آخر الأخبار
الرئيسية » شخصية الأسبوع » . المربي والشاعر محسن سلامة

. المربي والشاعر محسن سلامة

في قرية كان لا يصلها إلّا الطير (الدنبيّة )ناحية القدموس ولد في يوم ربيعيّ 1948 م وحوله العشب والزهر والسفح والجبل والوادي ، عطّرت روحه أنداء ذلك السحر الريفيّ البديع ، ويحدثنا الاستاذ محسن عن سيرته الذاتية قائلاً :

كنت أشعر دائماً أنّني وردة بين الورود تمشي ، وعصفور بين العصافير يغرّد أعلى شجر البلوط والسنديان والعرعر والتين

كان الحظّ يرافقني و أجمله أنّ أبناء القرية بنوا مدرسة أعلى السفح و أنا في سنّ الانتساب إلى الأوّل ابتدائيّ و إلّا كان على هذا الطفل أن يقطع نهر الموت ويتسلّق جبل الصخر لساعات إلى أقرب مدرسة حمّام واصل ، أحبّني معلّمي العظيم أنور الجنديّ رحمه الله تعالى ، وكان هذا الحبّ سبب تفوّقي ، ومن روائع حظّي أنّ الوالد انتقل إلى المدينة وأنا في الصفّ السادس وإلّا كان عليّ أن أقطع الجبال السبعة والأنهر السبعة سيراً على الأقدام للدراسة في برمانة المشايخ كما فعل أخي الأكبر

انطلقت بنا السيّارة من القدموس كانت أوّل تجربة لي في حياتي كأنّي على متن جنّيّ يخترق الأرض وربّما بعد حين يجتاز السماء ، نصف ساعة من الزمن امتدّ أمامي بساط أزرق لا نهاية له ، سمعتهم يقولون : وهذا البحر ، خوف شديد تملّكني إلى أن اختفى خلف الأبنية في بانياس ،
في غرفة واحدة في مدينة طرطوس كانت العائلة تسكن بكاملها

أحبّني معلّمي الصفّ السادس ، شعرت بصعوبة في اكتساب أصدقاء المدينة ، كان عطر الريف يملأ كياني ، ودخان المدينة يعبث ببراءتي

كنت من المتفوّقين في الشهادة الإعداديّة فانتسبت إلى معهد دار المعلّمين في حمص ، حملت فراشي و وسادتي على ظهري وحيداً ، وركبت ذلك الباص الضخم الوحيد ، عشت سنوات أربعاً في غرفة صغيرة في حمص لكنّها كانت جنّتي بحقّ ، حمص العديّة سيّدة الجمال والشعر والثقافة والسينما بلا منازع كبّرتني كثيراً من حيث عمري العقليّ والجماليّ ،
حصلت على شهادة البكالوريا أدبيّ حرّة من، ثانوية رزق سلّوم، وأنا في السنة الثالثة من دار المعلّمين ، كانت سنة نكسة حزيران 1967 م ، وفي السنة الرابعة دار المعلّمين كنت أيضاً سنة أولى أدب عربيّ

أمضيت سنتين معلّماً في ريف البوكمال دير الزور، وثالثة في ريف اللاذقيّة. ورابعة في ريف طرطوس وكنت حينها أيضاً في السنة الرابعة أدب عربيّ

وفجأة ولأوّل مرّة وربّما آخر مرّة تعلن وزارة التربية عن مسابقة لانتقاء مدرّسين لجميع المواد تسمح فيها لطلّاب السنة الرابعة التقدّم إليها
كان شاعر القوميّة العربيّة سُليمان العيسى رئيس اللجنة وذلك في الرابع و العشرين من شهر أيّار 1972 م

تجاوزت بعدها مباشرة امتحان السنة الرابعة بنجاح بتقدير جيّد جدّاً ونجحت في المسابقة ،
وفي ٢/ ١٢ / ١٩٧٢ م كنت مدرّساً في ثانويّة رأس الخشوفة صافيتا لشهر واحد

التحقت بعدها بالخدمة الإلزاميّة كليّة المدرّعات طالب طابط مجنّد

تخرّجت من الكليّة في السادس من تشرين الأوّل عام ١٩٧٣ م بتقدير جيّد جدّاً ، كنت في الخندق الأوّل بحرب تشرين التحريريّة

في نهاية الخدمة ١٩٧٦م كلّفني أستاذي الجليل العظيم محمّد علي يونس الموجّه الأوّل للغة العربيّة بتدريس خمس شعب بكالوريا في ثانويّة خربة المعزة أطال الله في عمره كان الملهم لنا جميعاً في العطاء والتفاني في العطاء

شاركت في أمسيّات شعريّة عديدة ، وكُلّفت بتغطية مناسبات وطنيّة عديدة لسنين طوال على الكورنيش البحريّ طرطوس ، وعرّيف حفل لمناسبات وطنيّة و قوميّة في المركز الثقافيّ طرطوس وجميع مؤتمرات الفلّاحين والحرْفيّين والعمّال والرياضة في القرن الماضي

وكان التقاعد في عام ٢٠٠٨ م ، لا يزال طلّاب الجامعة يجدون في مكتبتي ضالّتهم وحلقات بحثهم التي قد لا يجدون مراجع مثلها في مكان آخر

(سيرياهوم نيوز4)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الأديب الألماني غوته

  ولد يوهان فولفغانغ غوته عام 1749 في فرانكفورت ، ترعرع في كنف والده الغني الذي وفر له تعليماً مدرسياً خاصاً ، كما لعب اهتمام ...