في شباط من عام 2022 اتخذت اللجنة الأولمبية الدولية ومعها العديد من الاتحادات الرياضيّة حول العالم قراراً غير رياضي بإيقاف نشاط الأندية والمنتخبات واللاعبين الروس والبيلاروس، ومنعهم من المشاركات الدوليّة، تحت ذريعة العمليّة العسكريّة في أوكرانيا. قرار ضُرب عبره المبدأ الأساسي في الرياضة حول العالم، وهو «عدم خلط السياسة بالرياضة»، ولكن مع مرور الوقت بدأ الجميع يدرك أن هذا القرار خاطئ، وهو اليوم يعمل على تصحيح المسار
وصل اللاعب الروسي دانييل ميدفيديف إلى نهائي بطولة أميركا المفتوحة لكرة المضرب في نهاية الأسبوع، وهي رابع بطولة كبرى حول العالم، كما أنه اليوم يحتل المركز الثالث في التصنيف العالمي، فيما يجلس زميله الروسي أندري روبليف في المركز السادس عالميّاً. وبالموازاة كانت البيلاروسية أرينا سابالينكا تلعب المباراة النهائية للبطولة ذاتها، وهي على صدارة التصنيف العالمي للسيدات.
واتُخذ هذا القرار بعد موافقة 32 دولة على الأمر مقابل اعتراض 13 فقط.
وفي بداية الشهر الحالي أعلن الاتحاد الدولي للسباحة رفع حظر الإيقاف عن السباحين الروس والبيلاروس والسماح لهم مجدداً بالمشاركة في مسابقاته الدولية تحت علم محايد أيضاً. والأمر اللافت هنا أن القرار في الاتحاد الدولي للسباحة اتُخذ بالإجماع، أي إن هناك اعترافاً بأن الإيقاف كان خاطئاً من البداية.
ويأتي قرار اتحاد السباحة، بعد أن قررت اتحادات المبارزة والجمباز والرماية والجودو والتسلق والريشة، إعادة دمج الرياضيين من البلدين، ما يمكّنهم من المشاركة في المنافسات المؤهلة للألعاب الأولمبية العام المقبل في باريس. ولكن الأمر غير المنطقي أن الأولمبية الدولية والاتحادات الفردية تحاول الضغط على هؤلاء اللاعبين والرياضيين لدفعهم إلى إدانة بلادهم، كما تمنعهم من التحدث إلى وسائل الإعلام إذا كانوا يرفضون إدانة العملية العسكرية في أوكرانيا. ولكي يكتمل قرار العودة يجب اتخاذ قرار سريع بالسماح للاعبين المشاركة تحت علم بلادهم ومع عزف نشيد وطنهم. وبعد كل هذه التطورات ينتظر كثيرون اتخاذ الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” ونظيره السلوي “فيبا” قرارات رفع الحظر عن الرياضة الروسية والبيلاروسية، لكي تعود الأندية للمشاركة في البطولات الأوروبية من دوري أبطال أوروبا أو يوروبا ليغ وغيرهما… كما مشاركة المنتخبات في البطولات العالمية، بعد منعهم من المشاركة في مونديال قطر 2022، رغم استضافة روسيا لمونديال 2018، ونجاحها المميز تنظيمياً ورياضياً أيضاً. وتعد مشاركة الأندية الروسية إضافة كبيرة إلى المنتخب في أوروبا، نظراً إلى المستوى الجيد الذي يقدم منهم، إضافة إلى العنصر الاحترافي الذي برز قبل سنوات قريبة، ونجاح اللاعبين الروس في مختلف الرياضات الجماهيرية في أوروبا.
العديد من الجهات ترى أن قرار العودة يجب أن لا يتأخر، لما فيه من مصلحة عامة للرياضة، وللكف عن ضرب مبدأ فصل السياسة عن الرياضة، ولعدم الاستجابة للأجندة الغربية في هذا الأمر.
سيرياهوم نيوز 4_الاخبارية اللبناية