منذ 7 أكتوبر أصبح الخطاب حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أكثر تشددا. والفكرة التي تنال الجاذبية الآن هي إنهاء الاستعمار حسب ما قال دانييل سيلفرمان في ناشيونال إنترست.
ترى هذه الرواية أن الصراع القائم هو بسبب الحالة الاستعمارية الاستيطانية. فقد احتل الغرباء فلسطين واستوطنوها على أنها ملكهم، وهجّروا وقمعوا السكان الأصليين.
تبدو فكرة إنهاء الاستعمار ذات مزايا عديدة ولكنها غير وافعية لكلا المجتمعين، وتشكل فكرة متطرفة لإنهاء الصراع. لقد أصبحت إسرائيل التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة من أقوى اقتصادات العالم. وعتادها العسكري والأمني مع 100 قطعة من الأسلحة النووية، يجعل منها قوة إقليمية.
برأي الكاتب هناك طريقان لحل الصراع؛ أحدهما محو إسرائيل بالعنف، والآخر عن طريق السلام. لكن العنف غير مقبول حتى بالنسبة لرشيدة طليب المناهضة للصهيونية. كما لم يتم غزو دولة نووية من قبل. ورغم شراسة الرد الإسرائيلي يجادل بعض المحللين إذا كان يصحّ استخدام عبارات مثل الإبادة الجماعية أو التطهير العرقي. ومهما كانت أعداد الضحايا من الإسرائيليين فإنهم يشكلون 0.01% فقط من مواطني إسرائيل. ولذلك فإن هذا الطريق مسدود.
وهناك من يشبه حالة الصراع بنموذج جنوب إفريقيا. فقد تمت الإطاحة بنظام الفصل العنصري في نهاية المطاف. وحصلت ضغوطات دولية خارجية على النظام وتم تطبيق عقوبات غربية شديدة. لكن هذا التشبيه بعيد عن الواقع. والسبب هو أن الولايات المتحدة وقتها كانت القطب الوحيد والأقوى، في حين إذا جابهت الولايات المتحدة إسرائيل الآن فقد تلجأ الأخيرة لأقطاب أخرى. وهناك فرق آخر وهو أن السكان الإسرائيليين يشكلون 50% من سكان إسرائيل وفلسطين، بينما لم يكن البيض يتجاوزون 20% في جنوب إفريقيا.
وهناك دوما تخوف عند الأقليات، ومعظم الإسرائيليين يعتقدون أنهم سيقتلون إذا انتهت إسرائيل. ولذلك على إسرائيل أن تتخلص من حكم اليمين المتطرف والاستيطان العدواني في الصفة الغربية والتمييز العنصري ضد العرب الإسرائيليين والفلسطينيين. وحينها يمكن أن تضمن حلا دائما للصراع.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم