الرئيسية » عربي و دولي » الفصائل الفلسطينية تتفق على تشكيل لجنة للحوار بشأن إنهاء الانقسام عقب اجتماع في مصر.. هنية يدعو لتبنّي خيار المُقاومة وإعادة بناء منظّمة التحرير وإنهاء الاعتقال السياسي

الفصائل الفلسطينية تتفق على تشكيل لجنة للحوار بشأن إنهاء الانقسام عقب اجتماع في مصر.. هنية يدعو لتبنّي خيار المُقاومة وإعادة بناء منظّمة التحرير وإنهاء الاعتقال السياسي

اتفقت الفصائل الفلسطينية على تشكيل لجنة للحوار بشأن إنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ عام، 2007 وذلك عقب اجتماع للأمناء العامين اليوم الأحد في مصر.

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيان الختامي لاجتماع الأمناء العامين في مدينة العلمين المصرية إلى تشكيل لجنة مهمتها “استكمال الحوار حول القضايا والملفات المختلفة التي جرى مناقشتها بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية”.

وطلب عباس من اللجنة “الشروع فورا بإنجاز مهمتها والعودة إلينا بما تصل إليه من اتفاقيات وأمل بعقد اجتماع قريب في القاهرة لنعلن لشعبنا إنهاء الانقسام الداخلي”. وشكر عباس مصر والدول التي شاركت سابقا في جهود الحوار الوطني الفلسطيني، مؤكدا أن “اجتماع اليوم خطوة أولى وهامة لاستكمال حوارنا الذي نرجو أن يحقق الأهداف المرجوة قريباً”.

وهذا أول اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية منذ سنوات واقتصر انعقاده على عدة ساعات.

وفي كلمته أمام الاجتماع قال عباس “إن الانقلاب الذي وقع عام 2007، وما جره علينا وعلى قضيتنا وشعبنا من انقسام بغيض، لهو نكبة جديدة أصابت شعبنا وقضيتنا، ويجب إنهاؤه فوراً وبلا أي تردد أو تأخير”. وشدد عباس على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ويجب الالتزام بها وببرنامجها السياسي وبجميع التزاماتها الدولية.

وذكر أن إجراء الانتخابات العامة “وسيلتنا الوحيدة لتداول المسؤولية، والمشاركة الوطنية، ونريد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني اليوم قبل غد، شريطة أن يتمكن أهلنا في القدس الشرقية المحتلة من المشاركة في هذه الانتخابات انتخاباً وترشحاً دون أية معوقات أو عراقيل”.

وأكد عباس أن “من يعطل إجراء هذه الانتخابات هو دولة الاحتلال، لذلك نعود لمطالبة المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بإلزام إسرائيل لكي نجري انتخاباتنا الديمقراطية في القدس، عاصمة دولتنا الأبدية”.

وعبر عن شكره لمصر باستضافة اجتماع الفصائل الفلسطينية اليوم الأحد من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وقال عباس في بيان في ختام الاجتماع: ” أتوجه باسمنا جميعا وباسمي شخصيا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.. وإلى مصر الشقيقة بعميق الشكر والامتنان على اللفتة الكريمة باستضافة هذا الاجتماع، وحرص الرئيس السيسي على أن تكلل جهودنا المشتركة بالنجاح، على طريق إنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية”.

كما توجه بالشكر إلى “جميع الدول الشقيقة والصديقة الجزائر، السعودية، قطر، الأردن، تركيا، روسيا والصين، على ما بذلوه من جهود في هذا الأمر”.

من جهتها، اقترحت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على اجتماع الأمناء خطة وطنية تتضمن تشكيل قيادة مشتركة وإنهاء مسار التسوية مع إسرائيل.

وجاء في مقترح حماس الذي حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منها، الدعوة إلى “انتهاء مرحلة أوسلو (السلام المرحلي مع إسرائيل) فشعبنا اليوم أمام مرحلة سياسية وميدانية جديدة”.

وأكد مقترح حماس أن “التناقض الرئيس هو مع العدو الصهيوني (إسرائيل)، وأن المرحلة الراهنة هي مرحلة تحرير وطني”.

ودعت حماس إلى “الشراكة السياسية على أساس الخيار الديموقراطي الانتخابي هي المنطلق لبناء الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني بكل مكوناته ومستوياته”.

وأكدت أن “قضية فلسطين ومحورها القدس هي قضية وطنية عربية إسلامية إنسانية”.

ولترجمة ذلك دعت حماس إلى “تبني خيار المقاومة الشاملة وتعزيز صمود شعبنا ونضاله ضد جرائم الاحتلال والمستوطنين” وإعادة بناء وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل مجلس وطني جديد يضم الجميع على أساس الانتخابات الديمقراطية الحرة.

كما دعت إلى تشكيل المؤسسات الفلسطينية في الضفة والقطاع على أساس الانتخابات الرئاسية والتشريعية وإنهاء كل أشكال التنسيق الأمني مع إسرائيل ووقف وتحريم كل أشكال الملاحقة والاعتقال على خلفية المقاومة أو الانتماء الفصائلي أو العمل السياسي.

وحثت حماس على دورية لقاء الأمناء العامين للفصائل وتشكيل لجنة فصائلية للمتابعة وإحياء وإعادة تشكيل لجنة الحريات العامة وإنهاء ملف الاعتقال السياسي إلى جانب وضع برنامج وآليات اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس الانتخابات والتوافق حيث تعذرت.

وتغيبت ثلاث فصائل عن اجتماع الأمناء العامين للفصائل هي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، وحزب الصاعقة.

وكان الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة اشترط قبل أيام الإفراج عن عناصر الحركة الذين قال إنهم معتقلون لدى السلطة الفلسطينية للمشاركة في اجتماع الأمناء العامين للفصائل.

وتنفى السلطة الفلسطينية وجود معتقلين سياسيين لديها وتقول إنهم محتجزون على خلفيات جنائية.

وكان عباس دعا لاجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في الثالث من الشهر الجاري على خلفية عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين في الضفة الغربية خلفت مقتل 12 فلسطينيا وعشرات الجرحى.

ودأبت مصر منذ سنوات على استضافة اجتماعات الفصائل الفلسطينية في محاولة لإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ عام 2007 غير أن سلسلة اتفاقيات وتفاهمات لم تجد طريقها للتنفيذ.

وقال سفير فلسطين لدى مصر دياب اللوح في كلمته بافتتاح الاجتماع: “في حضرة السيد الرئيس وممثلي الفصائل الفلسطينية، نبرق من اجتماعنا هذا بالتحية إلى أسر الشهداء، وتمنياتنا بالشفاء للجرحى، وبالتحية إلى الأسرى والأسيرات وإلى عموم أبناء شعبنا الواحد الموحد في الوطن والشتات، وإلى المرابطين في مدينة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة”.

ودعا السفير اللوح المشاركين إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين، وشهداء الشعب المصري الشقيق وجيشه العظيم، وشهداء أمتنا العربية المجيدة الذين ارتقَوا دفاعا عن فلسطين الأرض والقضية.

وكان الرئيس عباس قد وصل، مساء أمس، إلى مدينة العلمين في مصر بزيارة رسمية، ومن المقرر أن يلتقي يوم غد الإثنين نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، لبحث آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، والجهود المبذولة لدفع عملية السلام، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

بدوره دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، الأحد، إلى تبنّي “خطة وطنية لمواجهة التحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية والتي فرضتها الحكومة الإسرائيلية الحالية”.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها هنية، في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، المنعقد في مدينة العلمين المصرية، بحسب بيان صدر عن الحركة ووصل الأناضول نسخة عنه.

وقال هنية وفق البيان: “نرى ضرورة تبني خطة وطنية فاعلة تستجيب للتحديات ذات الطابع الوجودي التي فرضتها الحكومة الإسرائيلية الحالية في بعديها المتعلق بالاحتلال أو المتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي”.

وأوضح أن هذه الخطة ترتكز على خمسة منطلقات وهي “انتهاء مرحلة أوسلو، والتناقض الرئيسي هو مع العدو (لا مع الفصائل)، والمرحلة الراهنة هي مرحلة تحرير وطني، والشراكة السياسية على أساس الخيار الديمقراطي الانتخابي هي المنطلق لبناء الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني، وأخيرا قضية فلسطين ومحورها القدس هي قضية وطنية عربية إسلامية إنسانية”.

وأوضح هنية أن “ترجمة هذه المنطلقات في الخطة الوطنية تتطلب تبني خيار المقاومة الشاملة وتعزيز صمود الشعب ونضاله، وإزالة كل العقبات التي تتناقض مع حق الشعب في مقاومة الاحتلال”.

واستكمل قائلا: “يتطلب ذلك أيضا إعادة بناء وتطوير منظمة التحرير وتشكيل مجلس وطني جديد يضم الجميع على أساس الانتخابات الديمقراطية الحرة، وتشكيل المؤسسات الفلسطينية في الضفة والقطاع على أساس الانتخابات الرئاسية والتشريعية مع تحقيق دعم صمود الفلسطينيين وإنهاء حصار غزة”.

ودعا هنية، في كلمته إلى “إنهاء كل أشكال التنسيق الأمني مع إسرائيل، ووقف كل أشكال الملاحقة والاعتقال على خلفية المقاومة أو الانتماء الفصائلي أو العمل السياسي”.

وعلى المستوى الدولي، بيّن هنية أهمية “حشد طاقات الأمة لدعم الشعب الفلسطيني وإطلاق حملة سياسية وإعلامية ودبلوماسية واسعة لعزل وإدانة الاحتلال وممارسات حكومته المتطرفة ومستوطنيه، واتخاذ الخطوات القانونية لمحاكمة قادة الاحتلال وجنوده أمام المحاكم الدولية على جرائمهم بحق الفلسطينيين”.

وأضاف في هذا السياق: “من بين ذلك أيضا دعوة الجامعة العربية للانعقاد لاتخاذ قرارات واضحة بوقف التطبيع مع العدو المحتل كخطوة أولى على طريق محاصرته ومعاقبته”.

ولضمان تطبيق هذه الخطة، طالب هنية بـ”تشكيل لجنة فصائلية لمتابعة نتائج هذا اللقاء ووضع الآليات لمواجهة التحديات وإعادة تشكيل لجنة الحريات العامة وإنهاء ملف الاعتقال السياسي”.

وثمّن هنية دور كل من “مصر والجزائر وقطر وتركيا والسعودية وروسيا” في سعيهم لرأب الصدع الفلسطيني الداخلي.

وفي وقت سابق الأحد، انطلقت جلسة أعمال اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين المصرية، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفي 10 يوليو/ تموز الجاري، وجّه الرئيس عباس دعوة إلى الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لعقد اجتماع طارئ بمصر، في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة استمرت نحو 48 ساعة في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وأعلنت 3 فصائل فلسطينية مقاطعتها لهذا الاجتماع وهي “الجهاد الإسلامي” و”طلائع حرب التحرير الشعبية (الصاعقة)”، و”الجبهة الشعبية/ القيادة العامة”، بسبب ما قالت إنها “اعتقالات سياسية في الضفة الغربية” من جانب السلطة الفلسطينية.

والأحد، أعلنت الفصائل الثلاثة، خلال مؤتمر صحفي في غزة، أنها ستحترم نتائج اجتماع مصر “ما لم تمس رؤيتها الوطنية”، ودعت المجتمعين إلى “وضع استراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال، وتشكيل قيادة موحدة لإدارة المقاومة في الضفة”.

كما دعت إلى “إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وانتخاب مجلس وطني ولجنة مركزية وتفعيل الإطار القيادي للأمناء العامين كلجنة وطنية لإدارة الصراع، فضلا عن سحب الاعتراف بإسرائيل”.

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السفير الأميركي في كيان الاحتلال: التطبيع بين “إسرائيل” والسعودية يستلزم التهدئة في غزة

  مع اقتراب توقيع معاهدة دفاع ثنائية بين واشنطن والرياض، وتصريح مسؤول أميركي أنه لن يتم توقيع الاتفاقية قبل موافقة السعودية على التطبيع مع “إسرائيل”، ...