آخر الأخبار
الرئيسية » السياحة و التاريخ » البادية السورية مهد الإنسان القديم.. مكتشفات ودلائل

البادية السورية مهد الإنسان القديم.. مكتشفات ودلائل

عدنان الخطيب

ينظر الآثاريون إلى منطقة البادية السورية كأحد أهم المواقع على مستوى سورية والمنطقة التي تشرح مكتشفاتها عن وجود للإنسان القديم على مدى عشرات آلاف السنين منذ بداية العصر الحجري.

وكشفت عمليات التنقيب التي جرت سابقاً في المنطقة وتحديداً في قرية الكوم الواقعة منتصف الطريق بين تدمر والفرات أدوات صوانية بين ترسبات المواقع ما يظهر استمرار سكنى هذه الحوضة منذ نحو 100 ألف سنة ومنها اتجه الإنسان نحو الشمال والشرق والغرب والجنوب حسب ما أكده باحثون أثريون.

وتعود الأدوات الصوانية التي اكتشفت في تلك المنطقة إلى عصور مختلفة من نياندرتال تلته عصور أخرى بدأ فيها الإنسان عملية التصنيع حيث عثر على قطع في طبقات وردميات خاصة في موقع أم الهمل والذي احتوى على أكثر من 25 طبقة استيطان فوق بعضها وبفضل عملية التأريخ بالكربون المشع والأساليب الحديثة في التحليل تم تحديد الفؤوس والسكاكين والمكاشط وغيرها من الأدوات المصنوعة من الصوان.

كما عثر على بقايا عظمية تعود لحيوانات منقرضة بينها أجزاء من عظام فيل ما يشير إلى أنه كان يعيش في تلك المنطقة إضافة إلى عظام ما يعرف بالجمل العملاق عثر عليها في طبقات تعود إلى نحو 400 ألف سنة ما يؤكد أن منشأ هذا الحيوان في البدء كان البادية السورية كما بينت الدراسات والتنقيبات أن الإنسان القديم عاش في هذه المنطقة التي كانت غنية بالماء والغابات المندثرة.

وأوضح الخبير الأثري محمد خالد الأسعد في تصريح لـ سانا أن منطقة حوضة الكوم في بادية تدمر شكلت ممراً بين قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا وكانت وفقاً لتعبيره المصهر الذي انطلق منه الإنسان لبناء عالمه القديم.

ويؤكد الأسعد أن نصف جمجمة الإنسان البدائي الجد الأقدم للإنسان التي عثر عليها في هذه المنطقة تدل على قدم نشوء الحياة البشرية في هذه المنطقة التي تقع ضمن نقطة متوسطة بين بلاد ما بين النهرين وواحات تدمر الكبيرة.

وأشار الآثاري الدكتور خليل الحريري أمين متحف تدمر الوطني سابقا في تصريح لـ سانا إلى أن حوض البادية التدمرية أحد أغنى احواض التنقيب الأثري في العالم حيث يحتوي على نحو 100 ألف أثر بينها أدوات صوانية مصقولة على الجانبين منها أدوات قاطعة متطورة جداً تشبه السكاكين الحديثة.

وبين أن الأدوات الحجرية وعلى رأسها الفؤوس اليدوية صنعت من الصوان ذي النوعية العالية الذي جلبه السكان من مقالع تبعد عن الموقع بين 5 و10 كم وبلغت درجة عالية جداً من الدقة في التنفيذ من حيث شكلها وتشذيبها وتناظرها ما يظهر أن الصانع أولاها اهتماماً خاصاً تجاوز الحاجة الوظيفية والعملية لها.

ولفت الحريري إلى أنه من المفترض أن تؤدي الأبحاث التي جرت في هذه المنطقة إلى حل لغز آخر هو عملية الانتقال من العصر الحجري المتوسط إلى العصر الحجري الحديث ما جعل الدكتور جاك كوفان الذي شغل سابقا مديراً للبعثة الأثرية الفرنسية في منطقة تدمر أن يقول عبارة مأثورة “أيها الإنسان اينما كنت يجب أن تفتخر ان لك موطنين حيث تعيش الآن وحيث نشأ اجدادك من العصور السحيقة في أرض سورية الحالية”.

وكان الباحث الأثري السويسري الدكتور جون ماري لوتانسور مكتشف نصف هذه الجمجمة في موقع ندوية عين عسكر بحوضة الكوم وصف هذا الاكتشاف الذي يعود تاريخه إلى 400 ألف سنة قبل الميلاد بالاستثنائي لأنه يساعد على معرفة الطرق التي انتشر عبرها أجدادنا الأقدمون ويظهر أن الإنسان السوري القديم أنتج صناعات متطورة زعزعت الأفكار الموروثة حول القدرات العقلية لأجدادنا الأوائل.

سيرياهوم نيوز 6 – سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بعد مأساة قيس الزرزور.. محافظ اللاذقية يطالب باتخاذ إجراءات احترازية

أصدر محافظ اللاذقية، عامر هلال، تعميماً طلب فيه من رؤساء الوحدات الإدارية كافة ومديرية السياحة والآثار اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية في الأماكن التي قد تشكل ...