آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » الليبرالية عصا التجويع والتعتيم والحرب ..!

الليبرالية عصا التجويع والتعتيم والحرب ..!

أ.د. حيان أحمد سلمان  2020/12/25

أكد السيد الرئيس بشار الأسد، خلال لقائه مع العلماء والعالمات في وزارة الأوقاف بتاريخ 7/12/2020، على الدور السلبي للفوضى العالمية التي سببتها وتسببها الليبرالية العالمية في العالم، وقال سيادته: «أشبّه العالم الذي نعيش فيه بمحيط كبير هائج، أمواجه عاتية تضرب بكل الاتجاهات، تضرب بالاتجاه الأمني عبر الإرهاب، وبالاتجاه الاقتصادي عبر الحصار والتجويع، وبالاتجاه الفكري عبر دفع المجتمعات إلى الدرك الأسفل، وفي هذا المحيط نرى سفناً ترتفع وتهبط، وبعض منه يهتزّ بهدوء والبعض يترنح والبعض قد غرق، وما يحددّ قدرة هذه المراكب على مواجهة الأمواج هو عوامل الأمان والاستقرار التي تمتلكها تلك المراكب، هذا هو حالنا كمجتمع، لو لم نكن نمتلك هذه العوامل لكنّا غرقنا منذ الأسابيع الأولى، وفي الوقت ذاته لو كنّا قد قمنا بصيانة هذه العوامل والحفاظ عليها بشكل جيد لما دفعنا ذلك الثمن الغالي اليوم». ونحن في سورية نكاد ندخل السنة العاشرة للحرب والإرهاب الاقتصادي المخالف للشرعية الدولية والمفروض من طرف واحد وتساهم فيه الدول الليبرالية وعملاؤها، ولكن نجد من جهة أخرى أن القوى العالمية تتغير، ومع هذه التغيرات وفي مقدمتها تراجع دور الليبرالية الجديدة ولأسباب موضوعية، وتكمن في جوهر الأسئلة التالية وهي على سبيل المثال وليس الحصر ومنها:

هل يمكن أن تستمر الليبرالية الجديدة بتوسعها في ظل التهميش الاجتماعي العالمي، حيث تؤكد الدراسات أن نسبة /1%/ من سكان العالم يمتلكون أكثر من /50%/ من ثروة العالم مستخدمة عصا التجويع والتعتيم والحرب ؟!، وهل يمكن استمرار رأس المال المالي العامل في البورصات (رأس المال الورقي) على رأس المال الصناعي الاستثماري والتجاري أي التبادلي ويستمر توريق الاقتصاد العالمي وترسيخ ديكتاتورية رأس المال المالي الاحتكاري؟!، وهل يمكن لليبرالية الجديدة تجاهل تغير معدلات النمو الاقتصادي للاقتصاديات الناشئة ونتائج الحروب التجارية وخاصة بين أمريكا والصين ووقف النجاح الاقتصادي الصيني؟!، وهل ستسكت القوى العالمية المؤثرة مثل (البريكس وشنغهاي والميركاسور وسيلاك وغيرها) على ممارسات الليبرالية الجديدة المقرفة، ومنها مثلاً عودة الفاشية في الكثير من الدول الغربية وظهور الأحزاب اليمينية العنصرية وتدمير المؤسسات المجتمعية عن طريق خصخصتها واعتماد سياسة اقتصاد السوق وزيادة معدلات الفقر وبؤر التوتر والعنف والحروب وتقليص برامج الرعاية الاجتماعية وتأجيج الصراعات الدينية والمذهبية وتكرار الأزمات الاقتصادية التي تذكرنا بأزمة سنة /1929/ وسنة /2008 / وأزمة كورونا الحالية وغيرها؟!، وهل ستستمر في تهميش دور (الدولة)، أي الحكومات الممثلة لها ووضع حد للشركات التي تسيطر على الاقتصاد العالمي وهي بحدود /500/ شركة متعددة الجنسيات والتي حولت الكثير من دول العالم إلى شركات خاصة لمراكز القرار الليبرالي وتسخير الصالح العام للخاص؟!، وهل سيستمر النفاق الليبرالي الغربي بشكل عام والأمريكي بشكل خاص في نفاقه الاقتصادي والسياسي، كما أكد السيد الرئيس بشار الأسد، ويتجلى هذا بشكل واضح في ادعاء الليبراليين الجدد تعزيز حرية التجارة وانسياب السلع والخدمات والرساميل، بينما عملياً تمارس أمريكا سياسات حمائية تجارية وإنتاجية وزيادة الرسوم والتعرفة الجمركية، كما حصل سنة /2018/ ضد الصين ودول متعددة ومنها حلفاء أمريكا، إضافة إلى انسحابها من أغلب الاتفاقيات الدولية معتمدة على ليبرالية جائرة مجرمة أرستها الإدارة الترامبية ومبدؤها «أمريكا حرة والعالم مقيد أو أمريكا المركز والعالم أطراف»؟ ضاربة عرض الحائط بكل مواثيق الشرعية الدولية، وهنا نسأل هل سيكون هناك عالم ليبرالي جديد مع إدارة بايدن أي مع الإدارة (البايدينية) الجديدة؟ إننا في سورية رغم كل الصعوبات والتحديات متفائلون وسننتصر على كل المؤامرات والمتآمرين، وستتحسن الأمور المعيشية لأنها قضايا عكوسة تزول بزوال أسبابها، كما ذكر السيد الرئيس بشار الأسد، وفي مقدمة هذه الأسباب اندحار الإرهاب والإرهابيين واستعادة أرضنا وثرواتنا وتوثيق العلاقات مع الدول الصديقة وتعزيز التوجه شرقاً والاستغلال الأمثل لطاقاتنا المادية والبشرية والمالية، وفي مقدمتها الطاقات الروحية لأن سورية فوق الجميع، خاصة أنه تأكد للجميع أنه عندما تكون سورية بخير نكون كلنا بخير والنصر لسورية.

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مصر | الحكومة تمهّد لرفع الأسعار… بالتقنين

    القاهرة | تفاقمت، خلال الأيام الماضية، أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مصر، بعد توقّف استمرّ طوال شهر رمضان وإجازة عيد الفطر، فيما توفي ...