قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أمس الثلاثاء إنّه سيرشح حاكم ولاية أركنسو السابق مايك هاكابي سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل، وهو الإعلام الذي لاقى ترحيبًا واسعًا في دولة الاحتلال، خصوصًا لدى القوى المتطرفة والعنصريّة التي تعمل على ضمّ الضفّة الغربيّة المُحتلّة إلى سيادة الكيان، وعلى نحوٍ خاصٍّ وزير المالية سموتريتش، الذي أكّد أنّ عام 2025 سيكون عامّ الضمّ والاستيطان.
وهاكابي أحد المحافظين المؤيدين لإسرائيل والذي قد يُعطي تعيينه في هذا المنصب لمحة عن السياسة الأمريكيّة المستقبليّة تجّاه الصراعات في الشرق الأوسط.
وهاكابي، وهو مسيحيٌّ إنجيليٌّ، مؤيدٌ صريحٌ لإسرائيل طوال مسيرته السياسية ومدافعٌ منذ فترةٍ طويلةٍ عن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، وكان مقدمًا لبرنامجٍ تلفزيونيٍّ أسبوعيٍّ على قناة (فوكس نيوز) لمدة ست سنوات انتهى في عام 2015.
ونقلت وسائل الإعلام العبريّة عن الوزيرة ميري ريغيف، وهي من صقور حزب (ليكود) الحاكم بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، نقلت عنها قولها إنّ الفلسطينيين ليس لديهم جذورًا عميقةً في القدس مهما حفروا في العمق، وزعمت أيضًا أنّ الفلسطينيين لن يجدوا عملةً عربيّةً في القدس، وهو ما يتناقض مع الحقائق اليومية للكشوفات الأثرية، وادعّت أنّ اليهود مشوا هنا منذ ثلاثة آلاف عام، وفق كلامها.
ومن الجدير بالذكر أنّ تصريحات الوزيرة العنصريّة جاءت أثناء وضع حجر الأساس لعدوانٍ استيطانيٍّ جديدٍ في سلوان تحت اسم (مشروع التراث اليمنيّ) بذريعة إحياء كنيس يهودي يمني قديم، وشارك في الحفل ما يُطلق عليه وزير القدس زئيف إلكين، وحاكم ولاية أركنسو الأمريكيّة سابقًا، الصهيونيّ المتطرّف مايك هاكابي، الذي أعلن الرئيس الأمريكيّ المُنتخب عن تعيينه سفيرًا لواشنطن في دولة الاحتلال.
وفي وقتٍ سابقٍ كان هاكابي قد وضع حجر الأساس في حيٍّ استيطانيٍّ جديدٍ في مستوطنة إفرات في الضفّة الغربية المحتلّة، وعلّق هاكابي أنّه قد يشتري منزلاً لقضاء العطلات في المستوطنة، وهاكابي هو والد سارة هاكابي ساندرز المتحدثة السابقة باسم الرئيس الأمريكيّ، والتي تشغل اليوم منصب حاكمة ولاية أركانسو.
يُشار إلى أنّه في شهر آب (أغسطس) من العام 2015 اعتبر السيناتور السابق هاكابي، (71 عامًا)، أنّ الضفة الغربية المُحتلّة هي جزء من إسرائيل، بما يخالف سياسة الولايات المُتحدّة المُعلنة في هذا الشأن.
وكان هاكابي، يتحدث للصحافيين في بلدة شيلوه القديمة، الواقعة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، على هامش زيارة قام بها إلى إسرائيل من أجل بحث الاتفاق النوويّ الذي أبرمته إدارة الرئيس باراك أوباما مع إيران. وبحسبه، فإنّ الاتفاق مع إيران “يقتاد الشعب الإسرائيليّ إلى الأفران”. ولفت إلى أنّ الضغوط الممارسة من إدارة أوباما على إسرائيل لوقف البناء في المستوطنات أشّد من الضغوط التي تُمارسها لمنع إيران من تطوير الأسلحة النووية.
وأوضح في سياق حديثه “أشعر بالتأثر لزيارة هذا المكان، شيلو، التي تُعّد العاصمة الأولى لبني إسرائيل، الصلة بين كتاب الدين اليهوديّ وبين الشعب الإسرائيليّ مهمة للغاية. وأضاف: “الاتفاق النوويّ مع إيران يُشكّل خطرًا ليس على إسرائيل فحسب، وإنمّا على الولايات المتحدة أيضًا. وقال: “يسرني أنْ أكون هنا في شيلوه. إنّه مكان رائع ومكان مهم. إنّه المكان الذي وجد فيه تابوت العهد”.
وتابع هاكابي، الذي عمل قسيسًا قبل خوضه الحياة السياسة، إنّه إذا كنتم ستزورون إسرائيل فعليكم أنْ تزوروا إسرائيل بأكملها ومن شأن ذلك أنْ يشمل يهودا والسامرة، وهو الاسم التوراتي للضفة الغربيّة. وفي العام 2008 أطلق تصريحه القائل بعدم وجود شعبٍ فلسطينيٍّ، زاعمًا أنّ مُصطلح (فلسطين) يُستخدم من أجل الضغط على الدولة العبريّة لتقديم تنازلات في قضية الاستيطان.
وبحسب الإعلام العبريّ، فإنّ هاكابي عاد وكرر الموقف عينه في العام 2011 خلال مقابلةٍ أدلى بها لصحيفة (واشنطن بوست) الأمريكيّة، حيث أضاف إنّ الادعاء بأنّ الفلسطينيين كانوا في (أرض إسرائيل) منذ مئات السنين، لا يمُتّ للواقع بصلةٍ، على حدّ قوله.
وبحسب صحيفة (هآرتس) العبريّة فإنّ هاكابي، ترك عمله في شبكة (فوكس) الأمريكيّة، حيث كان يشغل منصب المُحلل، ومنذ ذلك الحين، وهو يقوم بتنظيم زياراتٍ إلى إسرائيل والقيام بمهمة إرشاد المُشاركين.
وتابعت أنّ الزيارات لإسرائيل تُنظّم، للأمريكيين الذين يُعتبرون من مؤيّدي الحزب الجمهوريّ، ومنهم أيضًا المسيحيين الإنجيلين، مُشيرة إلى أنّ الزيارات تشمل المُستوطنات الإسرائيليّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة.
علاوة على ذلك، لفتت (هآرتس) العبريّة إلى أنّ هاكابي، وخلال لقاءٍ جمعه بمُتبرعين يهود في نيويورك، قال إنّه بكى عندما شاهد رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، أرئيل شارون، وهو يُنفّذ خطّة فك الارتباط أحادي الجانب عن قطاع غزّة في آب (أغسطس) من العام 2005، مُشدّدًا على أنّه عارض وما زال يُعارض إخلاء اليهود من أيّ مكان في أرض إسرائيل، بحسب تعبيره، وأرض إسرائيل بحسبه هي أرض إسرائيل الكبرى، أيْ فلسطين التاريخيّة من البحر للنهر.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم