آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » المال الداشر ..؟!

المال الداشر ..؟!

 

سلمان عيسى

صدق من قال : المال ( الداشر ) يعلم الحرام – وهذا لا ينطبق فقط على سرقة الاكبال الكهربائية ، بل يتعداها الى كل السرقات التي تتم في وضح النهار ..
منذ بداية الازمة في سورية واستفحال الفوضى بدأت بوادر ظاهرة خطيرة جدا، تتعلق بخطف السيارات الشاحنة المحملة بمختلف انواع البضائع التي تعود للقطاع الخاص او العام .. لا فرق – متة – سكر – ارز – قمح او اعلاف .. كلها كانت هدفا للسارقين الذين يهددون السائقين بالسلاح لخطف السيارات واحيانا مع السائقين .. وقد كتبنا في ذلك مرارا ..
كل تلك السرقات كانت تمر بسلام رغم معرفة من قام بالسرقة والخطف .. لكن عدم الملاحقة شكل لهم حافزاً للتمادي والاعتداء على الاملاك العامة والخاصة .. ورغم ذلك قيدت بعض هذه المسروقات ضد مجهول .. او دفع المهملون من القطاع العام ضريبتها ..
كل ذلك كان مؤلما وشكل خسائر كبيرة لجهات حكومية تعمل في مجال التدخل الايجابي ( قبل الدمج ) ولجهات عديدة في القطاع الخاص .. لكن المؤلم حقا ان تتسع دائرة السرقات لتتجاوز الاكبال الكهربائية المغذية لهذه القرية او تلك .. حيث بالكاد تكون السرقة بعشرات الامتار لتصل فيما بعد الى سرقة ١٠٠ طنا دفعة واحدة ولمسافة تصل الى ٣٦ كيلومترا .. وبقيمة تجاوزت ٤ مليارات ليرة .. هذه المرة السرقة تمت- بين محطة الدير علي ومحطة عدرا .. غرب محطة تشرين الحرارية ب ٢ كم ..عمل منظم وباحترافية اللصوص ، لم يتم بساعة او ساعتين .. قد يستغرق هذا العمل اياما .. ويحتاج الى قوة بشرية كبيرة ومدربة ، لذلك نرى ان الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش التي احيل اليها الملف حسب وزير الكهرباء – ليست الجهة المناسبة للتحقيق بهذه الجريمة الاقتصادية الكبيرة .. لأن عمل الهيئة يحتاج اولا الى وقت طويل ( فتيلتها طويلة كما هو معروف ) والمبدأ الاساسي فيها يقوم على القسم على الكتب السماوية اي ( حلفان اليمين ) وهذا بالنسبة للحرامي هو الفرج .. لذلك فإن تولي جهات امنية تستخدم الحزم في ملاحقة خيوط هذه الجريمة سيكون ذا جدوى اكثر في القبض على اللصوص ..
هناك اصحاب سوابق في سرقة الامراس الكهربائية وقد ضبط منهم الكثير في مختلف المحافظات .. لكن نعود للتأكيد ان هذا العمل الاحترافي يحتاج الى قوة بشرية مزودة بالاجهزة والآليات و ( المعلومات ) هي التي يمكن ان تقوم بتنفيذ هكذا اعمال .. وليس افرادا يعتاشون على امتار من هنا وأخرى من هناك – رغم جرمية الحالة- .. عدم ضبط السرقات الصغيرة وسوق فاعليها الى العدالة يدفع دائما ضعاف النفوس الى التمادي في السرقات .. ويبدو ان التراخي فعل فعلته .. والرابحان .. تجار الخردة .. وقطاع الطرق ..؟!
بكل الاحوال .. ولأن الطرق الدولية كانت داشرة .. والاكبال التي تربط الصحراء بالحضر داشرة ايضا .. فهي تعلم الحرام ..؟!
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

متفائلون يا كاظم الغيظ..!!!

    مالك صقور   سألني من وراء المحيط وهو ينعم في إحدى ولايات أميركا عن حالنا ؟فقلت له : بغض النظر عما يتنبأ به ...