آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » النداء الاخير …!!

النداء الاخير …!!

 

بقلم:باسل علي الخطيب

هذه الكلمات أقولها للتاريخ، كلمات أثقلت كاهلي، وحان الوقت لإنزالها عن ظهري وصفع الأوراق بها، صفع كل ذاك التاريخ بها، كلمات موجهة إلى كل السوريين هنا وهناك وهنالك….

قد تكون بعض الملاحظات الحياتية البسيطة على بساطتها تختصر شرح قضايا كبرى، سأورد مثالاً من البيئة التي أنتمي إليها، كانت اسماء والدي واعمامي ومن هم من جيلهم، أقصد جيل الأربعينيات والخمسينيات هي محمد، علي، أحمد، محمود، يوسف، حسن، سليمان، اسماعيل…. كانت أسماء إسلامية يتشارك بها كل المسلمين على اختلاف مشاربهم، بعد ذلك سمى والدي واعمامي ومن هم في جيلهم أولادهم: باسل، كنان، وسيم، غيث، رامي، اوس، بيان….. لاحظوا، اسماء ( علمانية)…. جاء جيلي ومن هم عمري، حيث كانت اسماء اولادنا : حيدرة، جعفر، مقداد، حسين، حمزة، عمار…..كانت اسماء تدل على مذهب معين….

ماقلته عن هذه البيئة، ينطبق على كل بيئة، قد تكون هذه ملاحظة بسيطة، ولكنها ذات مدلولات كثيرة، نحن صرنا نعرف أنفسنا بعيدا عن المفهوم الوطني، هذا نذير خطر، عندما لايصير الشكل أو الاسم عفوياً إنما هوية، صار الحجاب هوية، صار السفور هوية، صارت الخلعة هوية، صار الصليب هوية، صار الاسم هوية….

قلت مراراً واكرر، نحن أمام موروث لايمكن فيه ولو بأي شكل فصل ماهو ديني عن ماهو تاريخي، هذه اشكالية كبيرة، لن نستطيع أن نخوض معضلة النقاش مثلاً في احقية الخلافة دون أن نمس بالمقدسات، هذا مستحيل، وهذا ينطبق على أي أمر يتعلق بذاك الموروث، وعليه لا يبقى إلا حل وحيد، نحن لانستطيع التخطيط للسنوات الخمسين القادمة بل العشر القادمة، ونحن مازلنا مكبّلين بالسنوات الألف المنصرمة، ليس هناك إلا حل وحيد، بل هو الحل الأوحد، أن نجعل ذاك التاريخ كله خلفنا، ذاك تاريخ ذهب برجاله وأحداثه، ولن يفيدنا في شيء إثبات صوابية تلك الرؤية، أو خطأ هذه الرؤية، دعونا نجعل نقطة الصفر هذا اليوم، هذه اللحظة، ولا تقولوا لي أن هذا مستحيل، فدون ذلك المزيد من الخراب وصولاً للفناء….

كان من التداعيات الجميلة لما قالته تلك الدعية من لبنان، أن السوريين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم واختلافاتهم، كانوا موحدين في الرد على تلك المرأة، أنهم جميعاً من دون استثناء شعروا بذات الطعنة، أنهم يجيدون أن يكونوا سوريين عندما يستدعي الأمر، وقد يكون هذا سابقة في تاريخ سوريا لم تحدث إلا مرة واحدة وذلك أثناء حرب تشرين 1973، حتى عندما كان منتخبنا لكرة القدم قاب قوسين من الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018، لم يحصل هذا الإجماع….

قد يجد البعض في مقالي نوعاً من الطوباوية العاطفية، ولكني اعتدت أن أفتش عن الخير في أي أمر، وان لكل حدث حكمته وتدبيره وسببه، عدا عن ذلك وهو الاهم، أقولها ومن قلب ينزف، لقد تعبنا، آآآآخ….. كم تعبنا….. تعالوا إلى كلمة سواء بيننا، لكم ذنوبكم ولنا ذنوبنا، ولكن لنا ولكم رب واحد، وهو يكفل الغفران للكل إن وجد أننا نستاهل ذلك، ولن نستاهل ذلك حتى نطرح على أنفسنا هذا السؤال: علام كان كل ذاك الجنون، ألا تبت أيادينا؟؟!!….

لايخطر على بالي وانا اشعر بألم تلك الغصة إلا قوله تعالى” ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون”…..

هذا البلد لن يحتمل المزيد من الجنون، أن كان هذا الجنون قد قوّض البشر والحجر، فالجنون التالي سيقوّض الجغرافيا، ولكم أن تحتفظوا بذاك التاريخ لأنفسكم علّه يفيدكم…..
(سيرياهوم نيوز4-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

«المطارنة الموارنة»: نرفض إبقاء النازحين السوريين في لبنان … خوري: المشكلة عند الأوروبي والأميركي

في الوقت الذي أكد فيه الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري على جاهزية سورية لاستقبالهم خلافاً لما يتردد وأنها اتخذت كل الخطوات الممكنة ...