أكدت تركيا وإيران، الثلاثاء، التزامهما بالتعاون والتنسيق في مكافحة حزب العمال الكردستاني وحزب الحياة الحرة الكردستاني “بيجاك” وغيرهما من المنظمات المسلحة في المنطقة.
جاء ذلك في بيان مشترك، عقب اجتماع مجلس التعاون التركي ـ الإيراني رفيع المستوى، الذي عقد عبر تقنية الفيديو كونفرنس برئاسة الرئيسين رجب طيب أردوغان، وحسن روحاني.
وشدد البيان على مسؤولية البلدين في اتخاذ خطوات منسقة ضد حزب العمال الكردستاني و” وحزب الحياة الحرة الكردستاني ” وغيرهما من المنظمات المسلحة، بما في ذلك العمليات العسكرية المشتركة، ضد العناصر المسلحة التي تنشط على الحدود بين الجانبين، والاستفادة التامة من آليات التعاون بهذا الخصوص.
واقتصاديا، جددت تركيا وإيران تعهداتهما بتطوير مجالات تعاون جديدة لتغيير مسار التراجع في حجم التبادل التجاري بينهما، الناجم عن الظروف العالمية بما فيها جائحة كورونا، والاستفادة القصوى من آليات التعاون وتعزيز الجهود المشتركة في هذا الإطار.
كما أكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون فيما يخص مكافحة كورونا، لا سيما ما يتعلق بتوفير المستلزمات الطبية والأدوية اللازمة لمواطني البلدين.
وبالشأن السوري، شدد البيان المشترك على التزام البلدين الثابت بوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها.
وأكد البلدان إيمانهما بإمكانية حل النزاع السوري عبر عملية سياسية تتوافق مع اتفاقات مسار أستانة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
كما شددا على دعمهما لفلسطين في مواجهة محاولات بعض الدول الرامية إلى إضعاف قضيتها، والحاجة إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس، في إطار حل عادل وشامل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إنه يتعين على إيران وتركيا اتخاذ قرار مشترك حيال القضية الفلسطينية واتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل الذي تم الإعلان عنه مؤخرا.
وأضاف روحاني، في الاجتماع السادس للمجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين إيران وتركيا الذي انعقد اليوم الثلاثاء عبر الإنترنت، حسبما أفاد موقع الرئاسة الإيرانية: “هناك ضرورة لاتخاذ إيران وتركيا قرار مشترك بشأن القضية الفلسطينية والاتفاق الإماراتي الغادر مع الكيان الصهيوني”.
وأضاف أن ” البلدين يعدان قوتين كبيرتين في المنطقة، والعداوات والأحقاد كانت قائمة تجاههما دوما وما زالت حتى اليوم، ولا سبيل سوى تعزيز العلاقات الودية بينهما للتغلب على هذه المؤامرات.”
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمته خلال الاجتماع الافتراضي، إن “اتفاقيات بعض دول المنطقة مع الكيان الصهيوني خيانة واضحة للعالم الإسلامي ويجب أن نظل جميعا مخلصين للقضية الفلسطينية”.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن للحوار التركي – الإيراني دور حاسم في حل العديد من المشاكل الإقليمية.
وأعرب أردوغان عن أمله في أن تجلب الاجتماعات والمشاورات بين البلدين الخير للجانبين، مبينًا أن آلية التعاون رفيعة المستوى تعد إحدى أوسمة الصداقة التركية – الإيرانية.
ولفت إلى أن الاجتماع الخامس للمجلس عقد في العاصمة أنقرة عام 2018، مشيرًا إلى أنهم وقعوا العديد من القرارات الهامة في إطار المجلس حتى اليوم.
وأضاف: “مع الأسف اضطررنا لعقد هذا الاجتماع عبر الفيديو كونفرنس بسبب الوباء (كورونا). وللحوار التركي – الإيراني دور حاسم في حل العديد من المشاكل الإقليمية، وواثق أن تعاوننا سيعود إلى مستوياته السابقة مع تخفيف وطأة انتشار الفيروس”.
ودعا أردوغان بالرحمة للمواطنين الإيرانيين الذي فقدوا حياتهم بسبب كورونا، وتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
وأردف: “أظهرنا وقوفنا إلى جانب الشعب الإيراني في بداية انتشار الوباء عبر المعدات والمستلزمات الطبية التي أرسلناها”.
وأكد أن تركيا لا تزال مسيطرة على الوباء رغم ازدياد أعداد الإصابات في الآونة الأخيرة، مضيفًا: “من ناحية نعزز نظامنا الصحي في المستشفيات الجديدة المجهزة بأحدث التكنولوجيات، ومن الناحية الأخرى نسعى لوضع اقتصادنا على مساره في مجالات الإنتاج والتصدير والسياحة”.
ولفت إلى أن الله عز وجل يبشر في القرآن الكريم أن بعد كل عسر يسر، معربًا عن اعتقاده أن تركيا وإيران ستخرجان من مرحلة الوباء بشكل أقوى.
وقال: ” أعتقد أن القرارات التي سنتخذها اليوم ستسرع من المسائل المتبعة في علاقاتنا الثنائية”.
وأكد أن مسؤوليات هامة تقع على عاتق الوزراء في كلا البلدين فيما يخص تطبيق القرارات المتخذة، لافتًا إلى رغبته في لقاء نظيره الإيراني بأقرب وقت عقب تجاوز الوباء.
سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 8/9/2020