آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » أين المثقفون العرب من اتفاقيات التطبيع ؟

أين المثقفون العرب من اتفاقيات التطبيع ؟

د.رحيم هادي الشمخي  2020/09/19

أين المثقفون العرب.. أين هم؟
أين أقلامهم وصحفهم؟ أين فضائياتهم ومؤسساتهم الإعلامية، وأين أشعارهم وشعرائهم ومجمهراتهم ومؤلّفاتهم التي تثير فيها روح الحماسة؟ أين أغانينا التي راحت تراوح في مكانها عن الحب والهوى والقصص القصيرة والطويلة، وإعادة الماضي إلى الحاضر الذي نعيشه ونحن نقف أمام «إسرائيل» اللقيطة مطأطئي الرؤوس.
هل يغفر لمبدع عربي سواءً كان يعيش فوق أرض عربية أو كان مقتلعاً من تربته، تطوح به الرياح في كل مكان من المنافي؟ هل يغفر له أن يغمض عينيه ويسد أذنيه ويعطّل كل مراكز الحس فيه، فلا يرسل ولا يسمع ولا يحس بتلك المواجهة المصيرية القائمة بين أمته العربية على اتساع مداها الجغرافي، والاستعمار الصهيوني الجديد بابتلاع الوطن العربي بحجة الانضمام إلى السلام؟!.
هل يجوز لمثقف عربي أن ينطوي على نفسه وهو يشاهد هذه الهرولة العربية نحو الكيان الصهيوني، وتوقيع معاهدات التطبيع، وأن يملأ أذنيه بالطين والصلصال، فلا يسمع من بعد ذلك الضجيج الاستعماري، يسد آفاق الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه في محاولة لإجهاض كل توقع عربي للتحرر من الانعتاق والخروج بالأمة من ليل التجزئة والتبعية والاستلاب، وتحقيق مشروعها الحضاري.
وهل يجوز لكاتب عربي أن ينطوي على نفسه ويجترّ ما ينفقه صنّاع هذه الاتفاقيات مع العدو الصهيوني بسرعة فائقة، ولاشكّ في أن التشرنق والتحصن ضد ارتكازات وانعكاسات هذا الواقع العربي المشين، خيانة للذات وخيانة للرسالة، والالتزام البدهي، فأين المثقف العربي من فضح هذه الهرولة العربية نحو الكيان الصهيوني؟.
لا تخافوا أيّها المبدعون العرب، ودافعوا عن وجودكم ووجود أمتكم، واجعلوا القصيدة سيفاً بتّاراً ضد دعاة التطبيع مع الكيان الصهيوني، والقصة طريقاً لنهضة الأجيال القادمة ضد التطبيع الصهيوني، والصحافة منبراً لفضح العملاء العرب المتصهينين القدامى والجدد، والكتاب وثيقة للدفاع عن الحضارة العربية.. أنتم الذين ستموتون ككل المبدعين، افضحوا من باع فلسطين بثمن بخس، تعلّموا إذاً كيف تباهون مسبقاً بموتكم.. كيف تفتخرون مسبقاً بنهايتكم..
افتخار الآخرين بتفاهتهم..
افتخار الحكّام بجرائمهم عندما باعوا فلسطين بثمن بخس..
افتخار اللصوص بغنائمهم
افتخار الوصوليين بوظائفهم
تعلّموا الموت أيها المبدعون وقوفاً كالأشجار
موتوا شعراء ولا تعيشوا تماسيح
أنتم الذين ستموتون ككل المبدعين الذين دافعوا عن قضية الأمة في فلسطين والعراق وسورية، يا آخر سلالة (بوشكين، ولوركا، وأمل دنقل، وخليل حاوي، وأبو القاسم الشابي، ومعين بسيسو) وغيرهم من الأدباء والشعراء العرب.

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بمناسبة عيد الجلاء وبمشاركة موسيقيين سوريين وأرمنيين أمسية موسيقية في يريفان

أقامت سفارة الجمهورية العربية السورية في أرمينيا بمناسبة الذكرى الـ 78 لعيد الجلاء مساء اليوم مع الأوركسترا السيمفونية الأرمينية للمسرح الأكاديمي الوطني للأوبرا والباليه “أ.سبينداريان” أمسية ...