الرئيسية » مجتمع » الكيان: المصريّون يُعادون إسرائيل بعد 44 عامًا من “السلام البارِد” ويعتبرون الشهيد محمد صلاح بطلاً.. السلام بين النخب الأمنيّة وليس الشعوب وكلّ الجهود الإسرائيليّة للتغيير هزيلة…لا وجود لإسرائيل بكُتُبِ التعليم

الكيان: المصريّون يُعادون إسرائيل بعد 44 عامًا من “السلام البارِد” ويعتبرون الشهيد محمد صلاح بطلاً.. السلام بين النخب الأمنيّة وليس الشعوب وكلّ الجهود الإسرائيليّة للتغيير هزيلة…لا وجود لإسرائيل بكُتُبِ التعليم

حتى أشّد الإسرائيليين حماسةً للسلام مع مصر يُقّرون جهارًا نهارًا أنّ مساعي الكيان لنشر ثقافة التسامح تجّاه دولة الاحتلال في صفوف الشعب العربيّ المصريّ باءت بالفشل المُدوّي، وأنّ السلام بين البلديْن ما زال يقتصِر على الفئات السلطويّة المصريّة بحكم عملها، ليس إلّا، وكان مونديال قطر، نهاية العام الماضي أكبر دليلٍ على رفض الشعوب العربيّة أيّ سلامٍ أوْ تطبيعٍ مع الكيان الذي يحتّل فلسطين.

 لذا فإنّه من غير المُفاجئ بتاتًا أنْ يسيطر الإحباط على القيادة السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال؛ جراء عدم تقبل المصريين للسلام والتطبيع، رغم مرور عقود مضت على توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين الطرفين، وسط قناعات راسخة بأن السلام فقط بين الجهات الرسمية، ولم يصل إلى القاعدة الشعبية في مصر.

المُستشرِق الإسرائيليّ، أوفير فينتر، الخبير في الشؤون المصرية، أكّد أنّ “هناك شريحة كبيرة من الرأي العام المصري لا تزال معادية لإسرائيل حتى بعد أكثر من 44 عامًا من السلام، وتعتبر الجندي محمد صلاح (منفذ هجوم الحدود المصرية مؤخرا)  بطلاً، ما يؤكّد أنّ السلام القائم اليوم هو بين النخب الأمنية، وليس بين الشعوب، وكل الجهود الإسرائيلية لتغيير هذا الواقع ما زالت هزيلة، وغير كافية، ومن المشكوك فيه أنْ يؤدي الضغط المتزايد من تل أبيب وواشنطن على القاهرة للتغيير المنشود في الخطاب السائد في الأوساط المصرية”، على حدّ تعبيره.

 وزعم في مقال نشره موقع (زمن إسرائيل) الإخباريّ-العبريّ، أنّ “آخر دراسة مفصلة أجراها معهد (إمباكت سي) على الكتب المدرسية في مصر، جاءت فيها النتائج مفاجئة وسارة، لأنّ العديد منها تعتبر السلام قيمة وطنية مصرية ودينية إسلامية، ورغم أنّ إسرائيل لا تظهر بالاسم على الخرائط في الكتب المدرسية المصرية، فإنّ طلاب الصفين التاسع والثاني عشر يتعلمون أن السلام معها مفيد لمصر، ويتيح التنمية الاقتصادية، ويشجع الاستثمارات الرأسمالية، ويزيد السياحة”، طبقًا لأقواله.

ومضى قائلاً إنّ “المناهج المصرية الجديدة تحث على معاملة اليهود بتسامح واحترام في معظم الكتب المدرسية، وتمّ حذف المحتوى السلبي والمعاد للسامية الشائع في الماضي من المناهج الدراسية المتجددة، ويتّم تدريسها من الصف الأول إلى الخامس، ويتوقع أنْ تغطي جميع الفئات العمرية بحلول نهاية العقد، وهذا اتجاه يتناسب مع مبادرات السلطات المصرية لتجديد مواقع التراث اليهودي، بما في ذلك المعابد والمقابر، ونشر العديد من الكتب الجديدة عن تاريخ اليهود المصريين”، على حدّ زعمه.

علاوة على ما جاء أعلاه، شدّدّ المستشرق الإسرائيليّ على أنّه “بينما يمكن للتعليم في المدارس أنْ ينقل ثقافة السلام للأجيال القادمة، فإنّ وسائل الإعلام تشكل الرأي العام في الوقت الحاضر، وفي ضوء هجوم العوجا، سُمِعت أصوات في مصر اعترفت بأهمية السلام مع إسرائيل، ودعت لترسيخه، كما أنّ العلاقات التجارية بين إسرائيل ومصر تكشف عن تزايدها في السنوات الأخيرة أعلى من ذي قبل، خاصة في مجال الغاز الطبيعي، ولا ننسى لفتة الرئيس عبد الفتاح السيسي لوزيرة الطاقة الإسرائيلية السابقة كارين الهرار، خلال مؤتمر عن الطاقة في مصر”، كما قال.

 وبالإضافة ادعى أنّ “صناعة السياحة المصرية تتوق إلى السائح الإسرائيلي بعد الأضرار التي لحقت به بسبب وباء كورونا وحرب أوكرانيا، وفي العامين الماضيين ازداد تواتر الرحلات الجوية بين الدولتين، وافتتح خط طيران إسرائيلي مباشر إلى شرم الشيخ، وفي 2022 زار سيناء أكثر من نصف مليون سائح إسرائيلي، وسافر عشرات الآلاف بشكل فردي، وفي مجموعات إلى القاهرة، قرابة أربعة أضعاف ما كان عليه قبل فيروس كورونا”، على حدّ قوله.

وسلطت عملية العوجا الضوء الإسرائيلي على دور المناهج الدراسية في مصر، بزعم دورها في إزالة معاداة السامية وأشكال التعبير عن الكراهية تجاه الاحتلال الإسرائيلي، وصولاً لجعله مجتمعًا مصريًا أكثر تسامحًا من شأنه تعزيز الاستقرار الإقليمي ومحاربة التطرف، في ضوء إدراك الاحتلال لقوة الكتب المدرسية باعتبارها حاجزًا حاسمًا أمام معاداة الاحتلال منذ مرحلة الصغر بحذف التحريض ضده وكراهيته من الكتب المدرسية.

 جديرٌ بالذكر أنّه في 26 آذار (مارس) 1979، وقّعت مصر وإسرائيل على معاهدة سلام برعاية الولايات المتحدة، غير أنّ العلاقات الثنائية وُصفت منذ ذلك الحين بـ “السلام البارد”، فقد شهد البلدان تبادل السفراء لفترة دامت أربعة عقود تقريبًا فضلاً عن التنسيق بينهما في مجالي الأمن والحدود، ولكن “التطبيع” الكامل لم يحدث قط.

 وفي حين أنّ نسبة السياح الإسرائيليين في مصر قد ارتفعت بشكل كبير خلال فترات الهدوء، إلّا أن أعداد السياح المصريين الوافدين إلى إسرائيل بقيت قليلةً جدًا ولا تُذكر، ويعود ذلك جزئيًا إلى أنّ المصريين الذين يزورون إسرائيل معرّضون لمضايقات أجهزة الأمن المصرية، كما أنّ التبادلات الثقافية بين البلدين هي الأخرى محدودة للغاية: فالفنانون والأكاديميون المصريون يقاطعون إسرائيل، والمصريون الذين سافروا إلى إسرائيل على الرغم من المقاطعة غالباً ما واجهوا إدانات واسعة عند عودتهم إلى بلادهم.

 بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما كانت إسرائيل هدفًا للاحتجاجات داخل مصر، فضلاً عن موضوع العديد من نظريات المؤامرة، مما جعل أيّ تفاعل رفيع المستوى بين الإسرائيليين والمصريين محفوفًا بالمخاطر السياسية على المسؤولين المصريين.

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

«المطارنة الموارنة»: نرفض إبقاء النازحين السوريين في لبنان … خوري: المشكلة عند الأوروبي والأميركي

في الوقت الذي أكد فيه الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري على جاهزية سورية لاستقبالهم خلافاً لما يتردد وأنها اتخذت كل الخطوات الممكنة ...