آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » العطلة الانتصافية .. خيارات محدودة وظروف غير مناسبة

العطلة الانتصافية .. خيارات محدودة وظروف غير مناسبة

 

لم تختلف العطلة الانتصافية كثيراً عن الأعوام القليلة الماضية، لجهة محدودية الخيارات والظروف الصعبة التي زادت من وطأتها علينا جميعا، نتيجة آثار الحصار والعقوبات الأميركية والغربية المفروضة على شعبنا.
فما إن تنفس الأهل والتلاميذ الصعداء حتى بدا الملل والكآبة على وجوه الجميع بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي ألقت بظلالها السوداء على كافة الأسر السورية، دون أن ننسى جائحة كورونا التي حدت كثيراً من الخيارات والبدائل، هذا بالإضافة الى الظروف الجوية الباردة التي (حبست) التلاميذ داخل المنزل.

إيقاع الملل ..
على ذلك الإيقاع، يجلس الأهل يستمعون من أبنائهم إلى (معزوفة العطلة) التي باتت مملة ونشازا (مليت، ضجران ، ضايق خلقي، شو بدي ساوي، وين بدي روح)،وهي المعزوفة التي راح يرددها الأبناء صباح مساء، إلى درجة أن الأهل باتوا يتمنون لو تفتح المدرسة أبوابها بأسرع ما يمكن، حتى لا يسمعوا تلك المعزوفة التي تسبب التوتر والضغط والعصبية وتثير الحزن في نفوس الآباء والأمهات الذين باتوا غير قادرين على اختراق أو تجاوز هذا الواقع الصعب على كل أبناء الوطن.
السيدة أم بشار وهي أم لطفلين (صف سادس و ثالث) قالت: إنها تحاول خلق أجواء الترفيه في المنزل، بقيامها قدر الإمكان باللعب مع أطفالها وصناعة الحلويات المنزلية لهم، ودعوتها لأطفال الجيران من أجل أن يلعبوا مع أطفالها، مضيفة أن الظروف المعيشية الصعبة والطقس البارد منعتها من الخروج مع اطفالها الى أماكن الترفيه والحدائق.
بدورها قالت السيدة ملاك محمد إنها تمنت لو لم تأت العطلة بسبب محدودية الخيارات والظروف الاستثنائية التي يعيشها وطننا الغالي التي منعت الكثير من الأهل من الخروج بالأبناء الى أماكن الترفيه واللعب، وبينت محمد أن اخطر ما في العطلة أنها رمت بأبنائنا الى خيارات الموبايلات والألعاب الإلكترونية التي تجهد عقولهم وتتعب تركيزهم بدلا من الراحة والاستجمام.
أما السيدة أم طارق فذكرت من جهتها أنها دفعت بأطفالها إلى الشارع ليلعبوا مع أقرانهم حتى تتخلص من “نقهم” ومن طلباتهم التي لا تنتهي، مضيفة أن اللعب في الشارع وبرغم أخطاره وآثاره السلبية على الطفل إلا أنه يبقى أهون من اللعب بالموبايل لساعات طويلة.

للشارع جوه..
وما إن سطعت الشمس وألقت بدفئها على الأرض حتى بدأت تجمعات الأطفال والمراهقين في الشوارع وبعض الساحات، لاسيما في الأرياف والقرى والحارات الشعبية، لتسلط الضوء على خيارات الكثير من الأطفال والأهل أمام هذا الواقع الصعب، وهي حلول قد تكون مقبولة لأبنائنا في العطلة من أجل الترفيه واللعب بعيدا عن الجلوس في المنزل والغرف المغلقة، وقد أصبحوا فريسة سهلة للألعاب الإلكترونية والموبايلات ووسائل التواصل الإجتماعي التي تدس السم في الدسم، لجهة المعلومات والثقافات التي أكثرها غير واقعي وغير صحيح.

دور الأهل ..
ضمن هذا الواقع فإنه يتوجب على الأهل العمل على خلق الظروف الملائمة للترفيه عن أبنائهم، وذلك من خلال إيجاد خيارات بديلة لإخراجهم من أجواء العصبية والتوتر والفراغ، وهذا يكون بالجلوس إليهم واللعب معهم وتشجيعهم على قراءة القصص والكتب والرسم، ودعوة أصدقائهم لزيارتهم والعكس صحيح ضمن أطر المتابعة والمراقبة والالتزام بالإجراءات الوقائية والصحية التي تحفظ صحتهم وصحة أقرانهم ضمن سياق التصدي لوباء كورونا، وكذلك اصطحابهم لزيارة الأهل والاقارب والأصدقاء لأن من شأن ذلك أن يحطم أسوار الفراغ و التذمر والضجر.

فردوس دياب

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة أون لاين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

القلق المالي.. تحدٍّ عالمي يتجاوز الحدود ويؤثر في الأفراد بكل مناحي الحياة

أدى تفاعل تكاليف المعيشة المرتفعة مع الأجور التي تكافح من أجل مواكبة هذه الظاهرة إلى بروز ظاهرة تعرف باسم “القلق المالي”، ففي أعقاب التحولات الاقتصادية ...