آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » الانتخابات الرئاسية الروسية…انتصار واثق بفضل الدعم الغربي

الانتخابات الرئاسية الروسية…انتصار واثق بفضل الدعم الغربي

د. نواف إبراهيم

فاز بوتين في الانتخابات بفارق واضح مع إقبال قياسي ونادر للناخبين على صناديق الإقتراع… ما هي أسباب هذا النجاح الكاسح ؟ ما هو المزاج السائد بين السكان في الإتحاد الروسي ؟

بناء على كنه ما تقدمنا به من عناوين وتساؤلات واضحة في الظاهر والباطن، لم تأتي الانتخابات الرئاسية في روسيا بأي مفاجآت، خاصة من حيث تصنيفات المرشحين،وبالنتيجة حصل بوتين على المركز الأول، وجاء مرشح الحزب  الشيوعي الروسي  نيكولاي خاريتونوف في المركز الثاني.

ما أثار الحيرة إلى حد ما هو  أمر ترشح الليبرالي فلاديسلاف دافانكوف غير المعروف نسبيًا، الذي احتل المركز الثالث في نتائج التصويت، وكان متقدمًا على منافس جدير من كتلة الليبرالي الديمقراطي – الشعبوي اليميني ليونيد سلوتسكي، وإقبال الناخبين المرتفع نسبيا والذي تجاوز 77.4 %  كان متوقعا أيضا.

بوتين ضد بايدن

إذا ما أخذنا في الإعتبار بعض توقعات (أو آمال) وسائل الإعلام الألمانية، وخاصة على مدى الأشهر القليلة الماضية، يصبح من المدهش كيف أن بوتين ظل على قيد الحياة حتى يوم الانتخابات، فقد تحولت بعض وسائل الأعلام هذه، إلى مختبرات طبية وبيولوجية تقدم نتائج تحليل الحالة الصحية للرئيس بوتين. الصحفيون الألمان قدموا لمتابعيهم مزيجًا من صور وحالات اليأس والإدانة، بدءاً  من الإشارات والإيحاءات الغامضة إلى تقدمه في السن وصولاً إلى الاستنتاجات بخصوص العديد من الأمراض التي قد يكون مصاباً بها.

وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما إذا كانت نفس وسائل الإعلام ستقدم تركيزا مماثلا على عمر الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذا العام ، فهو يبلغ من العمر 81 عاماً، وبالتالي هو  أكبر سناً من بوتين بعشر سنوات بالتمام والكمال، ولكن هنا أكثر مايثير الإهتمام هو ما إذا كانوا سيأتون على ذكر الوضع الصحي للرئيس بايدن أصلأ.

وعلى النقيض من التكهنات االخارجة عن المعقول بخصوص صحة بوتين، والتي أعطت في بعض الأحيان انطباعا بأن بعض موظفي التحرير في وسائل الإعلام، وكأنهم كانوا يستخدمون دمى الفودو “وفقا للمعتقد الدينى فإن أتباع الفودو يغرسون الدبابيس في دمى  تمثل أعداءهم و يحرقونها على أمل أن تصيبهم اللعنة، من خلال الاستعانة بالجن والاشباح” تخيل يرعاك الله، علماً أنه بات من المعلوم أن الحالة الصحية لجو بايدن خطرة، وخاصة حالته الذهنية والعقلية، وهذا ما أكده خبراء أميركيون مستقلون.

وهنا يكفي أن تشاهد بوتين وهو يجري مقابلة صحفية لمدة ساعتين مع الصحفي الأميركي تاكر كارلسون، بينما بايدن لا يكاد يجيب على الأسئلة المنفردة لمدة عشر دقائق دون أخطاء وعثرات (لغوية وجسدية).

الضغوط الخارجية عززت التماسك

إذا نظرت إلى التفاصيل، فستجد أن بوتين لم يتمكن من تحقيق نتيجة قياسية بلغت 88.5 بالمئة إلا بفضل “الدعم الغربي”. فكلما إزادت عدوانية الدول الغربية ضد روسيا في السنوات الأخيرة،بالمقابل  كلما زادت شعبية الرئيس الحالي.

وقد عززت هذه السياسة تماسك الشعب الروسي وتوحيده ضد “التهديد الخارجي” وحشدت المجتمع ودعمت إلتفافه حول زعيم قوي، والشيء بالشيء يذكر، فهناك أغنية وطنية روسية تقول : “كلما كان الضغط أقوى، كلما كانت الخرسانة أكثر صلابة”، وهذا هو بالضبط التأثير الذي حققه الغرب بسياسته تجاه روسيا.

من الجدير بالذكر في انتخابات عام 2012، بلغت نسبة تأييد بوتين 64.4 في المائة، وفي عام 2018 – 77.5%، وعندما وصل الضغط بشأن التصعيد في أوكرانيا، إلى ذروته في عام 2022، لم يترك الغرب للروس سوى خيارين: إما الدخول في صراع مع مواطنيهم أو الانفصال عن الغر،. ولذلك، فإن زيادة نسبة المشاركة في الانتخابات بمعدل 10% وزيادة نسبة نتائج فلاديمير بوتين بمعدل 11%، لا ينبغي أن تكون مفاجأة للمراقبين المطلعين.

فهل يتعظ الغرب الجماعي من هذه النتائج، وهل يتعقل ويتفكر بأن هذه الأساليب لم تعد صالحة في هذا الزمن ولم تعد تنطلي على شعوب العالم بما فيها الشعب الروسي… ألا يدرك الغرب أن سياساته باتت عبئاً عليه وأضحى كمن يطلق النار على قدميه !؟ يبدو أنه عاجلاً ام آجلاً عليه أن يعترف بأنها لم تعد ناجعة ولاتخدمه مستقبلاً ولا حالياً، ووعليه أن يبحث عن ما يكفيه شر نفسه ويكفل حفظ ماء ماتبقى من وجهه.

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الثورة الطلابية الثانية…..(الجزء الاول)…..

  باسل الخطيب المظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية ليست حدثاً عادياً البتة…. هذه المظاهرات سببها الاحتجاج على السياسة الأمريكية الداعمة للعدوان الصهيوني على غزة، و ...