع مهم لذلك وهو قانون الاستثمار، لان مثل هذه المشاريع كانت ستعزز الاقتصاد وتؤدي بالنتيجة الى امتصاص فائض البطالة على الاقل .. في تلك الفترة كانت غالبية الشركات الصناعية بدأت تشيخ وتهرم، خاصة التي تعمل في مجال الصناعات الزراعية كالكونسروة والاقطان والشوندر السكري، ورغم حاجتها للترميم والتجديد، فقد كان هناك الكثير من العوائق التي وضعت في طريق ذلك، ولم تسهم الشكاوى الكثيرة من الإدارات والعمال ولاحتى وسائل الاعلام في الضغط على أصحاب القرار لإعادة تجديد المعامل والآلات رغم توفر الإمكانية المادية لدى الحكومة حينها .. بل إن الأمر تعدى ذلك للوصول إلى الإدارة. . وكان آخرها الإدارة بالأهداف وغيرها من ( التخبيصات ) التي طالت القطاع العام الصناعي الذي صنف انه جزء من قاطرة النمو .. في سنوات الحرب تم استهداف ما تبقى من النشاط الزراعي خاصة بعد تراجع الحكومة عن دعم هذا القطاع وحمايته من التدهور، اي بعد ان تخلت عن دعم السماد وتأمين المحروقات اللازمة للفلاحة والري .. لنفاجأ مثلا انها تدعم الفنادق والمعامل الخاصة بالطاقة التي يحتاجها الفلاح اكثر من اي يوم مضى ..

عندما تحدث أحد رؤوساء الحكومات، عن ضرورة استثمار شرفات المنازل، وكل بقعة، او مساحة مهما كانت صغيرة، لانه كان يعلم الحجم الكبير من النقص الذي سيحصل في تأمين مستلزمات الانتاج، حينها تلقفنا تلك الأقوال بكثير من الاستهزاء، دون أن نعي اننا ذاهبون إلى ( اقتصاد الحاكورة ) الذي تم التمهيد له مع إلاطلالة الاولى لاقتصاد السوق الاجتماعي .. اقتصاد الحاكورة هنا لا يحتاج الدعم الحكومي لأنه يستعيض عن السماد بروث الحيوانات، وعن المازوت بالمعول .. اقتصاد الحاكورة يقوم على أنقاض القرارات والزيارات الميدانية عديمة النفع والفائدة .. صحيح انه غير مجد اقتصاديا لكنه يبعد عنا شبح الجوع .. !؟

(سيرياهوم نيوز4-12-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تحية إلى كتائب القسام

  مالك صقور توقفت الأسبوع الماضي معركة (بيت حانون) .. لكن لم تجرؤ الولايات المتحدة الأمريكية ولاالكيان الصهيوني على الاعتراف بالهزيمة النكراء التي مني بها ...