الرئيسية » كلمة حرة » العقل السوري!!

العقل السوري!!

بقلم:عبد الفتاح العوض 
نحن مميزون؟ ثمة وجهتا نظر..
الأولى لا ترى تعبير العقل السوري مناسباً… والسوريون مثل كل العالم فيهم هذا وذاك، والثانية تقول بإصرار: هناك فعلاً ميزة الإبداع عند السوريين تاريخياً.
في الأولى لا يوجد مميزات خاصة للعقول حسب الجغرافيا، ولا تعترف العقول بالحدود السياسية.. وفوق كل ذلك ما ينتجه العقل ليس حصيلة جينات متوارثة مثل لون العيون، بل هو نتاج مدارك وتعليم وأهم من كل ذلك نتاج بيئة تحض على التفكير، وتسهم في إطلاق العنان لكل موهبة وبأي اتجاه.
سأحاول أن أحرض الذاكرة معاً.. كم هم الأشخاص المميزون على مستوى العالم من السوريين؟ وما المجالات التي يعملون بها؟
مهما كانت الأسماء التي نتذكرها معاً فإن القائمة قصيرة من حيث العدد ومن حيث نوعية المجالات.
في الخارج وفي الداخل سيكون من باب التباهي النظر للنتاج الفكري السوري بأكثر من حجمه… مثلنا مثل غيرنا، لسنا أقل من أحد لكننا لسنا أذكى من أحد.
النقطة الثانية هل كانت هذه الأعداد كبيرة حتى قبل الحرب؟
لا أحد يمكن أن يقلل من آثار الحرب بكل بشاعتها على نتاج العقل السوري.. بكل تأكيد تشوهت الكثير من الأشياء في حياتنا، وبظني فإن التأثيرات على المستوى الفكري سترافقنا فترة طويلة.
أما وجهة النظر الثانية فترى في السوري مبدعاً، وقصص النجاح في الخارج خير دليل على ذلك.. فالسوريون أشرقوا في البلدان التي هاجروا إليها، واستمع إلى الغزل بهم في مصر على سبيل المثال.
أما في الداخل فإن السنوات العشر الأخيرة وظروف الحروب وما يحيط بها وما ينتج عنها ليس بأي حال بيئة تساعد على الإبداع إن لم نقل إنها بيئة تقتل الموهبة.
والآن في مجالات التميز الممكنة فإن السوريين حجزوا لأنفسهم مكاناً والاهتمام عالي المستوى بالمبدعين له أثر فعال جداً وهؤلاء هم خميرة المستقبل السوري.
عندما بدأ النقاش حول مكونات العقل العربي كان من المأمول أن يساهم ذلك في إعادة إنعاش ومحاولة لخلق حالة تحريض، لكن الذي حدث أن الجميع بلا استثناء بقوا على الوتيرة نفسها، بل يمكن الملاحظة الآن أن النقاشات الفكرية في سنوات سابقة كانت أكثر عمقاً و… المشكلة أنها لم تحرك المياه الراكدة أو العقول الراكدة.
ومعظم الذين قدموا أطروحات دسمة هم الذين تلقوا تعليماً في جامعات غير عربية وبتوقعات غير مبالغة فإن الاحتكاك مع الدول المتقدمة في المجالات العلمية والحياتية سيكون بيئة مؤاتية للسير في طريق الإبداع.
مهما كان رأيك فإن البيئة تحرض على الإبداع وفرص النجاح تصبح أكثر وأفضل عندما تتوافر مقومات التميز والإبداع.
سواء كنا كسوريين مبدعين أم كنا كباقي الناس فينا شيء من كل شيء فإنا بحاجة لبيئة حاضنة للنجاح.. بيئة تساعد على صياغة قصص نجاح، أعطونا مسؤولاً كتب قصة نجاح حتى ولو كانت من نوع « ق. ق. ج ».
أقوال:
كل سوري يعتقد نفسه سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسه قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنه نبي.
النجاح ليس عدم ارتكاب الأخطاء… بل النجاح عدم تكرار الأخطاء.
ليس هناك أكثر من خمسة ألوان أساسية، ولكن مزجها يعطينا ألواناً أكثر مما يمكن رؤيتها

(سيرياهوم نيوز-الوطن24-9-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تحية إلى كتائب القسام

  مالك صقور توقفت الأسبوع الماضي معركة (بيت حانون) .. لكن لم تجرؤ الولايات المتحدة الأمريكية ولاالكيان الصهيوني على الاعتراف بالهزيمة النكراء التي مني بها ...