دانيه الدوس :
كل يوم نتفاجأ بارتفاع أسعار الأجبان والألبان ؛ عندما تود شراء أحد منتجاتها والحجة المعهودة ارتفاع سعر الأعلاف.. ليصل سعر كيلو الحليب خلال شهرين إلى 2600 ليرة وكيلو اللبن إلى 3 آلاف ليرة.
لكن ومع هذه الأسباب ، ثمة عامل اخر اشار اليه القائمون على جمعية الالبان الأجبان ، ويتعلق باحتكار يقوم به بعض التجار عبر تخزين الاجبان وطرحها في الاسواق باسعار مرتفعة ، وهذا الامر بعهدة دوريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك ،التي يفترض ان تتقصى هذه المعلومات ليصار إلى قمع هذا الاحتكار ونزع إحدى ذرائع ارتفاع الاسعار.
هذا الارتفاع الذي عده أغلب المواطنين ممنهجاً على اعتباره يرتفع بشكل تدريجي ومن دون أن يشعر به أحد، بينما عده أحد أعضاء جمعية الأجبان والألبان أحمد السواس ارتفاعاً منطقياً فكل يوم سبت هنالك احتمال زيادة في السعر بعد اجتماع أعضاء الجمعية ومناقشة أي جديد في صناعة الحليب.
نقص الحليب
عوامل عدة رأها السواس سبباً مبرراً من وجهة نظره لارتفاع سعر الحليب ، منها مشكلة حوامل الطاقة وعدم وجود الدعم الحكومي لها، الأمر الذي اضطر الحرفي والمربي لشراء المازوت من السوق السوداء بسعر 6 آلاف ليرة لليتر.
وقال :نحن كحرفيين لا يوجد دعم لنا ، كما تم إيقاف الدعم مؤخراً بالنسبة للغاز الصناعي.
وليست حوامل الطاقة وحدها المشكلة حسب السواس ،فارتفاع سعر العلف بعد ارتفاع سعر الصرف في ظل تلاشي أي دعم من مؤسسة الأعلاف، ناهيك بارتفاع جميع مستلزمات الإنتاج فمثلاً أصبح سعر علبة البلاستيك 175 ليرة بعد أن كان 125 ليرة، كما ارتفع سعر طباعة شوال العلب إلى 10 آلاف بعد أن كان لا يتجاوز 5 آلاف ليرة.
حجج جديدة رآها السواس سبباً في ارتفاع أسعار الأجبان والألبان منها نقص كمية الحليب خلال ال 3 أشهر الماضية بحدود 25% إضافة إلى نقص مردود الحليب في ظل ارتفاع درجات الحرارة العالية واستهلاك الأبقار كميات كبيرة من المياه، فمثلاً كيلو اللبنة كان يحتاج الى 3 كيلو غرامات حليب لانتاجه اما اليوم فهو يحتاج الى 4 كيلو وأيضاً الجبنة كانت تحتاج الى 5 كيلو في صنعها أما اليوم فهي بحاجة الى 7 كيلو بالمقابل زاد استهلاك معامل البوظة للحليب الطازج بعد ارتفاع سعر حليب البودرة .
وكشف السواس عن قيام بعض المعامل بشراء كامل الكميات الموجودة في السوق من الحليب بعد إغراء “الحلاب ” بدفع مبلغ أعلى من السوق ما يؤدي إلى قلة العرض وتالياً ارتفاع السعر. فالصناعي لا يهمه كم يدفع بسعر الكيلو خاصة أنه سيقوم بتصدير منتجاته وتعود عليه بقطع أجنبي مستغلاً القدرة المادية الضعيفة للحرفي والفلاح وعدم وجود وسائل تبريد في ظل ارتفاع الحرارة لذا يفضلان بيع الحليب على تلفه والخسارة.
وأكد السواس أن تكلفة كيلو الحليب من المزرعة تساوي 2500 ليرة في حال تم إنصاف الفلاح، فكيلوغرام علف يساوي كيلوغراما حليبا وكيلو العلف يبلغ سعره حالياً 2500 ليرة لكن المربي يضطر لإطعام أبقاره التبن والخبز اليابس في أغلب الوقت لتفادي الخسارة ، ناهيك بأن كل 100 كيلو حليب ينقص من وزنها 10% عند غليها، كل هذه الأسباب جعلت المربين يعزفون عن التربية وتالياً انخفضت كمية الحليب في السوق .
حليب البودرة
من جانبه راتب شاهين عضو في جمعية الأجبان والألبان اعتبر ارتفاع سعر حليب البودرة والعلف الأخير هو السبب في ارتفاع أسعار منتجات الألبان والأجبان واضطرار معظم المعامل للاستعاضة عنه بالحليب الطازج، ناهيك بانتهاء موسم حليب الغنم الذي كان يساهم في تعويض النقص في السوق والاستغناء عن الحليب البودرة .
“أغيد ” صاحب معمل أجبان وألبان أكد أن سعر كيس حليب البودرة ارتفع خلال شهرين من 350 إلى 510 ألف ليرة فهي مواد مستوردة و معرضة للاحتكار من بعض الشركات التي تقوم برفع أسعارها بمجرد ارتفاع سعر الصرف بغض النظر عن وقت استيرادها، فقد أصبح تجار حليب البودرة كما تجار السكر والرز يقومون باحتكار المادة ضمن مستودعاتهم والتحكم بسعرها .
و كشف شاهين عن وجود مئات الأطنان من منتجات الأجبان المصنعة داخل البرادات في معامل لدى تجار في حماة والجزيرة مخزنة منذ أن كان سعر الحليب 800 ليرة وهؤلاء يقومون برفع أسعارهم وطرحها في الأسواق حاليا.
سرياهوم نيوز 6 – تشرين