syriahomenews أخبار سورية الوطن
| آلاء الخطيب
يسعى المخرج السوري محمد عبد العزيز دائماً للخروج عن المألوف والتنوع والتميز بأعماله التي تحدث ضجة وإثارة للجدل لمواكبته الدائمة للتطور والانفتاح على أفق إبداعية جديدة وجرأة بطرح أفكاره وإخراج أعماله، سواء كان في أعماله السينمائية أم التلفزيونية، وهاهو يستعد لإطلاق عمل مميز له أعطاه وقتاً طويلاً من تصويره وإنجازه في مراحله المتعددة.
واليوم تمكن الذكاء الاصطناعي من الانتشار والدخول إلى عالم الفن، وأخذ دوراً مهما في العمليات الفنية إلى حد أصبح ممكنا تقديم أعمال فنية بالاعتماد عليه ما دفع المخرج محمد عبد العزيز لخوض هذه التجربة وإسقاطها على عمل البوابات السبع وفي حوار «الوطن» معه أخبرنا عن هذه التجربة..
سر الخلود
• أعلنت على صفحتك بالفيسبوك عن الانتهاء من العمليات الفنية لمسلسل البوابات السبع مبارك بدايةً وليتك تخبرنا أكثر عن هذا العمل؟
العمل يتطرق لفكرة التنقل عبر الأزمنة حيث هناك مجموعة تعيش في عام 2322 في المنطقة المحرمة يمنع بوقتها دخولهم لدمشق فيستعينون بمبرمج أو مقرصن يعيدهم إلى الماضي أي وقتنا الحاضر للحصول على سر الخلود المخبأ داخل إحدى بوابات دمشق السبع.
• بالإعلان ذكرت أنه أول عمل سوري ينتمي للخيال العلمي ويستعين بالذكاء الصناعي هل تشرح لنا كيف؟
نعم نوع العمل أو تصنيفه خيال علمي وبالتالي مضامينه تدور حول إدارة الزمن وبعض النظريات الفيزيائية مثل عبور الزمن والوجود بنفس الوقت بمكانين وبالتالي عبر الذكاء الاصطناعي تم صياغة تصور بصري لعدد من المشاهد بالعمل لاسيما المتعلقة بالمستقبل وشكل ذلك المستقبل.
حقبة جديدة في الدراما
• من كاتب المسلسل وعدد حلقاته وما سبب اختيار هذا الاسم؟
النص أنا قمت بكتابته وقد تعرض لأكثر من نسخة تطوير حتى وصل إلى المونتاج النهائي.. وبالنسبة لسبب اختيار الاسم فمن المعلوم أن لدمشق أبواباً تاريخية سبعة كل باب تم بناؤه على طالع كوكب من كواكب المجموعة الشمسية وبالتالي هذا الأمر يدفعني إلى تأليف العمل وتسميته بهذا العنوان كنوع من التحية لمدينة دمشق سيدة مدن الشرق ودرتها الأبدية ضمن قالب من قوالب الخيال العلمي لتقديم جرعة من المثيولوجيا السورية مع عصرنة بعض الرؤى التي تتوافق مع هذا الإرث العظيم.
• هل يمكننا أن نعتبر هذا العمل الفاتحة للدراما السورية للدخول في حقبة جديدة باستخدام الذكاء الصناعي؟
نعم هو كذلك وهو من أكثر الأعمال جدلاً.
• بعد النار بالنار العمل الذي أخذ صدى كبيراً، ماذا تأمل من البوابات السبع؟
أعتقد أنها تجربة ومغامرة بناءة يمكن الاستناد والانطلاق منها لتعزيز وتطوير وتعميق هذا النوع من الأعمال التي تفتح الآفاق أمام كل العاملين بهذا الحقل الإبداعي.
• تعودنا في أعمالك أن تثير جدلاً مثل «النار بالنار» و«شارع شيكاغو» فهل «البوابات السبع» سيتبع هذه المسلسلات بإثارة الجدل؟
نعم العمل سيثير عواصف من الجدل التي أراها صحية للنقاش وإعادة صياغة الأسئلة الجوهرية حول الفن والمنجز الإبداعي وطريقة قراءته وتأثيره بالمتلقي في الوقت الحاضر… سيكون من أكثر الأعمال جدلاً.
روح القرصان المتمرد
• كيف وجدت هذه التجربة الجديدة وهل ستكمل على هذا النمط بأعمالك القادمة؟
شخصياً أنحاز للتجريب المطلق والتحرر من كل القوالب الجاهزة ولامتحان الأدوات الفنية وعدم المراوحة في المكان والاستسلام للمألوف والمعتاد والمقولب فنعم سأعيد التجربة كلما سنحت الفرصة فلدي الشغف وروح القرصان المتمرد وشجاعة المكتشفين الأوائل لذا لن يصدني شيء في سبيل اكتشاف وتجريب المساحات والفضاءات الجديدة.
• من أين استوحيت فكرة العمل وأين اخترت مواقع التصوير؟
الفكرة مستوحاة من جوهر دمشق بحد ذاتها كمدينة ذات خصوصية تاريخية بكل مستوياتها المعرفية والروحية والمدنية والحضارية وبقدر ما هي ضاربة الجذور في العمق التاريخي كأقدم مدينة مأهولة فكذلك أجدها مدينة مستقبلية ذات حضور في غاية البهاء والجلال والتقدم في المستقبل البعيد وحتى نهاية الزمن.. ربما في المستقبل القريب سنجد مدناً بحد ذاتها تندثر ويعاد تدويرها ولكنني من المؤمنين بتاريخية دمشق وامتدادها المزهر عبر الأزمنة مكللة بالنور والضياء والوفرة والأنسنة بكل تجلياتها السايبرانية القادمة.
الاندماج مع التقنيات
• ماذا أضاف الذكاء الاصطناعي على الإخراج برأيك؟ وما جماليته في المسلسل؟
اعتقد أنها مرحلة جديدة لتوسيع خيارات التخيل لدى الصانع المعاصر للمادة الفنية وأجد حسنات هذا الأمر هائلة ويجب ألا ننظر لموضوع الاندماج مع التقنيات بعين الريبة والتشاؤم فما هو قادم لا مفر منه لذا علينا بدل انتظار ما ستؤول إليه الأمور الذهاب بأقدامنا نحوها وجني ثمار التكنولوجيا الحديثة وما ستفرضه علينا من تغيير شامل وبنيوي بأنظمتنا الاجتماعية والسلوكية والعضوية فهذه حتمية تاريخية طبيعية في عملية التطور والارتقاء والاصطفاء الطبيعي لنوعنا منذ العصر الكامبري وحتى يومنا هذا نحن على مشارف وداع حقبة امتدت لملايين السنين والذهاب والاندماج مع الآلات والتطبيقات الصنعية الذكية والتي أرى أن حسناتها ستكون أكثر من بعض آثارها السلبية الجانبية لابد من إعادة تأهيل الكائن البشري عبر التكنولوجيا والأنظمة الذكية التي ستساعد نوعنا غير المؤهل لمتطلبات العصرنة من النجاة من شرور التطور عبر الاصطفاء الطبيعي.
أما عن جماليتها التي سألتيني عنها فأستطيع القول الجمال يكمن في تعددية الخيارات البصرية والمساعدة في تشكيل وتأطير ما توده وترغبه.
• رأينا استخداماً للذكاء الاصطناعي في شارة مسلسل «سيكرت انفايجن» وأثار استياء الفنانين في هوليوود واعتبروه تهديدا لوجودهم.. هل برأيك ستواجه هذا الاستياء نفسه هنا بعد عرض العمل؟
هذا شأنهم وستحدث هناك بعض هذه المظاهر من التمرد والاضطرابات في أكثر من قطاع ولكن لا مفر من المستقبل.. هو على مشارف القدوم والتغيير البنيوي سيطول كل شيء وبرأيي كل هذه المساعي في صد تدفق النهر الهادر للمستقبل ستفشل.
وهاهو المخرج محمد عبد العزيز يضع لمساته الأخيرة ليصبح «البوابات السبع» جاهزاً للعرض، وكما تحدث المخرج فإن روح التجريب هي التي تدفع الفنان داخله للوصول إلى مجاهل في الفن والرؤية والصورة استطاعت أن تميز أعماله التي تركت إشارات وفضولاً عند الجمهور لدى استقبالها.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن
