الرباع معن أسعد يدافع عن الرياضة السورية ويحمل همومها على عاتقيه … منافسة كبيرة وشديدة وصعبة بين أقوياء العالم لتحقيق الذهب

 

 

| ناصر النجار

 

يدخل رباعنا الذهبي معن أسعد منافسات رفع الأثقال بوزن +100 كغ يوم السبت القادم بعزيمة من حديد وقوة لا تلين، وهو يحمل على كتفيه هموم الرياضة السورية، بعد أن فشلت كل ألعابنا بتحقيق الوجود الإيجابي في هذا المحفل العالمي، وأنظار كل السوريين ستكون شاخصة وهي تراقب وتتابع منافسات معن لتعلن الأفراح وتعلي الرايات بميدالية نستحقها جميعاً، المنافسة ليست سهلة، وهي أصعب بكثير من المنافسات التي جرت في طوكيو بوجود أبطال عالميين يتزاحمون على المراكز الأولى في هذا الوزن.

 

الحقيقة التي يمكن التعويل عليها كثيراً أن معن مؤهل للمنافسة وهو من أقوياء اللعبة في العالم، ويملك خبرة المنافسات القوية وضغوطها النفسية، ويدرك أنه يبحث عن مجدين، مجد شخصي يضيفه إلى سجله الرياضي الناصع، ومجد وطني من خلال منح بلدنا ميدالية تستحقها، على صعيد التحضير، فيعتبر معن من الرباعين المحترفين الذين قدمت لهم أفضل الإمكانيات، فأتيحت له أفضل الأجواء والمعسكرات والمشاركات القوية، وهو اليوم أمام امتحان كبير لتحقيق كل هذه الأحلام والأمجاد.

 

بكل الأحوال فإن الأخبار الواردة من بعثتنا في باريس تفيد بأن رباعنا معن في أتم الجاهزية، وأن أرقامه في التمارين تتطور يوماً بعد يوم، وحالته النفسية والصحية ممتازة وجاهزيته البدنية والفنية في أفضل حال، والأمل دوماً بالتوفيق لتحقيق المراد.

 

الصورة الأخيرة

 

حسب لائحة المشاركين فإن المنافسة على ميداليات البطولة ستكون واسعة بين عدة رباعين، في مقدمتهم الجورجي الذي يتقدم على جميع المشاركين بالرقم القياسي، ويدخل على خط المنافسة مع معن أبطال أرمينيا واليابان ونيوزيلاندا وتركيا وإيران والبحرين وأوزباكستان، لذلك يتوقع المراقبون أن تكون المنافسة على ميداليات الوزن شديدة بين المشاركين.

 

الأقوى بين المتنافسين على ذهب هذا الوزن هو الرباع الجورجي خالادزة الذي بلغت مجموعته 488 كغ وأكثر، أما بقية الرباعين فيتراوح مجموعهم بين 467 كغ و447 كغ، وأقلهم معن أسعد بمجموعته 445 كغ، وقد تحسنت في الأيام الماضية، معن يتميز برفعة النتر وهو أقل قوة برفعة الخطف، والشهر الماضي كان تركيزه في التدريب حسب ما ورد إلينا لتحسين رقم رفعة الخطف.

 

الأرقام التي ذكرناها سجلت هذا العام ببطولات رسمية، وعلى ضوئها تأهل الرباعون إلى الأولمبياد، لكن هذه الأرقام غير ثابتة ومتغيرة، فقد يتراجع مستوى أحد الرباعين فينخفض الوزن الخاص به، وقد يتطور رقم رباع آخر، وقد يتعرض رباع للإصابة وربما ينسحب رباع ما لسبب مفاجئ، لذلك ما نتحدث عنه اليوم هو الصورة الأخيرة للرباعين المتنافسين قبل اليوم الحاسم، لذلك قد تتغير هذه الصورة نحو الأعلى أو نحو الأسفل، وهذا متعلق بجاهزية الرباعين وخصوصاً المعنوية، ومدى استعدادهم الفني والبدني، وخصوصاً في الشهر الأخير وهو الأهم في دورة الاستعداد الطويلة.

 

على العموم فإن معن لم ينقطع عن التمرين منذ آخر مشاركاته، وكثف التمارين وهو يسابق الوقت وتحسنت أرقامه في التمارين، ونأمل له التوفيق والنجاح ليعوض إخفاقات من سبقوه في هذه الدورة من اللاعبين، فالكل يعوّل على معن لتحقيق ميدالية وحضور مشرف، فهو رمانة الميزان في الرياضة السورية في الوقت الحالي.

 

وكان رئيس اللجنة الأولمبية السورية فراس معلا قد حضر المران الأخير للرباع معن في دمشق قبل السفر إلى فرنسا، واطمأن على جهوزيته البدنية والفنية والنفسية مثنياً على جهود المدرب قيس أسعد والكادر المرافق متمنياً في الوقت نفسه أن تكون مشاركة معن مثمرة تتمثل بإنجاز مهم للرياضة السورية.

 

الأولمبياد الثالث

 

مشاركة معن أسعد في أولمبياد باريس تعتبر المشاركة الثالثة على التوالي، وفي كل مرة كان يتأهل بسبب تفوقه الرياضي وحصوله على الأرقام المؤهلة لدخوله الأولمبياد، والكل يتذكر المشاركة الأولى في أولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل عام 2016، وقد حقق مركزاً متقدماً رغم ضعف الإمكانيات المقدمة له، ولعلنا لم ننس قضية الحذاء الرياضي المهترئ الذي أثار الكثير من التساؤلات حوله، ورغم أن الاتحاد الرياضي وقتها برر ذلك بوجود حذاء جديد لم يلبسه معن وقد تم شراؤه من البرازيل، إلا أن خبراء الرياضة لفتوا النظر وقتها إلى أن الحذاء يجب أن يكون الرباع معتاداً إياه ولا يشكل أي عقبة في النزال الرسمي، والمفترض أن يكون الحذاء الجديد قد سُلّم للرباع قبل شهر من البطولة على الأقل ليعتاد إياه.

 

على كل حال هذه قصة صارت من الماضي، لكنها تحضر كلما ذكرنا هذا الأولمبياد الذي خرجنا منه مثلما دخلناه وكان بالإمكان تحقيق شيء لبلدنا لو كان الاهتمام أكبر والرعاية أفضل، أولمبياد ريو دي جانيرو أعطت الأسعد الخبرة المطلوبة، وجعلته يطلع على كل التفاصيل، ليكون تحضيره أفضل نحو استعداد لأولمبياد جديد، وهذا ما حصل بالفعل في أولمبياد طوكيو 2021 عندما كان الاشراقة الوحيدة في رياضتنا على المستوى الدولي فحاز الميدالية البرونزية ليثبت أنه بطل على مستوى عال، وليدخل قائمة الأقوى بين رياضيي رفع الأثقال في العالم.

 

واليوم ننتظر خبرة معن التي اكتسبها من مشاركته في أولمبيادي ريو دي جانيرو وطوكيو السابقين والعديد من البطولات الدولية والقارية ليضعها في نزال باريس الذي سيجمع أقوى الأقوياء من أبطال العالم، لعله يبيّض صفحة رياضتنا بعد كل إخفاقاتها.

 

مسيرة حافلة بالنجاح

 

حقق الرباع معن أسعد خلال مسيرته الرياضية التي تمتد لأكثر من خمسة عشر عاماً بطولة سورية برفع الأثقال في مختلف الفئات، بين الناشئين والشباب والرجال، وحصد أولى بطولاته الدولية بعمر 14 عاماً في بطولة آسيا للناشئين التي جرت في أوزبكستان عام 2009، كما حقق في بطولة آسيا في قيرغزستان المركز الأول عام 2013، وأحرز ذهبية بطولة كأس التحدي العالمية في سويسرا عام 2019 وتحقيقه المركز الخامس على العالم في تايلاند 2019، وفي عام 2021 أحرز ثلاث ميداليات فضية في بطولة آسيا لرفع الأثقال التي جرت في أوزبكستان إضافة إلى تحقيقه العديد من الأرقام القياسية على مستوى بطولة العرب وغيرها من البطولات في العامين الأخيرين على مستوى بطولات العالم وآسيا والعرب.

 

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١ _الوطن