| ناصر النجار
تنطلق يوم السبت مسابقة كأس الجمهورية في دورها الأول 53 فريقاً تمثل أندية الدرجة الممتازة وهي: الوثبة وجبلة والجيش وأهلي حلب وتشرين والكرامة والوحدة والطليعة وحطين والفتوة والمجد، إضافة للجزيرة المستبعد من الدوري الممتاز فقط.
ومن الدرجة الأولى فرق: التل وخطاب والنبك والمحافظة والساحل وعفرين والحرية والعربي واليقظة وصبيخان والجهاد وعمال حماة والنيرب والنواعير والشرطة.
ومن الدرجة الثانية فرق: المخرم والحوارث وعمال حلب وشرطة حلب وجيش حلب ونبل وصيدار والشهباء وشهبا والحارة والضاهرية وشرطة طرطوس وحرفيو حلب والهلال وبانياس والسبخة وتلقطا وتلكلخ وتلبيسة وحسية والصفصافة ومعدان وحطلة والميادين وشرطة دير الزور.
سحب اتحاد كرة القدم القرعة وأصدر جدول المباريات في وقتها، لكن بعد وقوع الزلزال تغير الكثير من الأمور فتم فتح باب السماح بالانسحاب من المنافسة لمن تضرر بالزلزال ففوجئنا بانسحاب 13 فريقاً أغلب هذه الفرق بعيدة كل البعد عن الزلزال ولم تتأثر بتداعياته.
في هذه الجزئية نجد أن اتحاد كرة القدم أخطأ الطريق بسماحه لمن يريد الانسحاب أن ينسحب والمفترض أن يحدد المناطق الجغرافية التي يمكن لفرقها أن تنسحب، فلم تتأثر أغلب فرق حماة وحلب بالزلزال بشكل مباشر والدليل أنها أتمت دوري الدرجة الأولى وها هي فرق الشباب تلعب دون أن يبدي أي ناد رغبته بالانسحاب، وهذا يشير إلى أن اتحاد كرة القدم لم يحترم هذه المسابقة عندما فتح الباب على مصراعيه أمام الاعتذار وكأنه لا يقتنع بهذه المسابقة إلا في أدوارها المتقدمة عندما تلعب الفرق الممتازة بمواجهة بعضها بعضاً.
اتحاد كرة القدم أخطأ مرة أخرى عندما أبقى الجدول على ما هو عليه والمفترض أن يعيد القرعة حول المستجدات الطارئة، فما نفع إصدار جدول فيه تسع مباريات انسحب أحد فرقها إضافة إلى مباراتين انسحبت منها الفرق الأربعة، فمن سيتأهل من هاتين المباراتين؟
أليس في هذا الجدول مفارقة عجيبة؟!
انسحابات
الفرق المنسحبة هي: الضاهرية وحرفيو حلب وحسياء والعربي وحطلة وبانياس وشرطة حماة وعفرين ومعدان والنبك وصبيخان وتلكلخ والصفصافة، ومن هذه الفرق خمسة فرق من الدرجة الأولى ثلاثة منها تأهلت إلى الدور الثاني من دوري الدرجة الأولى المؤهل إلى الدرجة الممتازة.
وحسب ما سبق فقد تأهلت فرق الحرية والنيرب وحسياء وتلبيسة والمحافظة والتل والسبخة وشرطة حلب والنواعير إلى الدور الثاني من دون أن تلمس أرض الملعب.
وتستأنف مباريات هذا الدور يوم السبت فيلعب الساحل مع شرطة دير الزور، واليقظة مع نبل والجهاد مع الهلال وصيدا مع الحارة وعمال حلب مع الحوارث وشرطة طرطوس مع شهبا.
ويلعب الأحد الشرطة مع الشهباء وخطاب مع جيش حلب وتختتم مباريات الدور الأول يوم الإثنين بلقاء تلقطا مع المخرم.
ولا ندري إن كنا سنشهد انسحابات أخرى، علماً أن لائحة الانضباط والأخلاق أضافت إلى معاقبة المنسحب من كأس الجمهورية غرامة مالية كبيرة فضلاً عن حرمان النادي المنسحب من المشاركة في الموسمين القادمين، ونجد هنا أن لجنة المسابقات ضربت عرض الحائط بكل القرارات، والجميع تابع تداعيات الزلزال ولم نجد أي أثر من هذا الزلزال على جميع الأندية المنسحبة، ما يدل على أن الأندية غيّرت موقفها بعد أن تأكدت أنه لن يطولها أي عقوبة أو غرامة مالية.
إستراتيجية غائبة
اعتذار فرق مهمة بالدرجة الأولى برسم العديد من إشارات الاستفهام وخصوصاً أن بعض هذه الفرق تأهل إلى الدور الثاني من دوري الدرجة الأولى أي إن هذه الأندية مؤهلة للمنافسة على دخول الدوري الممتاز، وإذا علمنا أن نصف فرق دوري الدرجة الأولى اعتذر عن المشاركة أو انسحب فإننا نلمس حجم الكارثة التي تعانيها كرتنا بالمضمون والمفهوم والعقلية البالية.
الفرق التي لن تشارك هذا الموسم بالكأس هي: دوما والعربي وحرجلة ومورك والتضامن والكسوة وجرمانا ومعضمية الشام والنبك وصبيخان وشرطة حماة وعفرين وعمال حماة.
الفكرة بالموضوع متعلقة بسؤال واحد: ما غاية الأندية من كرة القدم وما هدفها؟
أغلب هذه الفرق لم تحقق الغاية من وجود كرة القدم في ديارها، فعلى سبيل المثال فإن فرق معضمية الشام وجرمانا ودوما لم تحقق أي فوز في الدوري ولم تظهر إلا بإحدى صور فرق الأحياء الشعبية.
وكانت على الشاكلة ذاتها فرق مورك والتضامن وصبيخان، فهذه الفرق أثبتت أنها لا تملك مقومات كرة القدم، وعلى الطرف الآخر نجد فريقي عمال حماة والعربي كان غاية وجودهما البقاء في الدوري فقط.
لكن المستغرب أن أندية حرجلة الهابط من الممتاز والكسوة والنبك وعفرين وشرطة حماة وهذه إما تأهلت للدوري الثاني أو نافست على مقاعد التأهل، أن تكون خارج هذه المسابقة.
لذلك نسأل اتحاد كرة القدم: ما جدوى وجود مثل هذا الكم من الأندية بدوري الدرجة الأولى إن كان أغلبها لا يملك مقومات وجوده في الدوري؟
أما السؤال الأهم فيمكن طرحه على هذه الأندية بالذات: ما إستراتيجية كرتكم؟ وما الخطط التي تعدونها لهذا الموسم والمواسم القادمة؟
كيف يمكن أن تتطور كرة القدم بأندية فرقها لا تلعب في الموسم الواحد بين ثماني وعشر مباريات، وهذا الأمر يتقاسم ذنبه الاتحاد مع الأندية، لأن اتحاد كرة القدم يذعن لطلبات الأندية بتوزيع الفرق على المجموعات الأربع ضغطاً للنفقات، وهذا كله لا يجعلنا نتفاءل بهذه الأندية عموماً وبكرتنا على وجه الخصوص.
الحديث عن كأس الجمهورية مشابه للحديث عن الدوري لأنه يلقي الضوء على واقع سيئ تعاني منه كل الأندية، ولو توافرت إستراتيجية منطقية لهذه الأندية لوجدنا أن أحوالها تحسنت وارتقت، وعلى سبيل المثال نجد أن هذه الأندية التي نتكلم عنها ما زالت على ما هي عليه من دون أي تغيير يذكر منذ أربعين سنة، وهذا يفرض تساؤلاً مهماً: كرة القدم العشوائية تأكل الأخضر واليابس لأنها كرة لا تقوم على أسس صحيحة، كيف لكرة تستهلك طاقاتها وإمكانياتها دون أي جدوى منها؟
على سبيل المثال: نجد في بقعة جغرافية لا تتجاوز خمسة كيلو مترات عدة فرق تبدأ من حرجلة ثم الكسوة فمعضمية الشام وداريا وعرطوز وصحنايا وغيرها، هذه الأندية لو أنها وضعت إمكانياتها الكروية في ناد واحد ينتمي إليه أبناء المنطقة لحصلنا على فريق جيد وقواعد ممتازة، وعندما خرج فريق حرجلة عن القاعدة وبنى فريقاً كل عناصره من خارج ريف دمشق لم يصمد لأن أسسه لم تكن سليمة، فالنادي لا يدافع عنه إلا أبناؤه وأهل المنطقة، وهذا المثال موجود في الكثير من الجغرافيا السورية الكروية وكأن هدفنا من كرة القدم عدد الأندية لا نوعها، ومع ذلك لا ضير أن تمارس هذه الأندية كرة القدم من باب الشغف، لكن عليها ألا تخرج من إطارها الضيق المفروض عليها.
أهمية المسابقة
في كل المواسم السابقة لا نجد أن هذه المسابقة تجد العناية الكاملة والاهتمام من القائمين على كرة القدم، والمسابقة بكل تفاصيلها مهملة ولولا أن البطل يحق له المشاركة في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لوجدناها ألغيت في الكثير من المواسم كالموسم الماضي على سبيل المثال.
وإذا تابعنا البطولات في الدول العربية أو العالمية لوجدنا أن هذه المسابقة تسير جنباً إلى جنب مع مسابقات الدوري ضمن روزنامة موضوعة بعناية، فها هم الإنكليز أنهوا أول مسابقة للكأس، والمسابقة الثانية الأكثر أهمية وصلوا فيها إلى دور نصف النهائي.
لذلك نسأل: لماذا اتحاد كرة القدم يؤخر مسابقة كأس الجمهورية في كل موسم حتى نهاية الموسم.
المسابقة من المفروض أن تبدأ بوقت مبكر، وأن تتم إعادة رسمها من جديد لتكون ذات أهمية وفائدة.
لو اضطر اتحاد كرة القدم بإقامة المنافسات من مباراة واحدة، فلتكن بأرض الفريق الأضعف، سابقاً عندما كانت القرعة تجمع الجيش مع الفرات، كان الجيش يواجه الفرات في الرقة، ذلك إكراماً للفريق الأضعف وجمهوره لرؤية نجوم فريق الجيش، وما ينطبق على فريق الجيش ينسحب على بقية الفرق.
في حال التعادل لا بأس أن نقلّد التجربة الإنكليزية بإعادة المباراة على أرض الفريق الآخر.
هناك الكثير من أساليب التنظيم لإقامة بطولة تحظى باهتمام الجميع وخصوصاً الأندية، غاية المسابقات الرسمية هي تطوير كرة القدم وإجراؤها وفق أفضل الأساليب، والمسابقة التي لا تحقق المطلوب فإلغاؤها هو أفضل من وجودها، لأنها إذا أقيمت رفع عتب فستكون باباً لإضاعة الوقت وهدر المال العام من دون أي طائل.
سيرياهوم نيوز1-الوطن