نيفين عيسى:
لطالما مثّلت المرأة السورية حالة متميزة في العطاء والمشاركة الفعالة في مختلف مجالات الحياة، وكان لها حضورها الذي وقفت من خلاله إلى جانب الرجل في بناء سورية وتنميتها.
وتحفل الذاكرة بصور المرأة السورية كمربية لأبنائها، وعاملة في قطاعات متعددة، إضافة إلى أنها حملت السلاح دفاعاً عن أرضها وشعبها.
المحامي سمير رجب تحدث عن دور المرأة في الحياة السياسية والقانونية، وذكر أن المرأة السورية دخلت سلك القضاء منذ عام 1975، وتعمل في كافة أنواع المحاكم وكافة درجات التقاضي حتى محكمة النقض ومجلس القضاء الأعلى والنائب العام الأول لسورية، كما تمكنت المرأة من الحصول على حق الانتخاب في عام 1949، فكانت سورية من أوائل الدول التي منحت المرأة هذا الحق، وفي العام 1971 أصبح للمرأة أربعة مقاعد في البرلمان، ازداد بعدها عدد المقاعد البرلمانية النسائية حتى وصلت إلى 12% من مجمل المقاعد عام 2012 ، و شغلت المرأة السورية منصباً وزارياً منذ عام 1976 حيث بدأت مشاركتها بوزارة الثقافة، كما شغلت الدكتورة نجاح العطار منصب نائب رئيس الجمهورية، وتعمل المرأة في السلك الدبلوماسي السوري منذ عام 1953.
المُدرِّسة إيمان بريدي ترى أن المرأة السورية أثبتت دورها الهام في المجتمع في المجالات كافة، بدءاً من كونها أم تعتني بتهيئة الأجيال المتعاقبة، مروراً بعملها وتميزها باختصاصات علمية وتربوية، وصولاً إلى دورها الفعَّال خلال سنوات الحرب على سورية، فكانت أم الشهيد وزوجته والمقاتلة على الجبهات، لتعطي دروساً في الانتماء إلى الوطن والدفاع عنه.
وأشار الباحث الاجتماعي إبراهيم سعيد بأن تاريخ المرأة السورية ومشاركتها في الحياة العامة لايمكن اختصاره بجانب محدد، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى، فعلى سبيل المثال لا الحصر هنالك الطبيبة ظريفة الياس بشور التي تخرجت من جامعة إلينوي في الولايات المتحدة عام 1911 لتكون من أوائل الطبيبات في المنطقة، وكذلك وحيدة العظمة أول طبيبة أطفال سورية وضابط سابق في الجيش العربي السوري برتبة ملازم أول ، والتي تخرجت من كلية الطب في دمشق عام 1949 وحصلت على شهادة اختصاص في طب الأطفال من فرنسا.
تتعدد الجوانب المضيئة لدور المرأة السورية التي أخذت على عاتقها أن تكون على قدر المسؤولية في كل الظروف ومناحي الحياة، بل لتكون أيضاً متميزة على المستويين العربي والاقليمي
(سيرياهوم نيوز-الثورة٢٨-٤-٢٠٢١)