الحرية الحمراء) أوبريت غنائي وفاء لما سطره الجيش العربي السوري من ملاحم بطولية

صدحت مساء اليوم من وسط دمشق الفيحاء أصوات الوفاء بعشق سورية التي سطرت ملحمة جديدة في العطاء والتضحية والكرامة، من خلال الأوبريت الغنائي “الحرية الحمراء” احتضنتها خشبة مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون.

واجتمع في الأوبريت اللحن والكلمة في فضاء السلام، وشكلت طيفاً واسعاً من مفردات البطولة عبر أغانٍ وطنية حفرت طريق الخلود في ذاكرة العرب، أداها كل من الفنانين معين شريف وليندا بيطار وشادي جميل على إيقاع الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله.

ويأتي الأوبريت تخليداً لذكرى شهداء سورية الأبرار الذين أضاءت دماؤهم الطاهرة طريق النصر والحفاظ على السيادة الوطنية ودحر الإرهاب عن أرضها، وتأكيداً على الجذور العميقة الممتدة منذ فجر التاريخ وروابط العلاقة الوطيدة بين شعوب المقاومة بالرغم من كل الممارسات البغيضة لتغيير الوجه الحضاري والتاريخي للمنطقة العربية.

وقدمت الفرقة خلال الأمسية مجموعة من الأغاني الوطنية ومنها “صف العسكر” و”أطلق نيارنك لا ترحم” و”راياتك بالعالي يا سورية” وحققت إرادة الموسيقيين الإبداعية بإنجاز عمل فني رفيع المستوى، حيث لاقى ترحيباً واسعا وقابله الجمهور بحرارة التصفيق.

وبدأت المطربة ليندا بيطار بأغتيتي “احكيلي عن بلدي” و”شآم ياذا السيف” للسيدة فيروز، وأطرب ابن حلب الشهباء القدير شادي جميل الحضور بأغنيتي “يا شام عزك قهار” و”اسمك ياشهبا”، أما الفنان اللبناني الكبير معين شريف فأشعل الحماس على المسرح بأغنيتي “هيهات منا الذل” و”بكتب اسمك يا بلادي” وأدى برفقة بيطار ديو لأغنية “وطني”.

وختم الحفل بأوبريت غنائي حمل اسم “الحرية الحمراء” توقيع الشاعر اللبناني الكبير نزار فرنسيس وألحان الموسيقار السوري طاهر مامللي وإخراج عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور تامر العربيد، حيث قدم للمرة الأولى على خشبة أوبرا دمشق.

المشرف العام على الأوبريت في دار الأوبرا أحمد زين الدين أوضح في تصريح لـ سانا أن “الحرية الحمراء” مستمدة من الحرية التي نعيشها ونتنفسها في الوقت الذي تواجه فيه بلادنا محاولات طمسها في الظلام، مشيراً إلى أن الحرية الحمراء كلفتنا شهداء كثر، وأن هذا العمل هو بمثابة تكريم لهؤلاء الشهداء، مؤكداً أن الموسيقا هي لغة عالمية قد تحمل في طياتها رسائل وأن رسالة الحرية الحمراء هي رسالة سلام وتعاون على بناء الإنسان.

المايسترو عدنان فتح الله أشار بدوره إلى أنها المرة الأولى التي يقدم فيها هذا العمل المسرحي على مسرح الدار.

الفنان جميل أوضح أن عمل اليوم مهدى إلى أرواح شهداء الجيش السوري، معبراً عن سعادته بهذا العمل والذي حوى أصواتاً منسجمة أضفت لونها على الأداء.

وعبرت بيطار من جهتها عن سعادتها بمشاركتها بهذا الأوبريت، آملة أن يكون على قدر ما يتمناه الجمهور.