syriahomenews أخبار سورية الوطن
*نديم الفحيلي
في خطوة استراتيجية تعكس طموح الإمارات إلى تعزيز مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة “إنفيديا” الأميركية ومعهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي عن إطلاق أول مختبر أبحاث مشترك في الشرق الأوسط متخصص في الذكاء الاصطناعي والروبوتات. ويقع المختبر في العاصمة الإماراتية، ليكون منصة بحثية متقدمة تفتح الباب أمام جيل جديد من الابتكارات التكنولوجية.
تعاون استراتيجي
جاء الإعلان عن المختبر ضمن مبادرة مركز “إنفيديا” لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تُطلق للمرة الأولى في المنطقة. ويهدف المشروع إلى تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة ومنصات روبوتية من الجيل التالي، مع التركيز على دمج القدرات الحوسبية فائقة الأداء بالأنظمة الروبوتية لتسريع وتيرة التطوير في قطاعات متعددة مثل الصناعة والرعاية الصحية والنقل.
وقد شهد مقر المعهد بأبوظبي مراسم توقيع الاتفاقية بحضور ممثلين رفيعي المستوى من الجانبين، في إشارة واضحة إلى التزامهما بدعم الأجندة الوطنية للابتكار، وتعزيز دور الإمارات في رسم مستقبل التكنولوجيا على المستويين الإقليمي والعالمي.
مجالات بحث رائدة
من المقرر أن يغطي عمل المختبر مجالات متنوعة تشمل الروبوتات الذاتية والأنظمة المستقلة والحوسبة عالية الأداء. كما سيستفيد من خبرات الباحثين في معهد الابتكار التكنولوجي وقدرات إنفيديا في تطوير النماذج اللغوية الضخمة. ومن أبرز التطبيقات دمج سلسلة نماذج الذكاء الاصطناعي “فالكون” داخل الروبوتات، وهو ما يمثل نقلة نوعية في قدرة الآلات على الفهم والتفاعل الذكي.
وسيستخدم المختبر أحدث معالجات “إنفيديا”، ومنها الشريحة الرسومية “ثور” المطورة خصيصًا للأنظمة الذاتية، لتعزيز أداء الروبوتات البشرية والروبوتات رباعية الأرجل والأذرع الآلية. كما سيتيح المشروع فرصاً لاستقطاب مزيد من المواهب البحثية، عبر خطط توسعية تركز على بناء فريق دولي متكامل من الخبراء.
الإمارات في صدارة السباق التكنولوجي
إطلاق المختبر المشترك يعد إنجازًا استراتيجيًا يكرّس مكانة الإمارات كوجهة رائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ويعكس رؤيتها الطموحة لأن تصبح محورًا عالميًا للتقنيات المتقدمة بحلول العقد الحالي. كما يتناغم مع أهداف “رؤية الإمارات 2031” والاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، التي تستهدف جعل الدولة ضمن الاقتصادات الرقمية الأكثر تطورًا في العالم.
وتأتي هذه الخطوة في سياق استثمارات واسعة قامت بها الإمارات خلال السنوات الماضية في مجال الذكاء الاصطناعي، شملت بناء مراكز بيانات متطورة، وتوقيع اتفاقيات دولية لتأمين أحدث التقنيات. وقد عززت هذه الاستثمارات من قدرة الدولة على اجتذاب كبريات الشركات العالمية، ما جعلها منصة مفضلة للبحث والتطوير في المنطقة.
منصة للمستقبل
يمثل هذا المختبر بداية مرحلة جديدة من الشراكات العلمية بين الإمارات والولايات المتحدة، ويؤكد الثقة المتبادلة بين الجانبين في قيادة مسيرة الابتكار. وبفضل هذه المبادرة، تفتح أبوظبي الباب أمام نهضة بحثية وتقنية من شأنها أن تدفع بالمنطقة بأكملها إلى مصاف المراكز العالمية الرائدة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
**دكتور في التكنولوجيا المالية وخبير في الذكاء الاصطناعي – جامعة السوربون، باريس
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار
