ربحت إثيوبيا ورقة جديدة في مفاوضات «سدّ النهضة»، في ظلّ تصاعد الخلاف المصري ــــ السوداني، على رغم محاولات القاهرة احتواءه، وتقديم تنازلات للخرطوم في ملفات عدّة
قدّمت مصر إلى السودان تنازلات ومساعدات لضمان دعمه
في التفاصيل، يرعى الاتحاد الأفريقي المباحثات منذ شهور، ويرغب السودان في الاحتكام إلى خبراء أفارقة في ما يتعلّق بالتفاوض بين البلدان الثلاثة، وهو ما تتخوف منه مصر، ليس لنقص الخبرة المتوقع لدى الشخصيات المرشّحة فقط، بالمقارنة مع نظرائهم الأوروبيين والأميركيين، بل جرّاء مخاوف من تلقيهم رشى أو إغراءات لتغيير مواقفهم النهائية. وبموجب ما اتُّفق عليه في الاجتماعات السابقة، فقد اختارت كلّ دولة خبيرين لوضع مسار للمفاوضات بعد الاعتراض المصري والإثيوبي على تعزيز دور الخبراء الأفارقة، ليتحوّل الخلاف الآن بين الدول الثلاث حول آلية التفاوض لإنهاء الأزمة، وليس التفاصيل الفنية أو الخطوات الواجب اتخاذها. أمرٌ ترى فيه القاهرة نهاية لدور الاتحاد الأفريقي، ما لم تتدخل جنوب أفريقيا بوصفها رئيس الاتحاد.
على رغم الإخفاق المتوقع للاجتماع، جاء مفاجئاً إعلان وزير الريّ السوداني، ياسر عباس، في بيان منفرد، رفض بلاده مواصلة التفاوض وفق المنهج السابق، ومطالبتها بإرجاع القضية إلى الاتحاد الأفريقي، ما يعكس حالة التشرذم الحادّة بين الدول المشاركة بعد اجتماع الساعات الثلاث. وسريعاً، أجرت الرئاسة المصرية اتصالات مع المجلس العسكري والحكومة في الخرطوم لمناقشة الأمر على مستوى منخفض من التمثيل، مع اتصالات أخرى مرتقبة بعضها غير معلن. كما يُتوقع أن يجري وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مزيداً من الاتصالات ليس مع الخرطوم حصراً، وإنما مع نظرائه الأوروبيين تمهيداً لإحالة الملف ككلّ إلى مجلس الأمن قبل الصيف المقبل.
أيضاً، لا ترغب مصر في اتخاذ الاتحاد الأفريقي قراراً بإحالة الملف إلى إحدى اللجان الخاصة بالاتحاد من أجل استمرار التفاوض، بما أن مستوى المطالب الإثيوبية صار «غير مقبول»، ولا سيما بعد الإعلان الإثيوبي الواضح رفض أيّ اتفاقات ملزمة، ما يعني أن سرعة إحالة القضية إلى مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ستكون الحلّ لمطالبة أديس أبابا بوقف ملء السدّ حتى توقيع اتفاق. تقول المصادر إن استمرار الخلاف بين القاهرة والخرطوم يتسبّب في مزيد من القلق للأولى، وخاصة أن أديس أبابا ستكسب الوقت، وهو «هدفها الأساسي من تعقيد المفاوضات باستمرار».
(سيرياهوم نيوز-الاخبار 20/11/2020)