(الطاسة الضائعة)

ليس المهم أن تصدر قراراً بمعاقبة هذا النادي أو ذاك لمجرد إصداره فقط، من دون أن تكون هناك أدلة واضحة ودامغة لدى الجهات المعنية في اتحاد الكرة، فمعاقبة نادي جبلة لمجرد العقوبة لم يكن قراراً حكيماً وخاصة أن لادخل للنادي المعاقب بما جرى في أرض الملعب لأنها ليست مسؤوليته ولو كان المشجع الذي اعتدى بالضرب على الحكم من مشجعي النادي نفسه، فكنا ننتظر من اتحاد الكرة بعد الانتظار الممل في إصدار حكمه أن يكون متمسكاً بروح القانون وليس بلوائح تأديبية أكل عليها الدهر وشرب، فخسارة فريق جبلة الكروي وتغريمه مالياً ونقل مبارياته خارج أرضه هو غير عادل وخاصة أن حكم المباراة تصرف بأسلوب المشجع عندما انهال عليه بالضرب وبدا المشجع بلا حول ولا قوة ، والسؤال الذي يطرح نفسه: أي قانون يسمح للحكم بتوقيف المباراة بعد أن انتهت المشكلة وتم إخراج المشجع خارج الملعب وعادت الأمور إلى طبيعتها وخاصة أن المباراة تشير إلى تعادل الفريقين في الوقت المتبقي للمباراة، وكان حرياً بالحكم استئناف اللعب وإنهاء المباراة بشكلها الطبيعي ، لكن على  ما يبدو أن اجتماعات اتحاد الكرة من أجل اتخاذ القرار بعد طول انتظار واجتماعات “ماراتونية”  والكل يبحث عن الطاسة الضائعة.

ما يحصل في اتحاد الكرة والقرارات غير المدروسة ينطبق عليه هذا المثل، والذي نأمل ألا يصل بكرة الأندية من خلال الدوري الكروي إلى درجة “الملل” وخاصة أننا في المراحل الأخيرة من مرحلة الذهاب التي لم تشهد مبارياتها منذ البداية هدوءاً يشعرنا بأننا نتابع كرة قدم متطورة فنياً وهذا ما جعل الكثير من النقاد الكرويين يملون مشاهدته لكثرة الأخطاء التي وقعت سواء من الحكام أو المدربين أو الإداريين والجمهور وحتى من القائمين في اتحاد الكرة الذي لم يتمكن من إدارة الكثير من المشاكل بالشكل المطلوب وهذا سبب رئيس في تكرار الأخطاء في المراحل العديدة من مباريات الدوري.

كل ما نأمله أخيراً من اتحاد الكرة وهو مقبل على استحقاقات قارية؛ أندية ومنتخبات أن يقود المرحلة القادمة بشكل أفضل وخاصة في ما يخص الدوري في مرحلة الإياب ويكون أكثر حكمة وعدالة في قراراته حتى نصل لكرة أكثر تطوراً.

(سيرياهوم نيوز-تشرين)