آخر الأخبار
الرئيسية » شخصية الأسبوع » النائب البريطاني جورج غالوي

النائب البريطاني جورج غالوي

 

كتب د. المختار

 

قال النائبُ البريطاني جورج غالوي في محاضرةٍ ألقاها على مدرجِ مكتبةِ الأسدِ بدمشقَ في يومِ الثلاثاءِ 29 آب/أغسطس 2006م، وكنت أنا أحدُ الحاضرين فيها، وقد لاقَت حضوراً كثيفاً حيث كانَ عددُ الواقفين أكثرَ من الجالسين حتى اضطرَّت إدارةُ المكتبةِ أن تفتحَ القاعاتِ المجاورةَ للمدرجِ وتضعَ شاشاتٍ كبيرةً فيها ليتابعُه الحضور.

 

كانت المحاضرةُ بعنوان: ” السياساتُ الأمريكيةُ/ البريطانيةُ في المنطقة.

 

قال فيها “إنَّ مقياسَ الوطنيةِ لكلِّ مواطنٍ عربي أو سوري شريف هو هل أنتَ مع الرئيسِ بشارِ الأسدِ أم لا”…؟

 

قالَها في مرحلةٍ كانَت

أجواءُ التآمرِ على سوريةَ بدأَت تأخذُ أبعادَها العلنيةَ، بعد اغتيا.لِ الحريري 2005، وبعد حر.بِ تمو.زَ مباشرةً التي بدأَت في 12 تموز يوليو 2006، واستمرَّت مدّةَ 33 يوماً.

 

دعونا نتعرّف من هو جورج غالوي، وماهي أبرزُ مواقفِه السياسيةِ.

 

هو سياسيٌّ بريطاني من مواليدِ 1954م، ولدَ في مدينةِ “دندي” البريطانيةِ، عملَ في بداياتهِ على خطٍّ لإنتاجِ إطاراتِ ميشلان، ثم بدأَ نشاطَه السياسي كنقابي، شاركَ في عام 1980 في رفعِ العلمِ الفل.سطيني على مجلسِ مدينةِ دندي البلدي، كما شاركَ في توأمةِ مدينتِه دندي مع مدينةِ نا.بلس بالض.فةِ الغر.بيةِ.

 

في عام 1887م انتُخبَ أميناً عاماً لجمعيةِ الحربِ على العَوَزِ الخيرية، وفي العامِ نفسِه انتُخبَ نائباً في البرلمانِ البريطاني “مجلس العموم” لأولِ مرَّةٍ عن حزبِ العمالِ عن منطقةِ “غلاسكو هيلهيد”، ثم انتُخبَ بعدَها لسبعِ مراتٍ ما بين عامي ( 1987 – 2010).

 

عُرف غالوي بشخصيتِه اليساريةِ وبآرائهِ المناهضةِ للحر.بِ، ومناصرتِه للقضيةِ الفل.سطينيةِ، وللقضايا العربيةِ، وقفَ ضدَّ الحر.بِ على العراقِ 2003، التي دعمَها آنذاك رئيسُ الوزراءِ العمالي البريطاني توني بلير.

 

وفي 1 أيلول/ سبتمبر عام 2006م تحدّثَ غالوي من دمشقَ عن انتصارِ الم.قا.ومةِ اللبنا.نيةِ في حر.بِ تمو.ز قائلاً:

“إنَّ الا.نتصا.رَ الذي حقّقَته الم.قا.ومةُ اللبنا.نيةُ على الج.يشِ الا.سر.ائيلي بدّلَ المعادلةَ السياسيةَ في الشرقِ الأوسطِ، وحطّمَ أسطورةَ الج.يشِ الذي لا.يقهر، وجعلَ الجميعَ يدركُ أنَّ الحلولَ الع.سكريةَ غيرُ مجديةٍ.

وأضافَ غالوي: إنَّ هذا الا.نتصا.رَ يؤكدُ أنّ لا حلَّ إلا بالا.نسحابِ الإ.سر.ائيلي التامِ من الجو.لانِ السو.ري المح.تلِ حتى خطِ الرابعِ من حزيرانَ ومن جنو.بِ لبنانَ، وإقامةِ دولةٍ فل.سطينيةٍ مستقلةٍ وعو.دةِ اللا.جئين.

 

وفي مقابلةٍ تلفزيونيةٍ مع أحدِ أعضاءِ “المعارضةِ” السوريةِ عام 2014، صرخَ غالوي بوجهِ المعارضِ عندما قال نحن قمنا بالثورةِ، وهذه الثورةُ ستقومُ بكلِّ دولِ المنطقةِ، فأجابَ غالوي على الفورِ متى ستبدأون الثورةَ في السعودية…؟

كلامُكَ غيرُ صحيحٍ، فأنتم تتعاونون مع السعوديةِ ضدَّ سورية وهي تمنحُكم المالَ والسلا.حَ والج.ها.ديين. هل تريدُنا أن نصدّقَ أنَّ “مَكِّين”، “وليبرمان”، وبريطانيا، وفرنسا وأمريكا وإ.سر.ائيل والسعودية وقطر يدعمون الثورةَ في سوريةَ من أجلِ الخيرِ والحقِّ، أهذا ما تطلبُ مني أن أصدّقَه…؟

 

يُعدُّ غالوي أحدَ المناضلين ضدَّ الإ.مبر.يا.ليةِ عموماً، والإ.مبر.يا.ليةِ الأمر.يكيةِ خصوصاً، ومعارضاً للص.هيو.نيةِ، ويصفُ إ.سر.ائيلَ بأنّها دولةُ فصلٍ عن.صر.ي، ودعا إلى تفكيكِها، وله مسيرةٌ نضاليةٌ تمتدُّ إلى حوالي أربعةِ عقود.

 

فازَ منذ أيامٍ عدّة مُسجّلاً نصراً كاسحاً في الانتخاباتِ الفرعيةِ للبرلمانِ البريطاني عن حزبِ العمالِ عن مدينةِ “روتشديل” بمانشستر شمالَ غربِ بريطانيا، بالمقعدِ الشاغرِ بدلاً عن النائبِ المتوفّى توني لويد الذي توفي في17 كانون الثاني/يناير الماضي، وهذه الانتخاباتُ أفرزَت بُعداً جديداً لم تشهده الانتخاباتُ البريطانيةُ من قبلُ، إذ دخلَت غ.زّ.ةُ كعاملٍ مهمٍّ في الانتخاباتِ، وأعتقدُ أنَّ هذا التحولَ مرشّحٌ للانتقالِ إلى الدوائرِ الانتخابيةِ الأخرى في الانتخاباتِ في تشرين المقبل.

 

وقد علّقَ غالوي على فوزِه بعدَ إعلانِ النتائجِ قائلاً “هذا من أجلِ غ.زّ.ة”.

 

ومن تصريحاتِه خلالَ حملتِه الانتخابيةِ، وفي إشارةٍ إلى قلقِ الحزبِ الحاكمِ في بريطانيا من احتمالِ فوزِه بالانتخاباتِ، قال غالوي: ” إنّ السياسيين ووسائلِ الإعلامِ غيرُ راضين عن احتمالِ عودتي إلى البرلمانِ في نهايةِ هذا الشهرِ، لأنّهم يعرفون أنني سأدخلُ قاعةَ مجلسِ العمومِ كالإعصارِ، وسأدخلُ إلى البرلمانِ في نهايةِ هذا الشهرِ، وسوف تهتزُ جدرانُ قاعتِه من أجلِ غ.زّ.ة… إنّهم يعرفون ذلك، ويخشون من عودتي.

 

وكانَ له ذلك، وفازَ بعدَ حصولِه على (12.335) صوتاً، أي بزيادةِ حوالي (6.000) صوتٍ عن المرشحِ الذي يليه. أي أنه فاز بنسبة 40% من عدد الأصوات وهو مايعني أكثر من عدد أصوات المرشحين الثلاثة الباقين.

وأضافَ بعدَ فوزِه “الناسُ انتخبوني لأنّي أدنتُ الإ.با.د.ةَ الجما.عيةَ في غ.زّ.ةَ وفزتُ وخَسِرَ أنصارُ إ.سر.ائيل.”.

 

غالوي إضافةً إلى كونِه سياسياً نشيطاً، فهو معروفٌ كشخصيةٍ إعلاميةٍ، وكصحفي ومقدّمٍ لبرامجَ إذاعيةٍ وتلفزيونيةٍ مدّةَ أربعةِ عقودٍ ومنها برنامجُه الشهيرُ، تلفزيونُ الواقع (Big Brother). وبرنامج كلمة حرة على قناة الميادين.

 

لقد تعرّضَ لمضايقاتٍ كثيرةٍ خلالَ مسيرتِه النضا.ليةِ، كان أحدُها إلغاءَ برنامجٍ إذاعي له بتهمةِ “معا.د.ا.ةِ ا.لسا.مية”

بسببِ تغريدةٍ من جملةٍ واحدةٍ نشرَها على “تويتر” في أعقابِ مباراةِ نهائي دوري أبطالِ أوروبا بين نادي ليفربول ونادي توتنهام والتي فازَ فيها ليفربول، فباركَ غالوي الفوزَ لليفربول وقال “لا أَعلا.مَ إ.سر.ائيليةً. في الكأ.س”.

 

وعُدّت هذه الجملةُ إشارةً منه إلى الروابطِ القويةِ بين نادي توتنهام والمجتمعِ الي.هو.دي، وعُدّت معا.د.يةً لل.سا.ميةِ، وأوقفَ البرنامجُ.

 

مهما يكُن فإنَّني أرى أنَّ فوز غالوي يشيرُ إلى تحوّلٍ في الرأي العام الغربي تجاه فل.سطين، وقضايا منطقتنا، وهو ماقد يدفع حزب العمال البريطاني لإعادة النظر في سياساته، ففوز غالوي صفعة كبيرة له، ووسائل الإعلام الكبرى المناصرة لإ.سر.ائيل عبرت عن استيائِها من فوزهِ، لكنَّ هذا يؤشِّر إلى أنَّ غ.زَّ.ة ستدخُل كعاملٍ حاسمٍ في الانتخاباتِ المقبلةِ في الدولِ الغربيةِ عموماً، وفوز غالوي هو نصرٌ سياسي لخيارٍ سياسي واسع انتظروا وسنراهُ يتكرَّر في الانتخاباتِ في الدولِ الغربيةِ، وسيعدُّ خياراً مربحاً للمرشحين لأن الشعوب الغربية تشعر بالغبنِ من موقف الساسة الحاليين تجاه الم.جا.زر في غ.زَّ.ة، وهذه الحالات مع تكاثرها ستتحوَّل إلى مسار يغير في السياساتِ الغربيةِ تجاه قضايا منطقتنا، طبعاً هذا سيأخذ وقتاً لكنه بدأ وفوز غالوي فتح الباب.

 

إنَّ مواقفَ غالوي المشرفةَ تجاهَ القضا.يا العربيةِ وهو البريطاني غيرُ المطالبِ بذلك، تدفعُنا للسؤالِ عن مواقفِ من يعدّون أنفسَهم من النخبِ العربيةِ تجاهَ الحر.بِ على سوريةَ سابقاً، وعلى غ.زّ.ةَ الآن، والسؤالُ عن مواقفِ من يسمّون أنفسَهم من النخبِ السوريةِ، ممن أكلوا من خيرِ هذه البلدِ وشربوا ماءَها، ودرسوا في جامعاتِها مجاناً، ويجلسون إلى اليومِ أذلّاءَ في المواخيرِ والفنادقِ يتآمرون عليها…؟

 

(سيرياهوم نيوز ١-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الأديب الألماني غوته

  ولد يوهان فولفغانغ غوته عام 1749 في فرانكفورت ، ترعرع في كنف والده الغني الذي وفر له تعليماً مدرسياً خاصاً ، كما لعب اهتمام ...