syriahomenews أخبار سورية الوطن
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الدول الغربية فشلت في ضرب اقتصاد بلاده، لافتاً إلى أن الناتج الإجمالي المحلي لروسيا يواصل نموه بتتابع وبصورة منتظمة.
وقال بوتين خلال انطلاق أعمال المنتدى الاقتصادي الأوراسي اليوم تحت شعار “التكامل الأوراسي في عالم متعدد الأقطاب”: “إن حجم المشاركة في المنتدى الاقتصادي الأوراسي يجسد أهمية الاتحاد الأوراسي في العالم الراهن، فجميع الدول المشاركة فيه تسعى لعلاقات متوازنة تعتمد على مبدأ المصالح المتبادلة”.
وأضاف بوتين: إن “هناك تغييرات عميقة وأساسية على المستوى العالمي، والكثير من الدول تتجه لتعزيز سيادتها الوطنية وفق نهج مستقل”، مشيراً إلى أن الكثير من دول العالم مثل الهند والصين بدأت تنتقل إلى التعامل بالعملات الوطنية وهو ما يقلل من خطر تهديدات الاحتياطيات المالية ويعزز العمل الاقتصادي غير المسيس، وبالتالي كل من يدافع عن أحادية القطب يضر بالاقتصاد العالمي.
وفي هذا الإطار شدد بوتين على أن روسيا تتخذ دائماً نهجاً مسؤولاً وواعياً للتفاعل مع جميع البلدان، وقد اتخذت مساراً لتقليل التعامل المالي مع الدول غير الصديقة وزيادته مع الدول الأخرى بواسطة العملات الوطنية، لافتاً إلى أن روسيا تجري محادثات بشأن إقامة مناطق حرة مع إيران والإمارات ومصر وكذلك مع صربيا.
ولفت بوتين إلى أن روسيا ترحب بكل من يرغب في التعامل معها على أساس البراغماتية والمصالح المتبادلة، إذ إن لديها كل الخبرات والكوادر للحفاظ على المنافسة على المستوى العالمي، وكذلك الحفاظ على الاستقلال التقني والاقتصادي.
وقال بوتين: إن الغرب يحاول “الضغط على دول الاتحاد الأوراسي عبر العقوبات وأساليب الابتزاز من أجل عدم التعاون مع روسيا، ونحن من جهتنا ننفذ جميع اتفاقياتنا والتزاماتنا بشكل كامل”، مشيراً في هذا الصدد إلى تفجير أنابيب غاز “السيل الشمالي” وإلى إغلاق بولندا وأوكرانيا أنابيب الغاز رغم تقديم روسيا الغاز إلى أوروبا وحصول كييف على عائدات الترانزيت.
ونوه بوتين بالتعاون مع منظمات بريكس وشنغهاي وغيرها من المنظمات في آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، إضافة إلى التعامل مع الصين بشكل وثيق، مؤكداً أن مبادرة “الحزام والطريق” ستسهل التعامل مع الدول القريبة من المنطقة الأوراسية سواء في الشرق أو في إفريقيا أو في أمريكا اللاتينية والتي تعد القاطرة للاقتصاد العالمي من خلال ظهور طرق المواصلات.
من ناحية أخرى لفت بوتين إلى أن بناء طريق السكك الحديدية “الشمال والجنوب” سيسهم في تطوير التجارة بهذا الاتجاه، كما سيسمح بترانزيت 30 مليون طن من البضائع سنوياً، وسيعزز الطرق التجارية التقليدية ويساعد على ظهور مراكز صناعية وتجارية على طول هذا المسار.
ويترافق المنتدى مع اجتماع المجلس الأوراسي الاقتصادي الأعلى الذي سيحضره زعماء دول أعضاء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي “روسيا وبيلاروس وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزستان” والدول المراقبة، وتتخلل المنتدى مناقشة تنفيذ مشاريع مختلفة وقضايا النشاط الدولي للاتحاد وتوسيع الروابط التجارية والاقتصادية، كما سيجري الرئيس بوتين سلسلة من اللقاءات الفردية مع قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والدول المدعوة لحضور القمة.
يشار إلى أن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي أنشئ مطلع عام 2015 على أساس الاتحاد الجمركي الذي كان قائماً آنذاك بين روسيا وبيلاروس وكازاخستان، وانضمت إليه لاحقاً كل من أرمينيا وقرغيزستان في السنة ذاتها.
وتضمن اتفاقيات الاتحاد لجميع أعضائه حرية تنقل السلع والخدمات ورؤوس الأموال واليد العاملة وانتهاج سياسة متفق عليها في قطاعات التجارة والطاقة والصناعة والزراعة والنقل.
سيرياهوم نيوز 4_سانا
