تناولت الأخبار الاقتصادية العالمية, وتحديداً منذ 1/1/2021, رغبة حكومة (لندن) بتشديد العقوبات على الشعب السوري واستمرارها في دعم الإرهاب وممارستها للنفاق الاقتصادي والسياسي، وتذكرت مباشرة مسرحية ( باي باي لندن ) للكاتب المصري (نبيل بدران ) وإخراج التونسي ( المنصف السويسي) التي عرضت أول مرة سنة /1981/ وأبدع الممثلون الكويتيون فيها وخاصة (عبد الحسين عبد الرضا – داؤود الحسين – هيفاء عادل ) وآخرون ، ومضمونها أن عربياً سافر إلى لندن وتعرض للنصب والاحتيال ولكن ابن أخيه الذي يدرس في لندن حاول إنقاذه لكن من دون جدوى، وهاهي بريطانيا تخرج من الاتحاد الأوروبي، ونحن نسأل هنا: لماذا هذه الخطوة البريطانية الحاقدة ضد الشعب السوري، وسورية تواجه الإرهاب العالمي لتحمي الأوروبيين وغيرهم من تداعياته؟ وهنا نقول لهم: نحن مستمرون في تطهير أرضنا والسيطرة على مواردنا الاقتصادية ونقول للحكومة البريطانية كما قال (ونستون تشرشل ) رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية وتحديداً من سنة /1940/ وحتى /1945/ حيث قال: (حين تصمت النسور تبدأ الببغاوات بالثرثرة)، وخاصة أن بريطانيا لم تعد القائد الصناعي ولا من الأوائل في العالم، وآخر الأرقام الاقتصادية تؤكد أن قيمة الناتج المحلي الإجمالي البريطاني لسنة /2020/ بحدود / 2،63/ تريليون دولار أمريكي وبنسبة /2،3%/ من قيمة الناتج المحلي العالمي و بمعدل نمو اقتصادي منخفض أقل من /2%/ ونصيب الفرد من الناتج بحدود /40/ ألف دولار، وهكذا انتقلت بريطانيا من القائد الصناعي الأول في العالم وبلد نشوء الثورة الصناعية إلى المرتبة الخامسة عالمياً والثانية أوروبياً؟!، ونحن نعرف أن المملكة المتحدة تابع ذليل للإدارة الأمريكية منذ اتفاقية ( بريتون وودز ) سنة /1944/ وربط الذهب بالدولار، وللأسف فإنها تبدأ السنة الجديدة بزيادة دعمها للإرهابيين في سورية للاستثمار بهم لتحقيق مصالحها الدنيئة، والوقائع تدل على أن الاقتصاد سيتراجع أكثر في المستقبل القريب بسبب الأزمات الهيكلية التي يعيشها، ولاسيما بعد انسحابها من ( الاتحاد الأوروبي) بتاريخ 31/12/2020 ،وتزايد حدة المشاكل مع دول الاتحاد الأوروبي والذي مقره ( بروكسل)، ومن أهم المشاكل نذكر على سبيل المثال وليس الحصر مسألة الصيد البحري في المياه البريطانية، توصّل الطرفان إلى تسوية تقضي أن تتخلى قوارب الاتحاد الأوروبي تدريجياً عن /25%/ من حصصها الحالية خلال فترة انتقالية مدتها خمس سنوات ونصف السنة، كما يصر الاتحاد الأوروبي على حرمان المملكة المتحدة من ميزة دخول أسواقه بلا جمارك من دون الوفاء بقواعد منافسة متكافئة وضرورة تقيد بريطانيا بالمواصفات المعيارية الأوروبية وإصراره على تقييد حرية حركة الناس والبضائع والخدمات ورؤوس الأموال بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهكذا تكون بريطانيا قد أنهت فكرة الاتحاد الأوروبي، أما في سورية فنقول كما قال غاندي: ( إذا اختلفت سمكتان في البحر فابحث عن الدور البريطاني)، وتصريحات المسؤولين البريطانيين لا تعنينا إلا كما قال الشاعر( جرير) عندما هجا الشاعر ( الفرزدق) الذي هدد شخصاً آخر يدعى ( مربع ) بقوله:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً… أبشر بطول سلامة يا مربع.
وقريباً إن شاء الله سيتجاوز الشعب السوري كل هذه التهديدات وبكل سلامة.

أ.د. حيان أحمد سلمان

سيرياهوم نيوز 6 – تشرين