آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » «إم الطنافس الفوقا» تحتجّ على الغلاء!

«إم الطنافس الفوقا» تحتجّ على الغلاء!

| وسام كنعان

أوّل من أمس، صدر مرسوم جمهوري سوري يقرّ زيادةً في رواتب وأجور جميع موظفي القطاع العام من الشرائح والفئات كافة، بنسبة مئة في المئة، أي صار معدّل راتب الموظفين حوالي 200 ألف ليرة سورية (قرابة 8 دولارات أميركية)، لتتبعه بعد أقل من ساعة سلسلة قرارات حكومية تفيد برفع أسعار المحروقات، ما سيؤدي إلى رفع شامل في أسعار السلّة الاستهلاكية. خطوة فتحت الباب أمام موجة انتقادات تحوّلت في جزء منها نحو الغضب العارم، فيما ذهبت في أماكن أخرى صوب التهكّم والسخرية والكوميديا السوداء وسرد قصص وطرائف، أبرزها ما أوردته صفحات افتراضية عن «رجل نشل راتب موظف في الباص. وعندما فوجئ الموظف بأنّه لا يملك الأجرة، تبرّع اللص بدفعها، فنال إعجاب جميع الرّكاب على شهامته». في هذا السياق، حضر النجم باسم ياخور في إحدى لوحات سلسلة «بقعة ضوء» الشهيرة، وتحديداً في جزئها السادس الذي أُنجز عام 2008، ولعب فيها دور موظف حكومي بسيط يُبدي ذعره أمام زوجته عند عودته من العمل، قبل أن يبدأ الثنائي بالبكاء والعويل، لأنّ زيادة الرواتب سيتبعها جنون هائل في الأسعار.

وعلى نول الدراما، غزل معلّقون وجهة نظرهم ليشارك عدد كبير من مستخدمي فايسبوك السوري صورة إحدى حلقات المسلسل الظاهرة «ضيعة ضايعة» (كتابة ممدوح حمادة وإخراج الليث حجو) الذي حقق نجاحاً هائلاً على امتداد العالم العربي بسبب عوامل عدة تتركز أهمها على النص اللافت والأداء التمثيلي المتقن لجميع أبطاله والنقد الاجتماعي والسياسي المبطّن، فيما نجحت كاميرا حجو في تصوير مشاهد محترفة والتقاط روح البيئة الجبلية الساحلية وتظهير فطريتها وعفويتها بلغة مترفة بالكوميديا، وخصوصاً في إحدى حلقات الجزء الثاني التي يقرّر فيها أهل ضيعة «إم الطنافس الفوقا» الخروج في تظاهرة للتنديد بالفقر والجوع، فتواجههم جحافل من قوات الأمن لتقمع تحرّكهم على بساطته.

الصورة التي أعيد نشرها بكثافة خلال اليومين الماضيين، مأخوذة من هذه الحلقة التي سجلت نسب مشاهدة عالية، وقطفت حصة واسعة من القبول لطرحها كوميديا هادفة تحتوي إسقاطات سياسية بليغة. الصورة يظهر فيها «جودة» (باسم ياخور) و«سلنغو» (فادي صبيح) وهما يحاولان تغطية فم «أسعد» (الراحل نضال سيجري) وإسكاته ومنعه من الصراخ والمطالبة بما نزلوا من أجله، عندما جوبهوا برجال الأمن. ورافق الصورة عدد كبير من التعليقات التهكمية.
كأنّ العمل الكوميدي الحيّ لغاية اليوم والذي أُنجز بميزانية بسيطة من دون أدنى توقّع من منتجه الراحل أديب خير بأن يحصد هذا النجاح الكاسح، قد قرر أن يجانب يوميات السوريين الكالحة، وظروفهم الصعبة وموجات الغلاء والتهاوي الخدماتي الذي يسطو عليهم.

سيرياهوم نيوز3 – الأخبار
x

‎قد يُعجبك أيضاً

«المطارنة الموارنة»: نرفض إبقاء النازحين السوريين في لبنان … خوري: المشكلة عند الأوروبي والأميركي

في الوقت الذي أكد فيه الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري على جاهزية سورية لاستقبالهم خلافاً لما يتردد وأنها اتخذت كل الخطوات الممكنة ...