آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » برسمِ اتحادِ الكتَّابِ العرب

برسمِ اتحادِ الكتَّابِ العرب

بقلم: ميرفت أحمد علي

لا شكَّ بأنَّ الأصالةَ المهنيَّةَ تفرضُ ذاتَها، و تُنبئُ عن جدارتِها، سيَّما في الوضعِ السوريِّ الراهنِ، و ما يكتنفهُ مِن تشكيكٍ في إدارةِ بعضِ المؤسساتِ و القطاعاتِ. و الشَّأنُ الأدبيُّ ــــ حتى وقتٍ ما ــــ لم يكُنْ بمَنجاةٍ عنِ اللومِ و العتبِ. و معَ انفساحِ الأفُقِ، ووصولِ كفاءاتٍ جديدةٍ و شابَّةٍ، و إدارةٍ متناغمةٍ و مؤمنةٍ بالعملِ التَّشاركيِّ الجماعيِّ، و الذي يمسُّ بصورةٍ مباشرةٍ واقعَ الكتَّابِ و المؤلِّفينَ، بدأَ المشروعُ الثقافيُّ السوريُّ يشهدُ انفراجاتٍ متتابعةً، و يُصدِّرُ سلسلةً منَ التعليماتِ و التعاميمِ التي تُعيدُ تشكيلَ الحياةِ الأدبيةِ السوريةِ برؤيةٍ فذَّةٍ، و تنحتُ وجهَها الجديدَ بإزميلٍ مِن ثقةٍ و مَضاءٍ. و ليسَ آخرَ هذهِ التعاميمِ قرارُ المكتبِ التنفيذيِّ لاتحادِ الكتَّابِ السوريينَ بتأسيسِ نوادٍ شبابيةٍ رديفةٍ لفروعِ الاتحادِ، تمنحُ المُنتسبينَ إليها بطاقةَ أصدقاءِ اتحادِ الكتَّابِ، ما لقيَ صدىً إيجابيَّاً عميقاً في نفوسِ أدباءِ المستقبلِ، و منحَهُم درعَ الأمانِ الذي يَقيهم مغبَّةَ الانجرافِ وراءَ مؤسساتٍ ثقافيةٍ وهميةٍ كثرَ انتشارُها غيرُ المنضبطِ في الفضاءِ التواصليِّ الأزرقِ. و أرى أنّهُ مِن أفضلِ القراراتِ التي فاجَأَنا بها المكتبُ التنفيذيُّ، علماً بأنَّ مفاجآتهِ لا تكادُ تهدأُ منذُ لحظةِ تشكُّلهِ، ما حدَا بي إلى أنْ أستثمرَ هذهِ الزاويةَ في عرضِ مُقترحيْن عنَّا على بالي منذُ بعضِ الوقتِ. و أوَّلُهما: ضرورةُ تجديدِ الثقةِ الممنوحةِ لمَن يُثبتُ فاعليَّتهُ في العملِ على أرضِ الواقعِ، مُترجماً آمالَ أدباءِ بلدهِ إلى مُنجزٍ ملموسٍ. و أستمدُّ مشروعيَّةَ هذا الطَّرحِ من حقيقتينِ موضوعيَّتيْن: الأولى: إنَّ تشكيلَ الهيئاتِ الاتحاديةِ إنَّما هوَ ترجمةٌ لرغباتِ الأدباءِ السوريينَ أنفسِهم، و ثمرةٌ لمؤتمراتِهم الانتخابيةِ الدَّوريةِ. و ثانيهما: إنَّ وضعَ حجرِ الأساسِ للمشاريعِ الربحيَّةِ الاستثماريةِ في المجاليْنِ العقاريِّ (و هوَ مشروعٌ طويلُ الأمدِ) و التجاريِّ و الخدَميِّ، يستدعي تجديدَ الثقةِ لمَن غامروا و أطلقُوا هذهِ المشاريعَ، و التي في حالِ أتتْ ثمارَها المنشودةَ، فإنَّها ستنهضُ ببعضِ أعباءِ الواقعِ المعيشيِّ الضاغطِ للكاتبِ السوريِّ، و ستخفِّفُ مِن أوزارهِ. و الإدارةُ الأدبيَّةُ الحاليةُ تستحقُّ منحَها فرصةً أطولَ للوفاءِ بوعودِها للمثقفينَ السوريينَ؛ فمبادراتُها في هذا المجالِ غيرُ مسبوقةٍ، و أقلُّ لفتةِ شكرٍ لها هو إيلاؤُها الثقةَ لتُتابعَ سلسلةَ إنجازاتِها النوعيَّةِ المِقدامةِ، في أصعبِ مجالاتِ الاستثمارِ و مستوياتِه. و أرى أنَّ بعضَ الانتقاداتِ التي طالت المؤتمرَ السنويَّ لاتحادِ الكتَّابِ العربِ مؤخَّراً، لتركيزهِ على الجانبِ الاستثماريِّ و الاقتصاديِّ، هيَ في غيرِ محلِّها، لأنَّ المُرادَ منْ هذهِ المشاريعِ هوَ تأمينُ مداخيلَ ماليةٍ وفيرةٍ للاتحادِ، و استقلاليَّةٍ في التمويلِ، ما ينعكسُ على سمعةِ المؤسسةِ بينَ نظيراتِها في القطاعِ الحكوميِّ، و يُبوِّئها مكانةً مُستحقَّةً، كما يُلقي بتبعاتهِ المحمودةِ على المستوى الماليِّ و المعيشيِّ للمثقفِ السوريِّ، الذي لا بدَّ و أن يتأثَّرَ إيجاباً بنجاحِ استثمارِ المؤسسةِ الأدبيَّةِ خاصّتهُ. سيَّما في هذا الوقتِ العصيبِ من حياتِنا. فالأديبُ أولاً هوَ إنسانٌ، معنيٌّ بقضايا الفقرِ و البطالةِ و نقصِ الخدماتِ، و يسعى جاهداً للارتقاءِ بلقمةِ عيشهِ؛ فلا إبداعَ معَ معدةٍ فارغةٍ، و أمعاءٍ ضامرةٍ خاويةٍ على عروشِها ممَّا يُقيمُ أوْدَها! و ثاني الاقتراحاتِ: يتعلَّقُ بإشهارِ احتفاليَّةٍ سنويةٍ بعنوانِ: (اليوم العالمي للقصة)، و الذي نرجو مِن اتحادِنا أن يتبنَّاهُ كمشروعٍ أدبيٍّ جادٍّ؛ فيخاطبُ بشأنهِ الاتحاداتِ العربيةَ و الدوليةَ المُوازيةَ، فيخرجُ إلى العلنِ كذريعةٍ لتكريمِ أقدمِ جنسٍ أدبيٍّ عرفتهُ البشريةُ، و لتتويجِ مسيرةِ القصَّاصينَ المُخضرمينَ و المُؤسِّسينَ كما الشباب، في سلسلةِ مناشطَ دوريةٍ، أسوةً بــ (يوم المسرح العالمي)، و (يوم الشعر العالمي).

(سيرياهوم نيوز٦-19-4-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عَنْ شاعرٍ مُتفَرِّدْ

  أحمد يوسف داود   (جِئتُ والأرضُ طفلةٌ منْ شقاءٍ وغديْ غامضٌ ووجهي شريْدُ   صوْتُ حَوّاءَ شاسِعٌ لسْتُ أَدري تَنقُصُ الأرضُ بينَنا أمْ تزيْدُ!. ...