الرئيسية » كتاب وآراء » البقرات الحمراء…..(2)

البقرات الحمراء…..(2)

 

باسل علي الخطيب

 

إذاً تمت إعادة كتابة التوراة في بابل عام 586 قبل الميلاد على يد الكاهن عزرا، إعادة الكتابة والتعديلات استغرقت قرابة الخمسة قرون وشارك بها أشخاص كثر، تمت سرقة الإرث العظيم لشعوب مابين الرافدين وسورية ونسبتها إلى تلك القبيلة إياها، نحن هنا نتحدث عن قصة الخلق وملحمة جلجامش والطوفان وقوانين حمورابي واغلب الميثولوجية السورية، تمت سرقة شخصيات أنبياء وملوك أقوام تلك البلاد ونسلتها إلى تلك القبيلة، حتى الرموز تمت سرقتها، النجمتان السداسية والخماسية، الصليب العادي والمعقوف وغيرها مما لايتسع المجال لعده هي رموز سورية أساساً وقد تمت سرقتها…. ولكي يتم تسويق الأسطورة انه تمت كتابة التوراة باللغة الآرامية التي كانت اللغة الطاغية في كل مناطق الهلال الخصيب…

على فكرة اول كتاب توراة مكتوب بالعبرية ظهر بعد ذلك بسبعة قرون…

 

تقول الأسطورة أن الملك الفارسي كورش و بعد أن استولى على بابل عام 538 قبل الميلاد، أعاد (الشعب اليهودي) إلى ( أور شليم) حيث أعاد هؤلاء بناء الهيكل مرة أخرى….

حوالي 70 ميلادية، تمرد (اليهود) على السلطات الرومانية التي كانت تحكم فلسطين آنذاك، قمع الرومان التمرد بعنف، التجأ بعض اليهود إلى قلعة (مسعدة)، التي كانت تقع جنوب فلسطين، حاصر الرومان القلعة، و عندما اشتد الحصار، أمر الحاخامات جميع من في القلعة بالانتحار، و هذا ما حصل، و استحالت قصة ( الماسادا) و هي اللفظ العبري لكلمة مسعدة، استحالت رمزاً عند (الشعب اليهودي) للمظلومية و الاضطهاد، هذه الشماعة التي سوقها هؤلاء طوال تاريخهم و تاجروا بها لتحقيق أطماعهم، منذ ذاك التاريخ حتى كذبة الهولوكوست إياها، وصولاً إلى كل تلك الاتهامات المزعومة التي اتهموا بها المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر، أنها ارتكبت مجازراً بحقهم…..

 

السجلات الرومانية لاتذكر شيئاً عن ذاك (التمرد اليهودي)، ماتذكره تلك السجلات أن الرومان قد هدموا الهيكل بعد اكتشافهم أن أولئك يقيمون فيه طقوساً فيها قرابين بشرية، أضف إلى ذلك، لاتذكر تلك السجلات شيئاً عن معركة أو حصار في قلعة مسعدة…

على فكرة ذاك الهيكل كان عبارة عن معبد متواضع لاتتجاوز مساحته 200 متر مربع مبني من الخشب، وليس فيه مايدل على العظمة أو المسحة الجمالية، وذلك عكس ماصورته الدعاية الصهيونية، ولو كان تحفة معمارية ما كان أغفله المؤرخ اليوناني هيرودوت في كتاباته…..

 

لطالما كان ديدن تلك القبيلة أن قتلاها لهم أسماء و وجوه و لهم حياة، أما قتلى البقية فهم مجرد أرقام…

هذا لم يأت من فراغ، نقرأ في بداية الإصحاح السادس من كتاب العهد القديم:

“وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض وولد لهم بنات، أن أبناء ( الله) رأوا بنات الناس أنهم حسنات، فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا، و بعد ذلك دخل بنو ( الله) على بنات الناس و ولدن لهم أولاداً، هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم.”….

تلك القبيلة تعتبر نفسها نسل أولئك الجبابرة ، (شعب الله) المختار…

 

نعود إلى قصة (البقرات الحمراء)، نقرأ في سفر الإصحاح 19 من كتاب العهد القديم أن ( الرب) خاطب النبي موسى قائلاً

” أن يأخذوا بقرة حمراء صحيحة لا عيب فيها و لم يعلق عليها نير، فتعطونها لألعازار الكاهن، فتذبح قدامه، و يأخذ الكاهن من دمها بإصبعه، تحرق البقرة أمام عينيه، و يضع الكاهن في النار مع البقرة خشب أرز و زوفا و قرمزا، يجمع الرماد و يخلط بماء غير نجس و يرش المزيج على الشعب حتى يتطهر، و يكون لبني إسرائيل هذا الأمر فريضة دهرية”….

 

كتبت لكم النص مع بعص التصرف ليلائم الكلمات و اللغة التي نستعملها حالياً…

 

ما هي مواصفات تلك البقرة الحمراء؟..

أن يكون عمرها على الأقل سنتين، منفصلة عن أية بقرات أخرى، لم تتزاوج، و لم تحلب، و لم تحمل، و لم تختلط، ولدت ولادة طبيعية، لم يعلق بل حول رقبتها، خالية من أي تشوه، لم تستخدم في العمل، ربيت خصيصاً للتضحية، و الأهم أنها كلها حمراء من أخمص القدمين حتى الرأس…..

 

يتبع…..

(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

يا طلاب العالم اتحدوا..انها الثورة الاجتماعية العالمية

  جورج حدادين   الطلاب، العمال والفلاحين، الحامل الاجتماعي للثورة الاجتماعية العالمية حراك الطلاب في سيرورة التوحد على مشروع تحرر اجتماعي حراك النقابات العمالية، دمجت ...