آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » يوتيوب محبوب الشباب… وAI قفزة كبيرة في المجهول

يوتيوب محبوب الشباب… وAI قفزة كبيرة في المجهول

علي عواد

 

شهد 2023 مجموعة من الأحداث التي لن ينساها العالم. سلسلة امتدت من الكوارث الطبيعية والاضطرابات المالية والاختراقات التكنولوجية وصولاً إلى حرب كيان الاحتلال الهمجية على غزة. كان عاماً اصطدم فيه المستقبل بالحاضر، أُسرت العقول وتوسّعت حدود الممكن في المسعى البشري لاكتشاف الكون والتغلّب على صعاب الحياة. حكاية سنة تجرّأ فيها شعب محاصر منذ سنوات على مقارعة التنين، وسقطت فيها حواجز دمج الإنسان بالآلة والذكاء الاصطناعي (AI). سمفونية كاملة من الأعاجيب التكنولوجية والاضطرابات الجيوسياسية. سمفونية أبكتنا في محطات كثيرة، وحبست أنفاسنا في غالبيتها

انتهى عصر فايسبوك وX

في دراسة شاملة أجراها مركز PEW للأبحاث عن واقع منصات التواصل والفئات الشابة نُشر في 11 كانون الأول (ديسمبر) 2023، يفيد بأنّه على الرغم من الإعلام السلبي والمخاوف المتزايدة من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب، واصل المراهقون استخدام هذه المنصات بمعدلات عالية في العام الماضي، مع وصف بعضهم بأن معدّل الاستخدام «ثابت تقريباً». بالنسبة إلى المنصات، لا يزال يوتيوب مهيمناً، فحوالى تسعة على عشرة من المراهقين قالوا إنهم يستخدمونه. كما لا يزال تيك توك وسناب تشات وإنستغرام شائعة بين المراهقين، إذ أفاد معظم من هم في سنّ المراهقة (من 13 إلى 17) أنهم يستخدمون تيك توك بنسبة 63 %، و سناب تشات بنسبة 60 % وإنستغرام بنسبة 59%.

اللافت في التقرير أنه من غير المرجح أن يستخدم المراهقون فايسبوك وX (تويتر سابقاً) مثلما كان عليه الأمر قبل عقد. لقد انتهى عصر سيطرة فايسبوك بين الشباب. والجيل الجديد يريد منصات فيديو لا تقيّده بمعايير مجتمعية صارمة. نسبة المراهقين الذين يستخدمون فايسبوك انخفضت من 71 % في 2014 إلى 33 % اليوم. كذلك، تقلصت قاعدة المستخدمين في سن المراهقة في منصة X، وإن كان ذلك في انخفاض أقل حدة من فايسبوك. أما نسبة المراهقين المئوية الذين يستخدمون تيك توك، فلم تتغير إحصائياً منذ العام الماضي. الجيل الجديد من المستخدمين (جيل Z)، يتميزون بالتمرد على الحكومات ومقارعة الأنظمة السائدة والأعراف. وجدناهم في طليعة المستنفرين في الشوارع الغربية دعماً ومناصرة للقضية الفلسطينية، على الرغم من كل التضييق الذي جرى على منصات التواصل الاجتماعي على القضية ومناصريها. أمر تجلّى بوضوح عبر الـshadow ban الذي وضعته شركة ميتا في كل منصاتها (فايسبوك، إنستغرام وثريدز) على المؤثرين والهاشتاغز المتعلقة بفلسطين. ورغم أن منصة X حاولت أن تبقى في موقع وسطي خلال أكثر من شهرين من الحرب، إلا أنّ مالكها إيلون ماسك انصاع إلى السردية الإسرائيلية بعد زيارته الشهيرة إلى كيان الاحتلال ومقابلته رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، ورئيس كيان الاحتلال، إسحاق هرتسوغ.

 

الذكاء الاصطناعي

خطا الذكاء الاصطناعي (AI) خطوات كبيرة في 2023، فوصل إلى قدرات تقنية جديدة وأصبح جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية. شهد العام تجاوز الذكاء الاصطناعي للعديد من المعايير، ما دفع الباحثين إلى إعادة تقييم الطرق التي ينبغي اختباره بها. وصدرت مجموعات قياس أداء جديدة وأكثر شمولاً مثل BIG-bench وHELM لتحدي أنظمة الذكاء الاصطناعي ذات القدرات المتزايدة. النماذج اللغوية الكبيرة، التي قادت الكثير من التقدم الحديث في مجال الذكاء الاصطناعي، واصلت النمو من حيث الحجم والكلفة. على سبيل المثال، كان PaLM، أحد النماذج الرئيسية التي أُصدرت في عام 2022، أكبر بمقدار 360 مرة وبكلفة تفوق 160 مرة GPT-2، وهو أحد نماذج اللغات الكبيرة الأولى التي أُطلقت في عام 2019. كما أدى الذكاء الاصطناعي إلى تسريع التقدم العلمي، فاستُخدم للتحكم باندماج الهيدروجين، وتوليد أجسام مضادة جديدة في مجال الطب. علاوة على ذلك، بدأ الذكاء الاصطناعي في بناء ذكاء اصطناعي أفضل، فاستخدمت شركة Nvidia وكيل التعلم المعزّز للذكاء الاصطناعي لتحسين تصميم الرقائق التي تشغل أنظمة الذكاء الاصطناعي.

مثّل شهر حزيران (يونيو) 2023 لحظة محورية في مجال الذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة مع إطلاق GPT-4 من Openai، الإصدار الأحدث والأكثر تطوراً من نسخة «تشات جي بي تي». كذلك صدرت تطويرات بالغة الأهمية في أنظمة الذكاء الاصطناعي المختصة بخلق الصور والفيديوات وأنظمة صناعة الصوت وتعديله وتلحين الأغنيات. عملياً لم يعد ممكناً تمييز الصور المصنوعة عبر الـAI من الصور الحقيقية سوى في بعض الحالات النادرة جداً. أمر عزّز المخاوف في ما يتعلق بالاستخدام الأخلاقي لهذه التكنولوجيا. هكذا، تصدّرت المناقشات حول النزاهة الأكاديمية، وإمكانية نشر المعلومات الخاطئة، والاعتبارات الأخلاقية في مختلف المجالات واجهة المشهد. لكن ذلك لم يمنع كيان الاحتلال من استخدام تلك التقنية من أجل خلق فبركات إعلامية تُحمّل حركة المقاومة الفلسطينية المسؤولية عن جرائم بشعة لم تحصل أثناء عملية «طوفان الأقصى».

 

دمج الدماغ بالآلة

 

وصلت شركة التكنولوجيا العصبية المبتكرة التي أسسها إيلون ماسك، «نورالينك»، إلى إنجاز مهم في 26 أيار (مايو) 2023، عندما حصلت على موافقة «هيئة الغذاء والدواء الأميركية» (FDA) لبدء تجاربها على البشر للمرة الأولى. مثّل هذا الإنجاز لحظةً محورية في مهمة الشركة لتعزيز القدرات البشرية عبر إنشاء واجهة رقمية مباشرة بين الدماغ وأجهزة الكمبيوتر.

كما حصلت الشركة على تمويل إضافي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، ما عزز مكانتها المالية للمساعي القادمة. عبر ضخ مبلغ قدره 43 مليون دولار في رأس المال الاستثماري، رفعت «نورالينك» تمويلها الحالي إلى مبلغ قدره 323 مليون دولار، ما يعكس ثقة مجتمع المستثمرين في رؤية الشركة وبراعتها التكنولوجية. هذا التدفق لرأس المال يضع الشركة في موقع إستراتيجي للدفع بعملية البحث والتطوير الخاصة بها. تتصور «نورالينك» مستقبلاً حيث يمكن للأفراد استعادة الوظائف المفقودة مثل الرؤية والتنقل عبر الاتصالات العصبية المتقدمة. لكنّ هدفها الأساسي يتمحور حول إنشاء اتصال سلس بين الدماغ البشري وأجهزة الكمبيوتر ويمتد إلى ما هو أبعد من التطبيقات الطبية إلى ربط الإنسان بالذكاء الاصطناعي وتعزيز القدرات البشرية. وسيجري ذلك عبر ثقب جمجمة الأشخاص على أيدي روبوت جراحي، ومن ثم تُزرع أسلاك فائقة الدقة على مقربة من الخلايا العصبية في الدماغ، ويُغلق الثقب بجهاز يمكنه تفسير وتوصيل الإشارات التي تلتقطها الأسلاك بين الدماغ والأجهزة الخارجية مثل الكومبيوتر. ومن خلال هذا الأمر، يصبح بإمكان الناس التواصل مع الأجهزة عبر تفكيرهم بالأمر فقط، ما يبشر بعصر جديد في التعاون بين الإنسان والآلة.

 

الفضاء

في 20 نيسان (أبريل) الماضي، اندفع صاروخ «ستارشيب» الهائل والمهيب من شركة «سبايس إكس» من بوكا تشيكا، تكساس، في أول رحلة متكاملة بالقرب من المدار. وعلى الرغم من انفجار الصاروخ لاحقاً، قدم الاختبار بيانات لا تقدر بثمن للبعثات المستقبلية أبرزت الإمكانات الهائلة للصاروخ الذي يعوّل عليه في نقل الحضارة البشرية إلى استعمار كواكب أخرى. وأظهر الاختبار الثاني في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، قدرات الصاروخ على مواجهة التحديات والعودة سالماً إلى الأرض. وبذلك اقترب طموح تسهيل البعثات إلى القمر واستعمار المريخ.

 

قفزة في مجال الكومبيوتر الكمّي

حقق باحثو شركة IBM إنجازاً هاماً في مجال الحوسبة الكمومية. رغم الإنجازات السابقة في هذا المجال، لم يكن بالإمكان الاعتماد على النتائج الحاسوبية التي تتوصل إليها تلك الأجهزة. لكن مع إنجاز IBM، ستبدأ هذه التكنولوجيا بالعمل كأداة بحث علمية حيوية. ومن المقرر أن تكشف الشركة عن عشرة مشاريع تعرض قوة الحساب الكمّي عند دمجها مع التقنيات الراسخة مثل الحوسبة الفائقة التقليدية. وفقاً لداريو جيل، رئيس قسم الأبحاث في شركة IBM، تُظهر هذه المشاريع قدرة الأنظمة الكمومية الكبيرة والقوية على أداء أعمال فنية وعلمية مفيدة، وخصوصاً في محاكاة فيزياء الكم (Quantum physics) وحلّ المشكلات في الكيمياء وعلوم المواد، في حين تُفيد التوقعات بأن تكون الأنظمة الكمومية قريبة من الاستخدام التجاري. مع ذلك، يُقر إعلان IBM بأن التكنولوجيا ليست جاهزة تماماً بعد لمجموعة واسعة من مهام الحوسبة القابلة للتسويق، لكنها تظل واثقة من إمكانات الحوسبة الكمومية على المدى الطويل. وينصبّ التركيز على جدول زمني مدته عشر سنوات لتطوير أنظمة أكثر قدرة على «تصحيح الأخطاء»، مع الاعتراف بالتحديات التي يفرضها عدم الاستقرار المتأصل في «الكيو بت» (qBit)، وهي وحدات القياس الأساسية للأنظمة الكمومية مثل البت في الكومبيوتر التقليدي.

استخدم الاحتلال التقنية لخلق فبركات إعلامية تُحمّل حركة المقاومة مسؤولية جرائم لم تحصل في «طوفان الأقصى»

 

وكشفت شركة IBM النقاب عن «كوندور» المعالج الكمّي، في كانون الأول (ديسمبر) 2023، بقوة 1121 كيو بت، ما يمثل اختراقاً في الحوسبة الكمومية. لكن إنجاز IBM لم يكمن فقط في عدد الكيو بت الجديد، لكن أيضاً في دقة المعالج الكمّي الجديد الذي يصل إلى نتائج أقل خطأً. بالإضافة إلى «كوندور»، قدمت الشركة Heron، وهي رقاقة كمية أصغر بدقة استثنائية.

أجهزة الكمبيوتر الكمية هي أجهزة كمبيوتر خاصة جداً يمكنها إجراء الكثير من العمليات الحسابية في الوقت نفسه، على عكس أجهزة الكمبيوتر العادية التي تقوم بشيء واحد في كل مرة. الكومبيوتر التقليدي الذي بين أيدينا اليوم، يستطيع حلّ المسائل الواحدة تلو الأخرى، في حين أنّ الكومبيوتر الكمّي يستطيع حلّ كل المسائل في الوقت نفسه. وهذا ما يجعله رائعاً لحل المشكلات التي تجدها أجهزة الكمبيوتر العادية صعبةً تحتاج إلى سنوات لحلّها. ستساعد تلك الأجهزة العلماء والباحثين على حل الألغاز الكبيرة في العلوم والكون، مثل فهم الجسيمات الصغيرة وإيجاد مواد جديدة لأشياء رائعة. وعلى الرغم من صعوبة التحكّم بها بعض الشيء، إلا أن الخبراء يعملون لتحسينها وما إنجاز IBM إلا قفزة كبيرة في هذا المجال.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

«المطارنة الموارنة»: نرفض إبقاء النازحين السوريين في لبنان … خوري: المشكلة عند الأوروبي والأميركي

في الوقت الذي أكد فيه الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري على جاهزية سورية لاستقبالهم خلافاً لما يتردد وأنها اتخذت كل الخطوات الممكنة ...